السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

الصالونات الأدبية النسائية .. منصات إبداعية بعيدة عن الوجاهة الاجتماعية

رفضت كاتبات الاتهامات التي يكيلها البعض للصالونات الأدبية النسائية، وأكدن أنها ليست للوجاهة «بريستيج»، بل متنفس للمبدعات اللاتي قد تحول ظروفهن الخاصة دون الانخراط في الملتقيات الأدبية المختلفة.

واعتبرن الصالونات رئة أدبية ونافذة مشرعة على العالم بمختلف حضاراته وتنوعه الفكري، أسهمت في تنمية شخصيتهن وأكسبتهن الثقة بالنفس والقدرة على الحوار، وشجعتهن على القراءة وعرض تجاربهن الثقافية وطرحها للنقاش، الأمر الذي أثرى حصيلتهن المعرفية.

ولفتن إلى أن هذه الصالونات أسهمت في تخريج عدد كبير من الكاتبات والشاعرات اللواتي بات لهن باع في الساحة، كما أخرجت إلى النور أول إبداعات كاتبات مبتدئات، وصقلت خبرتهن نتيجة تلقيهن ردود أفعال عما كتبن من جانب بقية العضوات في مشهد يسكنه الود والصداقة.


وأكدت عضوات أن هذه الصالونات تشهد باستمرار تطوراً لتتخذ شكل المؤسسات الثقافية التي تعنى بتصنيفات فكرية مختلفة، نتيجة احتضانها للكثير من المواهب الصاعدة في المجال الأدبي.


منارات فكرية

تواظب عضوة مجلس شما محمد للفكر والمعرفة، كنة مبارك الناصري، على حضور هذه الصالونات منذ 20 عاماً ولا تستطيع الانقطاع عنها.

وترفض بشكل قاطع اعتبارها منصة للوجاهة الاجتماعية، مؤكدة أن لها تأثيراً كبيراً في إثراء الساحة الأدبية بالمواهب الأدبية.

وأكدت أن المجلس يكسب العضوات الجديدات الثقة بالنفس والقدرة على الحوار والنقاش، كما أنه يشجعهن على القراءة والتزود بخبرات الكتّاب والمثقفين، منوهة بأنه منارة بكل ما تعنيه الكلمة.

وشهدت الناصري في الصالونات مولد أديبات بات يشار إليهن الآن بالبنان، منوهة بأن شخصياتهن تغيرت تماماً بعد أن كن خجولات خائفات من الحوار، وبتن يعرضن آراءهن ومواقفهن ونتاجاتهن الأدبية بجرأة للنقاش والنقد.

رئة أدبية

تعترف الشاعرة موزة عوض بأنها تلقت دعماً كبيراً من الصالونات الأدبية النسائية التي شجعتها على طرح أول نتاجها الشعري في معرض الشارقة الأخير.

ويمثل الصالون الأدبي لموزة رئة للتنفس الأدبي ووقتاً مفيداً لملء الفراغ في ظل مناخ أدبي يثري مخيلتها وموهبتها.

وأكدت أن الصالون الأدبي ساعدها كثيراً في تنمية شخصيتها ومنحها طلاقة في الحديث وقوّى الروابط الاجتماعية بينها وبين المبدعات في المجال الأدبي والشعري.

متنفس إبداعي

من جانبها، تحرص الكاتبة حنان سري الدين على حضور فعاليات الصالونات الأدبية منذ أكثر من 18 عاماً، فهي عضوة في عدد منها ومنها صالون نادي الثلاثاء للكتاب، فضلاً عن مجلس شما بنت محمد للفكر والمعرفة.

واعتبرت الصالونات الأدبية النسائية نافذة مشرعة على العالم بمختلف حضاراته وتنوعه الفكري، مؤكدة أنها أسهمت في تنمية شخصيتها، رافضة الاتهامات الموجهة التي تقول إنها للوجاهة الاجتماعية، مشيرة إلى أنها عالم غني لا محدود ومتنفس إبداعي للسيدات.

ثراء ثقافي

يحتضن منزل زينة زين هارون منذ 20 عاماً صالوناً أدبياً، وكان يضيق بالعضوات اللاتي كن يواظبن على ارتياده بلا انقطاع، لكن للأسف تراجع عددهن بعد نشاط أدبي دؤوب من 15 إلى 5 عضوات فقط على الأكثر نتيجة التقدم في العمر والانشغال الكبير بظروف الحياة.

وأكدت هارون أن الصالون الأدبي أسهم في إثراء ثقافة العضوات وتشجيعهن على القراءة والمطالعة وعرض تجاربهن الثقافية وطرحها للنقاش، الأمر الذي أثرى ثقافة الأخريات بالأفكار، فضلاً عن تشجيع الكاتبات المبتدئات على إخراج باكورة نتاجهن الإبداعي.

وترفض الآراء التي تحصر هذه الصالونات في أنها للوجاهة أو المظاهر «بريستيج»، مشيرة إلى أنها متنفس للمبدعات ممن تحول ظروفهن دون الانخراط في الملتقيات، كما أنها منصة لمن لا يستطعن الاختلاط بعالم الرجال في المحافل الثقافية الكبرى.