السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

زكي نسيبة: زايد أرسى صروح الثقافة في الإمارات

أكد زكي نسيبة وزير دولة أن ما وصلت إليه الإمارات حاليا من نهضة ثقافية على كافة الأوجه هي نتاج لبذور غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيراً إلى أن ما زرعه الشيخ زايد قديماً نما وأينع وصار جلي الوضوح، وملموساً لدى الجميع، لافتاً إلى أن مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء أفضل ما يعبر عن نهج المغفور له ورؤيته.

جاءت تصريحات نسيبة خلال الجلسة الحوارية التي حملت عنوان «زايد والثقافة» التي نظمها مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء في مدينة العين، أمس، بمناسبة ذكرى تأسيسه الثالثة، بمشاركة غانم مبارك الهاجري مدير عام المؤسسة العامة لحديقة الحيوانات والأحياء المائية بالعين، وبحضور الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.

وناقشت الجلسة عدة محاور أساسية مرتبطة بحياة الشيخ زايد وإنجازاته الثقافية، ورؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في العيش المشترك وقيم التسامح والتعايش، حيث أمست وجهة ثقافية تجمع شعوب العالم على هذه الأرض الطيبة.


وبدأ نسيبة الحديث عن موقف للمغفور له الشيخ زايد حينما بادره عما إذا كان يعرف بيت الشعر القائل «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلافهم ذهبوا»، فأجابه بأنه يعرفه فطلب منه أن يدون البيت له على ورقة، ولما فعل قام المغفور له الشيخ زايد بوضعها في جيبه، في إشارة إلى اهتمام زايد البالغ بالقيم والمثل العليا كثقافة عامة لا بد أن يتم غرسها.


وأضاف أن عظمة زايد لم تكن في زعامته أو كاريزمته التاريخية فقط، بل في عنايته بالثقافة كمكون أساسي لشخصية الإنسان، مؤكداً أن الشيخ زايد في بدايات حكمه كان يتنقل بين الدول الكبرى، مصر وبريطانيا وفرنسا ويطالع وقتها المتاحف في هذه الدول والمستشفيات والجامعات والمعالم الثقافية المختلفة فقرر بمجرد عودته إنشاء متحف وطني بإمكانيات ذلك العصر، وهو ما نراه حالياً مطوراً في صورة متحف اللوفر كأول متحف معولم في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أن المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه كان يسعى للاستثمار في الإنسان بشكل أساسي ومن ثم استكمال مشروع التعليم بالثقافة والتي كان يراها طريقة حياة، وليست أمراً ترفياً، لافتاً إلى أنه كان يريد التشبث بثقافة هذا الوطن مع الانفتاح على ثقافات العالم.

وأرجع نسيبة أسباب تبوؤ الإمارات لمركزها الحالي كمنارة ومركز إشعاع حضاري وثقافي إلى البنية التحتية المتوفرة الآن والتي مكنت من تأسيس المتاحف الكبرى فضلاً عن الاستثمارات التي قامت بها حكومة أبوظبي من أجل تطوير المناطق الثقافية، بالإضافة إلى جهود إمارة الشارقة ودبي والفجيرة وغيرها في إقامة المعارض الكبرى وتنشيط الثقافة التي صارت مكوناً رئيساً من مكونات كيانها في سبيل تثقيف الجميع على أرض الدولة.

وتطرق نسيبة إلى استراتيجيات المستقبل في هذا الشأن والتي تبناها المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه قديماً وبدأها ببناء الجامعة، ومن ثم المجمع الثقافي، والتي مثلت مكامن جذب للشباب الإماراتي والمثقفين، وهي المؤسسات التي انطلقت وتطورت حتى تحولت إلى ما يشهده الجميع حالياً من تطور ثقافي كبير.