الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«الاتجاه شرقاً».. عبدالله العامري يؤنسن الأماكن بسرد روائي عابر للثقافات

يخوض الدبلوماسي الإماراتي السابق والكاتب عبدالله ناصر العامري، تجربة مختلفة في كتابه الصادر أخيراً «الاتجاه شرقاً»، عما قدمه في كتابه السابق «على ضفاف الغانج»، حيث يقترب من السرد الروائي للتفاصيل التي شاهدها وتابعها خلال رحلاته في الشرق.

ويقدم العامري في 46 فصلاً مشاهداته أو أسفاره فيما يشبه أدب الرحلات وتدوين الأماكن عبر سرد أدبي، يقود نحو الكشف عن ملامح وخصوصيات الشعوب والعادات والسلوكيات التي تعكس جميعها ثقافة أي أمة أو هويتها الحضارية.

ويتضمن «الاتجاه شرقاً» خلاصة تجربة ثرية لدبلوماسي وأديب اختار أن يقدم عصارة أسفاره ورحلاته في دفتي كتاب، وشارك القارئ معه في رحلة استكشاف فريدة من نوعها بين أسرار القلاع التاريخية التي طرق أبوابها في محاولة لاكتشاف تلك الأسرار.


حكاية كبيرة


ولا يكتفي العامري في كتابه الذي جاء في 400 صفحة من القطع الكبير، بتدوين وكتابة انطباعاته عن هذه المدن والأماكن بصيغة أدبية راقية، بل يتجاوز ذلك لكتابة أسماء تسلط الضوء على مدن عدة، ومناطق وبلدان وشوارع وممالك وأشخاص، وكتابة دلالات ومعاني ذلك كله باللغين العربية والإنجليزية، ما يمنح التجربة بُعداً ثقافياً ومعرفياً مختلفاً.

يجد قارئ الكتاب نفسه في حكاية كبيرة تتعدد أماكنها وتفاصيلها وشخصياتها التي يحرص الكاتب على تدوين حواراتهم بصيغة أدبية كما في الروايات.

يرى القارئ الشخصيات كأنها لحم ودم نتيجة إسهاب الكاتب في وصفها بطريقة أدبية، الأمر الذي يضعه معها لمعايشة كل تفاصيل تتعلق بحياتها في تلك المدن الساخرة، ومعتقداتها وتفاصيلها اليومية بشكل قلما يتكرر في أدب الرحلات في الوطن العربي.

وفي أحد فصول الكتاب يكتب المؤلف تحت عنوان (بحيرة «بانجونج» والمساء الهادئ): «حاول باندي تذوق قطرات من ماء البحيرة، إلا أنه لم يستسغها لشدة ملوحتها، فهي لا تصلح للشرب، كما أن الأسماك والأحياء المائية لا تعيش فيها، باستثناء بعض القشريات والنباتات التي تتحمل الملوحة، وهي المصدر الرئيس لغذاء الطيور المهاجرة والمستوطنة مثل النوارس والبط الصغير».

أساطير الأولين

وجاء على غلاف الكتاب «قضاء المساء في مكان موحش لا يؤنسه سوى حديث حول نار مشتعلة، مع غرباء لا يعرفون بعضهم بعضاً بما فيه الكفاية.. جمعتهم الصدفة، التي تحولت إلى مغامرة جماعية، للبحث عن المجهول الغامض، والحقيقة الغائبة بأسرارها الغريبة، مروراً بمدن مرّت عليها العصور بكثير من الأحداث، وقد فاجأتنا بأبطالها الذين تركوا أثراً لا يُمحى على طرق حريرها، وإن حكت كتب تاريخها عن مجد سلاطين وأباطرة وفرسان، وكهنة ورهبان ومدّعي نبوة، إلا أن أسواقها وأزقتها ما زالت تتشوق لقول المزيد مما لم تقله الأزمنة عن حكايات وأساطير الأولين».كتب المقدمة للكتاب القاص عبدالحميد أحمد الذي وصف أسلوب الكاتب قائلاً: «الكتاب يصدر عن عين لاقطة تنتقل بين الأماكن كأنها عين طائر تنظر إلى العالم من علو شاهق، فيختار بقعته المفضلة ليحط فيها، متخذاً من ثقافتها وعرقيتها ودينها ولغتها مداخل تفوق الوصف والحصر».عين لاقطة