الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عبدالعزيز السعيدي يختزل إبداعات 1700 يوم في 18عملاً فنياً بـ«دبي للتصميم»

لم يتوقف الكاتب والفنان التشكيلي الشاب عبدالعزيز السعيدي، عن ترديد عبارة «لأن كل نجاح يبدأ بخيال» لكل من سأله عن اسم أول معرض انفرادي له، بعنوان «خيال» والذي يستقبل رواده في أرتيسيتا غاليري حتى مساء اليوم، بحي دبي للتصميم، رغم انشغال مبدعه بدراسته صباحاً في كلية التقنية العليا بالشارقة.

وتتسم ريشة السعيدي وقلمه بالجرأة، فقد واجه موجة كبيرة من الرفض لأفكاره المتجددة والمتمردة ببحر مخيلته، خاصة أنه أصدر روايتين خياليتين مسبقاً، «جارية عزرائيل» و«شخص ما»، عن دار مداد للنشر، لذلك استغرقت أعمال معرضه الأول نحو 1700 يوماً متتابعة، حتى ترى النور في معرض فني متكامل.

ويتضمن المعرض 18 عملاً متنوعاً بين: الفن التشكيلي، والتجريدي، والبوب آرت بالزيت والأكريليك، وبعضها بأوراق الذهب، التي تروي قصة رومانسية من وحي السعيدي وإحساسه، فكل لوحة تعبر عن نفسها ولكن المعنى متصل أشبه بكتاب مفتوح، يُقلِّب الزوار صفحاته من لوحة لأخرى.

وتناغمت قصة كل لوحة مع الأخرى، على أنغام الكمان التي صدحت في أرجاء المكان، فهنالك الرومانسية الفائضة باللون الأحمر والبرتقالي في لوحة باسم «جمر الحب»، ومشاعر السعادة العارمة في لوحة «الحياة الصفراء»، ولوحة «حصان الذهب» التي استوحاها من قيمة الخيل بالثقافة العربية وميوله لرياضة الفروسية، وإنجازات الإمارات في لوحة «روح النجاح».

رواية جديدة

وحول شعوره قال السعيدي لـ«الرؤية» «إن المعرض بالنسبة لي أشبه بحلم طفل صغير تحقق عندما نضج وكبر، أو كرجل مسن حلم برؤية أحفاده ورآهم، تغمرني السعادة بجعل خيالي حقيقة، وقد يكون كتابي القادم بعنوان خيال أو خيال آخر، الذي سأنشره قريباً خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب 2020».

وأشاد السعيدي بحضور كبار الفنانين التشكيليين بالإمارات، والذين استفاد من آرائهم، أمثلة: عبد القادر الريس، ومحمد القصاب، وخليل عبدالواحد، لافتاً بأن انتقاداتهم الفنية ستصب في تنمية إبداعاته وأعماله الفنية مستقبلاً.

من جهة أخرى، جمع السعيدي بين الكتابة والفنون خلال توقيع رواياته مجدداً لزوار المعرض، وأهداهم نسخاً منها، كما أُتيحت فرصة الحصول على تذكار من لوحات مصغرة، وكذلك الوسائد التي اكتست بصور لوحاته، للحضور.

فوضى الألوان

وعبرت خولة محمد الملا، والدة عبدالعزيز، عن فخرها بإنجاز ابنها الأصغر، الذي أضاف نجاحاً جديداً إلى قائمة إنجازاته، بعد توقيع كتابيه بالسنتين الماضيتين، مشيرة إلى جمعه للوحاته لأول مرة في مكان واحد، أعاد لها مشهد الفوضى بين الألوان التي اعتاد مصادقتها في طفولته.

ومن جهة أخرى، أشارت الفنانة لمياء منهل، مؤسسة وصاحبة أرتيسيتا غاليري، بأن عبدالعزيز أول الفنانين الذين استضافهم الغاليري، وسيستمر معرضه «خيال» حتى الـ10 من فبراير الجاري، لافتة بأن الهدف الأساسي من أرتيسيتا هو دعم الفنانين الناشئين والكبار، ففاجأته بمنحه خصماً لسنة كاملة بنسبة 15% على المشاركة بالمعارض المقامة عن طريق الغاليري.

يُشار إلى أن السعيدي قد مارس الفنون منذ نعومة أظافره، في سن العاشرة، كما أنه ما زال على مقاعد الدراسة بكليات التقنية العليا بالشارقة، ويعتبر أحد المصممين والمبدعين المشاركين في تصميم شعار الهوية الإعلامية لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي تم اختياره مؤخراً، كل ذلك ولم يتجاوز سنه الـ21 عاماً.