الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

7 نصائح لمضاعفة الإبداع الأدبي والفني برمضان في زمن كورونا

قدم مبدعون في مجال الثقافة والأدب والفن روشتة مكونة من 7 نصائح ووصفات لتعزيز الاستفادة من أوقاتهم خلال ما تبقى من شهر رمضان المبارك الذي يجتمع للمرة الأولى مع زمن كورونا، الأمر الذي تسبب في غياب العديد من الأنشطة الدينية والمجتمعية المعتادة في مثل ذلك الوقت من كل عام.

ورغم ذلك، استطاع مجموعة من المبدعين الاستفادة من تلك الفترة واستثمارها، إما بالعزلة الإيجابية، التي اعتبروها عظيمة الفائدة، لتنمية خبراتهم أو للكشف عن مواهبهم المدفونة أو لتبادل خبراتهم افتراضياً مع الآخرين، فيما ساعدهم على ذلك تقليص أوقات الدوامات والعمل والدراسة عن بعد.

وتضمنت وصفة المبدعين لـ«الرؤية»، الدعوة إلى استغلال تلك الفترة في تحقيق رغبة الفنانين والمثقفين والكتاب بالعزلة التي لطالما كانوا يبحثون عنها في الأوقات الأخرى، فيما اقترح آخرون، تشجيع الأبناء ومشاركتهم في قراءة الكتب والقصص الدينية القصيرة وإنشاء مكتبة بالمنازل تشتمل على قسم رقمي.

ولفت مبدعون إلى الاستفادة من تلك الفترة عبر حضور ورش تخصصية علمية إلكترونية ورقمية لتنمية مهاراتهم الذاتية في المجالات التي يفضلونها سواء في مجال الكتابة أو الفنون التشكيلية أو غيرها من الإبداعات.

وشجع آخرون المبدعين إلى الاشتراك في المبادرات المجتمعية لتقديم ورش عمل افتراضية ذات أسس أكاديمية ومبنية على خبراتهم العملية ومواهبهم الذاتية التي اكتسبوها من تجاربهم بالحياة والعمل والدراسة، بينما دعا البعض منهم البحث عن فرصة تطوعية مجتمعية لتحقيق استفادة المجتمع.

واقترح البعض إنشاء منصة رقمية للمبدعين متعددة التخصصات، فضلاً عن تدشين مسابقات إبداعية على مستوى الدولة لتعزيز واستمرار الإبداع في ظل الفترة الحالية.

الموهبة المدفونة

وأفادت الفنانة التشكيلية خلود الجابري «سأعمل على ألا أخرج من الشهر الفضيل بلا نتائج ملموسة، وبالفعل بدأت استثمار وقتي وممارسة موهبتي والإبداع فيه بعد فترة من الانقطاع، إذ أيقنت أن الإبداع لا يجب أن يدفن، بل إنه من المهم استثماره وتطويره والعمل عليه».

وتابعت الجابري: «عدت إلى تعزيز موهبتي مجدداً خلال الشهر الفضيل بعد انقطاع طويل عن الرسم، كما شاركت بعض من نماذج أعمالي الفنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فتلقيت إعجاب وتشجيع الكثيرين».

وتطرقت إلى استقبالها عدداً من الطلبات لرسم بورتريه من بعض الأشخاص، مما منحها دافعاً للاستمرار وللكشف عن موهبتها المدفونة، إذ ترى أن الفنان والمبدع الحقيقي هو الذي يجعل موهبته سلاحاً يحمل به رسالة أو هدفاً وفكرة يقدمها للناس، هو الذي يعبر عما يشعر به أو ما يدور حوله بعمل فني إبداعي يلفت النظر ويلامس القلوب ويثير الفضول.

وتمكنت الفنانة الشابة من دمج الرسم على الورق مع التكنولوجيا لتخلق صورة فنية إبداعية تحمل معنى عميق ورسالة تقول فيها «إن بلادي آمنة وسأحميها لتبقى آمنة وسالمة بالتزامي واتباعي جميع تدابير وإرشادات الصحة والوقاية لننجو جميعاً من كورونا».

