الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

20 جلسة وحوارات مفتوحة تعزز التبادل الثقافي والتسامح بين الشعوب في «هاي أبوظبي»

شهد ثاني أيام مهرجان هاي أبوظبي، أمس، الذي تنظمه وزارة التسامح بالتعاون مع «هاي البريطانية للفنون والآداب»، ما يزيد على 20 جلسة أدبية ولقاء حوارياً مفتوحاً، حيث أكد المشاركون والمتحدثون أن الترجمة والآداب والفنون من مقومات تعزيز التبادل الثقافي والتسامح بين الشعوب.

شارك في تقديم الجلسات والندوات كل من الباحثة ليديا ويلسون ودارت حول الطلاسم المرسومة، والروائية ميغيل سيغوكو وتطرقت الجلسة إلى الهوية والثقافة، إلى جانب المصممة كاميليا بن زعل، والمؤرخ ويليام داريمبل، والكاتبة المصرية أهداف سويف، فضلاً عن شهد الراوي، وأحمد السعداوي.

كما شهد اليوم الثاني عرضاً لسلسلة من الأفلام الوثائقية حول جراح العراق الخفية، فيما استمتع زوار المهرجان على مدى اليومين الماضيين بمجموعة من الفعاليات الموسيقية قدمتها فرق عالمية، ومنها حفل لفرقة مشروع ليلى أحيته المطربة الجزائرية سعاد ماسي، والتي قدمت خلاله عدداً من أغانيها الحديثة.

حظيت فعاليات وبرامج وأنشطة المهرجان التي تحتضنها منارة السعديات بحضور واسع من طلبة المدارس والجامعات، إذ شملت الفترة الصباحية من المهرجان 9 لقاءات حوارية مفتوحة حول أدب الأطفال، ودوره في تنمية خيال الطفل ودعم خبراته.

وشارك في تلك الحلقات مجموعة من الكتّاب والأدباء العالميين، من بينهم الكاتبة البريطانية إنجالي رؤوف، والمبدعة الإماراتية ميثاء الخياط وغيرهما.



تحفة استثنائية

من جهة أخرى، يعرض المهرجان أمام زواره تحفة استثنائية تسجل ظهورها الأول في الوطن العربي، وتعيد إحياء خريطة العالم التاريخية، وهي «الكرة الفضية» التي تعود جذورها إلى القرن الـ12 وقد صممها آنذاك الشريف الإدريسي، أحد كبار الجغرافيين الإسلاميين في عصره، وهي عبارة عن لوحة مستديرة فضية كبيرة الحجم تصف بتفاصيلها المحفورة العالم القديم.



وتعد خريطة «الكرة الفضية» الأصلية من أعظم الإنجازات الجغرافية التي عرفت خلال العصور الوسطى، ويرجع ذلك إلى ما كانت تتمتع به من دقة عالية في وصف أطراف العالم وملامحه الجغرافية على قرص دائري فضي ضخم يبلغ قطره مترين.



ندوات ولقاءات

وتضمن أيضاً البرنامج الرئيس للمهرجان عدداً من الندوات واللقاءات الفكرية، كان أبرزها الجلسة الحوارية بين ليديا ويلسون وكارلو بيزاتي حول تاريخ الكلمة، والتي حملت الجميع إلى صفحات بعيدة في التاريخ الإنساني وعادت بهم إلى تاريخ العديد من الحضارات.

وكانت ندوة الروائية العالمية تميمة أنام مع ميغيل سيغوكو وكتاب «حوارات دكا» الأكثر كثافة وحيوية عبر الحوارات، ودارت حول أسئلة الهوية ودور المثقف وغيرها من القضايا الثقافية الكبرى التي تتقاطع فيها الثقافة المحلية مع نظيراتها العالمية.



تصالح مع النفس

ومن أبرز الجلسات الحوارية التي شهدها المهرجان، وشهدت إقبالاً واسعاً من الجمهور، جلسة مع المسرحي والشاعر والروائي النيجيري وولي سوينكا الحائز على جائزة نوبل في الآداب.

ودعا سوينكا في الجلسة إلى أهمية التسامح مع الآخرين، وذلك من خلال العفو والصفح وتخطي العقبات والتحديات المجتمعية والتغاضي عنها، والتصالح مع النفس، ليتمكن الجميع من العيش بسعادة وطاقة إيجابية.

وتطرق خلال الجلسة إلى العديد من القضايا المهمة منها أزمة الهوية والهويات المتعددة وصياغة اللغة، مشيراً إلى إيمانه بالهوية الإنسانية التي تجمع البشر على اختلاف ثقافاتهم وجنسياتهم، وفي الوقت نفسه التمسك بانتمائه إلى وطنه نيجيريا وثقافة «اليوربا».



مصدر إلهام



إلى ذلك، أعربت الرسامة وكاتبة الأطفال الإماراتية ميثاء الخياط عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات مهرجان «هاي أبوظبي»، والتحدث إلى عدد كبير من أطفال المدارس، موضحة أن التواصل مع هذا العدد يمثل مصدر إلهام لها، معتبرة أن تشارك الخبرات والتجارب الإنسانية هو جزء رئيس من مفهوم التسامح.

وأكدت أن «هاي أبوظبي» يمثل إضافة مهمة لجهود الإمارات في تعزيز التسامح العالمي، وهي جهود شهد لها العالم من خلال العديد من الفعاليات الكبرى التي تعزز قيمة التسامح التي يتسم بها مجتمع الإمارات منذ تأسيس الدولة.

تواصل ناجح



وأضافت الخياط: «قدمت خلال المهرجان ورشتي عمل، واحدة للأطفال من 10ـ 12 عاماً، والثانية لليافعين من عمر الـ14 فما فوق، ووجدت سعادة كبيرة في التواصل معهم»، مشيرة إلى أن النجاح في التواصل مع الطفل هو إحساسه بأن من يتحدث إليهم يشعرون مثله بالسعادة والاستمتاع.