السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

عبدالله النعيمي: الكاتب الإماراتي خجول.. والشباب يعاني سطوة النقد

عبدالله النعيمي: الكاتب الإماراتي خجول.. والشباب يعاني سطوة النقد
قال الكاتب الإماراتي عبدالله النعيمي، الحائز على جائزة أفضل كتاب إماراتي في مجال الرواية عن روايته «شقة زبيدة» من معرض الشارقة للكتاب، إنه يسعى لتحويل الرواية إلى عمل سينمائي بطريقة تواكب مستجدات الصناعة السينمائية. وأكد أنه في الغالب لا يرضى عن أعماله إلا أنه مع هذه الرواية شعر بحالة من الرضا النسبي دفعته إلى التقدم لمنافسات الجوائز، منوهاً بأنها قادرة على تحقيق المعادلة الصعبة في العمل السينمائي، إذ تجمع بين ميزتي الانتشار والعمق. واعتبر المشهد الثقافي الإماراتي وبنيته التحتية مثالية، لكن الكاتب الإماراتي خجول في حين يعاني الشباب سطوة النقد، مشيراً إلى أنه يوقع خلال الدورة الحالية من «الشارقة للكتاب» «مقهى الجمال» الذي يحاول عبره مناقشة عدد من الأفكار والمفاهيم خارج النص الروائي.

• حدثنا عن كواليس «شقة زبيدة» وقصة فوزها

أصدرت «شقة زبيدة» العام الماضي، وحقيقة استمتعت كثيراً أثناء كتابتها، حيث كنت أشعر بتدفق تلقائي، وعادة أترك الرواية بعد كتابتي لها لمدة 3 أشهر وأعود لمراجعتها وقراءتها بنفسية القارئ المختلفة، فأحببتها وقلت لنفسي آن الأوان للفوز بجوائز، حيث كان يطلب مني زملائي الناشرون ترشيح أحد أعمالي للجوائز قبل شقة زبيدة، وكنت مؤمناً تماماً بأن مشاركتي يجب أن تكون مدروسة ومصحوبة باليقين بالفوز، وعندما قرأتها بنفسية القارئ وجدتها تستحق الفوز، فضلاً عن أصدقائي المقربين الذين أثق برأيهم الأدبي.


رشحت دار النشر عدداً من الأعمال من بينها روايتي، وكان لدي رضا نسبي، خاصة أن الكاتب لا يرضى عن أعماله، وكانت أجمل هدية اختتمت بها إنجازاتي عام 2019، وأعتبرها جائزة مميزة جداً مرتبطة بالشارقة عاصمة الكتاب.


• ما العوامل التي جعلتك تستشعر قدرة «شقة زبيدة» على الفوز؟

يرى البعض أن هناك تضاداً بين البساطة والعمق، ولكنني أؤمن بأن العمق كله قد يكون في البسيط والتعقيد ليس دليلاً على العمق، مثل كلمات أغاني فيروز وخلودها بالذاكرة لبساطتها وقدرتها على نقل من يسمعها لعالم آخر، لذلك البساطة تخدم العمق، وجاءت روايتي بتوليفة البساطة العميقة.

• ما الذي تسعى لتحقيقه بعد فوزك بالجائزة؟

لكل مرحلة حلم، وحلمي في الفترة الراهنة أن يجري تحويل الرواية إلى عمل سينمائي بطريقة تواكب مستجدات الصناعة السينمائية، فواقع نتفليكس والأفلام والمسلسلات المعروضة عليه أخذت هوية مختلفة عما سبقها من صناعات، أصبحت تعتمد على الشباب الموهوبين الذين حملوا الشغف والرغبة في تقديم ما هو مختلف، لذلك رهاني على الشباب الموهوب الذي لديه هذه الرغبة.

وتكمن المعادلة الصعبة في صناعة السينما في تحقيق الميزتين الانتشار والعمق، وأعتقد أن نص رواية شقة زبيدة سينجح في تحقيق الميزتين الانتشار الجماهيري وعمق المضمون.

• ما جديدك هذا المعرض؟

عادة لا أصدر روايتين متتاليتين، فأردت أخذ قسط من الراحة بعد إصداري لرواية شقة زبيدة، عبر إصدار كتاب أفكار بعنوان «مقهى الجمال» أشارك خلاله القارئ محاولة لفهم الحياة ومناقشة عدد من الأفكار والمفاهيم كالاحتشام والاختلاط والفضيلة وغيرها خارج النص الروائي.

ونبعت قصة الكتاب إثر حاجتنا إلى تقدير قيمة الجمال في العالم العربي، فأثناء جلوسي بأحد المقاهي لاحتساء القهوة، ومخاطبتي للنادلة التي أثنيت على جمال اسمها «جولييت» المرتبط برواية روميو وجولييت وابتسامتي التي أهديتها إياها، قادتني لكتابة سؤال «هل كل الكلام الجميل غزل؟» في الصفحة الأولى من كتابي والذي جعلني أطلق على الكتاب هذا الاسم «مقهى الجمال».

• تعد واحداً من المستفيدين من سوشيال ميديا، فكيف تتعامل مع الانتقادات الموجهة لك عبرها؟

أنا واحد من المدينين لها، وطالما أن الكاتب اختار التغريد خارج السرب، وخارج الأطروحات السائدة من محاولته لتغيير بعض المفاهيم السائدة التي يجدها خاطئة، فعليه أن يتحمل ويتوقع الهجوم، وشخصياً أتعامل مع الهجوم الذي يتجاوز الحدود المحتملة إما بالتجاهل أو الـ«بلوك»، ولا أعتقد أنني سألجأ لمقاضاة من يتعدى حدوده معي، كوني كاتباً أحتاج لصفاء الذهن ولا وقت لدي لمضيعته.

أما إثارة الجدل فهي نوعان: الجدل من أجل الجدل، أو إعادة التفكير في بعض المسلمات التي لا ينبغي أن تصل لمرتبة المسلمات، كالنظرة للفنون على سبيل المثال تغيرت على مدى السنوات وما تحمله من معنى وقيم، فالكاتب باعتقادي إن لم يمارس دوره في الأفكار الخاطئة فماذا بقى لنا من دور؟

• هل تعتقد أن العمل الإبداعي قادر على ملامسة الواقع بصورة تعالج قضاياه؟

كل كاتب يكتب في أكثر من مجال، وعندما يكون في حالة مزاجية جيدة، نستطيع القول إنه قادر على التعبير عن خاطرة وعاطفة وفكرة عذبة، في حين قد تزعجه ظاهرة ما، تضطره إلى خوض دور المفكر والناقد فيبدأ في تفكيك وتحليل التفاصيل بصورة موضوعية، والانزعاج مولد الفكرة دوماً.

• ما تقييمك للمشهد الإماراتي؟

البيئة والبنية التحتية الموجودة بالإمارات مثالية، فلدينا حكومة تحفز كل القطاعات بما فيها الثقافة، وكل شيء متوافر لدينا، وعلى رأسها الحرية، لكن الشباب يعانون سطوة النقد. عامة الكاتب الإماراتي خجول للأسف، ويفضل البقاء في منطقة الراحة، وبناء على البيئة المثالية، فنحن بحاجة إلى أن يكون النتاج الثقافي أفضل مما هو موجود، لذلك أؤمن بضرورة خوض تجربة الكتابة ورؤية حظه.