الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

محمد الاستاد للفنانين الشباب: استيعاب ملامح الهوية الوطنية أيسر الطرق إلى العالمية.. والمسؤولية المجتمعية رسالة الفن الهادف

محمد الاستاد للفنانين الشباب: استيعاب ملامح الهوية الوطنية أيسر الطرق إلى العالمية.. والمسؤولية المجتمعية رسالة الفن الهادف

قال الفنان التشكيلي الإماراتي، محمد الاستاد: إنه ما زال يفضل الفن الكلاسيكي والرسم على الشواطئ والبحار، إذ يساعده على الاسترخاء والتفكير بصورة سليمة، طامحاً إلى استكمال مسيرته في فن دانات الشواطئ، الذي يعتبره إضافة للحركة الفنية الإماراتية والعالمية.



ووجّه الاستاد في حواره مع «الرؤية» رسالة إلى الفنانين الشباب، حثهم فيها بالبحث عن شخصيتهم الفنية، والمحافظة على هويتهم الوطنية، باعتباره أيسر الطرق وأصدقها للوصول إلى الآخر، والخروج إلى أفق العالمية، دون تناقض مع معطيات المحيط المحلي، وفضلاً عن استلهام المخزون الفكري العربي في إبداعاتهم، وتقديم رسائل مجتمعية هادفة من خلال أعمالهم الفنية، مبدياً صدمته حين شاهد أعمالاً فنية شابة خالية من الهوية العربية والشخصية الإماراتية التراثية.



وحول التحديات التي تواجه تفعيل المناهج الفنية في المدارس، ذكر الاستاد، أنها تتلخص في نقص الوعي بأهمية وقيمة الفنون، ما يحتم على الاجتماعية والفنية والثقافية، توعية أفراد المجتمع بالفنون وأثرها الإيجابي في بناء المجتمعات والحضارات، فضلاً عن اختيار معلمين فنون أكفاء، وتحديد حصص دراسية أسبوعية كافية، وتهيئة المدارس بالأدوات الفنية والتكنولوجية المناسبة لتنشيط الحركة الفنية الإماراتية.. وتالياً نص الحوار:



*بداية، حدثنا عن دورك كفنان في وزارة التربية والتعليم.

أُعرت إلى وزارة التربية والتعليم كخبير فنون لتقييم وتطوير مناهج الفنون في مدارس الدولة، وعملت على تأسيس أكاديمية الفنون الإبداعية لانتقاء المواهب في الفن والموسيقى.

والأكاديمية تعمل على تعزيز وصقل المواهب والمهارات الفنية لدى الطالب، ليكون مؤهلاً للعمل في مجال الفن أو أي مجال دراسي آخر.





*كيف تكتشفون مواهب الطلاب؟

نعمل على تطوير مهارات المعلمين، واختيار مناهج دراسية مناسبة للفئات العمرية المختلفة والمواهب الطلابية، تواكب أيضاً المعايير الفنية العالمية، كما ندرس متطلبات كل مرحلة دراسية.

كما نتواصل مع الجامعات والكليات الفنية لتهيئة الطريق لطلاب المدارس بعد إكمالهم مرحلة الثانوية العامة، بما يسهم في تقليص السنوات الدراسية لهم عند الالتحاق بالكليات الفنية.



*ما التحديات التي تواجه تفعيل المناهج الفنية في المدارس؟

نقص الوعي بقيمة الفنون، ما يتطلب التوعية بأهمية الفنون وأثرها على المجتمعات عند استخدامها بشكل إيجابي، هذا العامل، أعتبره تحديداً أهم تحد يواجه تفعيل المناهج الفنية في المدارس.

*كيف يمكن تنشيط الحركة الفنية محلياً؟

يجب على المؤسسات الدينية والاجتماعية والفنية والثقافية الاستمرار في توعية أفراد المجتمع بما هو حلال وحرام بالنسبة للفنون، فضلاً عن نشر الوعي بأهمية ودور وأثر الفنون على المجتمعات والحضارات، والتي كانت لكل منها بصمة فنية مختلفة ومتميزة، ومن المهم أن تواكب المناهج الفنية الدراسية المستويات العالمية، لتتناسب مع المراحل الدراسية، فضلاً عن اختيار أكفأ المعلمين، وتحديد حصص دراسية أسبوعية كافية، وتهيئة المدارس بالأدوات الفنية والتكنولوجية المناسبة.



*ما تقييمك للأعمال الشبابية الفنية الحالية؟

للأسف الشديد، ونتيجة للانفتاح العالمي، وعدم وجود توعية كافية لهم، وجدت العديد من الشباب في المعارض الفنية من الذين نجحوا في استغلال التكنولوجيا، اقتصرت أعمالهم على الشخصيات الكرتونية الغربية والمستوحاة من أفلام «نتفليكس»، وخلت من الهوية والفكر العربي والشخصية الإماراتية التراثية.

ودائماً أقول إن هناك سموماً تبث لأبنائنا، وحرباً فكرية وثقافية وفنية على الشباب العربي يجب مواجهتها، وخلق ما هو هادف لمنافستها، وبناء شخصية المبدعين منذ مرحلة مبكرة في حياتهم.

*بما تنصح الفنانين الشباب؟

عليهم أن يبحثوا بداخلهم عن شخصيتهم الفنية، وأن يحافظوا على هويتهم الوطنية، باعتبارها الطريق الأيسر والمنطقي للوصول إلى الآخر والانفتاح والتفاعل مع نتاجه، وأن يقدموا رسالة هادفة للمجتمع من خلال أعمالهم الفنية، فالفن الهادف مسؤولية مجتمعية.

*ما هي أبرز الأسماء الفنية الإماراتية الشابة التي ستصل للعالمية قريباً؟

هناك عدد من الفنانين القادمين بقوة، من بينهم عبيد الزعابي، وحمد الشامسي، وسقاف السقاف، ونورة الهاشمي، كما حققت الفنانة عزة القبيسي إنجازات فنية عالمية، خلال فترة زمنية وجيزة، وهم بحاجة لدعم معنوي ومنحهم الثقة والفرصة.



*بعد مرور 19 عاماً من اكتشافك وممارستك لفن دانات الشواطئ، إلام تطمح؟

أطمح إلى استكمال مسيرتي في فن دانات الشواطئ، فهو إضافة للفن على المستوى المحلي والعالمي، كما أفكر أحياناً في إدخاله بأعمال أخرى مثل تصاميم الأثاث والمنحوتات، كما سأستكمل أعمالي الفنية باستخدام الألوان الزيتية والأكريليك، وما زلت أفضل الفن الكلاسيكي والرسم على الشواطئ والبحار، إذ يساعدني ذلك على الاسترخاء والتفكير بصورة سليمة.

*ما الرسالة التي تحملها أعمالك الفنية التشكيلية؟

أود أن أؤكد من خلال أعمالي الفنية، أن الإمارات تحفل بفنانين محترفين قادرين على العطاء وبإمكانهم دعم الفنون التشكيلية على مستوى العالم، فضلاً عن رغبتي في رفع اسم الإمارات عالياً على المستوى العربي والعالمي.