واعتمدت في عملها الفني الرقمي على جعل فتاة تبدو على هيئة ملاك حارس لا يمكن ان يؤذي، بل ينقذُ، ضمن دعوة منها لكل مواطن ومقيم على أرض الدولة ليحمي بيته ومجتمعه ووطنه.

الوقت والروتين اليومي

من جهته، قال الكاتب والباحث الإماراتي، عضو اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، عادل عبدالله حميد، «كثيراً ما كان يتردد على ألسنة المبدعين والمبدعات أنه لا يوجد لديهم متسع من الوقت لإبراز إبداعاتهم أو إظهارها أو إكمالها بسبب الظروف المحيطة بهم مثل ساعات عمل الوظيفة الطويلة والارتباطات الأسرية ومشاغل الحياة والمسؤوليات والالتزامات وبذلك ينتهي اليوم عندهم كالأيام السابقة».

وتابع: «إن الروتين اليومي يكاد يسرق زمنهم ومواهبهم وإبداعاتهم وإنجازاتهم التي يمكن أن ترى النور إذا ما تم إخراجها من عنق زجاجة ضيق الوقت، لذا وفي زمن الوباء القسري الجبري (زمن كورونا) الذي سيزول ولن يدوم لا محاله باذن من الله، فإن الوقت في زمنه أصبح به فراغاً كبيراً، ويمكن استغلاله في تعزيز مهاراتهم».

وأردف: «إن ما كان من تجمعات أهلية وتواصل الأرحام وتواصل الأصدقاء والعادات والتقاليد الموروثة التي تربينا عليها وتمسكنا بها لإحيائها بشكل خاص في شهر رمضان، أصبح محدوداً نتيجة للإجراءات الاحترازية حكومية للحد من انتشار كورونا، مما جعل صفر عذر لعدم إظهار الإبداع ونشره والتفاخر به ليكون حافزاً للغير من المبدعين والمبدعات».

منصة رقمية اتحادية للمبدعين

ودعا إلى تعزيز التواصل بين المبدعين والمبدعات عبر إنشاء منصة اتحادية رقمية مرئية للمبدعين والمبدعات في الدولة للمساهمة في تنشيط أدوات الحراك الإبداعي واستشراف المستقبل بالتنسيق مع الجهات المعنية في الإمارات، على أن يتم من خلالها تنظيم ورش عمل متخصصة ومتنوعة.

وأشار إلى أهمية إطلاق مسابقات إبداعية رقمية مقابل جوائز عينية كمرحلة ثانية ضمن المنصة، على أن يكون مسمى الجائزة وما يحيط بها باسم أحد قادتنا أو شيوخنا أو أحد الأدباء أو المبدعين الذين أثرواء الميادين بإبداعاتهم وابتكاراتهم وإنجازاتهم وتوجهاتهم.

وصفة نفسية محفزة

وقدم عادل عبدالله روشتة نفسية محفزة لإرسالها إلى العقل وخاصة الباطن (اللاوعي) لتعزيز استثمار أفراد المجتمع لتلك الفترة عبر إثراء الحراك الثقافي أو العلمي أو النظري كل حسب مجاله وإبداعه ومواهبه وميوله.

وتتضمن الروشتة أو الوصفة النفسية المحفزة على الاعتقاد بأن «الآن أصبح لدي الوقت كي أنجز ما فاتني ولا بد أن أستفيد منه وأنفع به غيري لعموم الفائده فربما بعد انتهاء أزمة كورونا لن يتسنى لي الوقت لإنجازه وسيبقى الإبداع حبيس درج (ضيق الوقت)».

وتشمل الوصفة على «إن الذي سأنجزه في شهر أو شهرين في الوقت الحالي، كان يتطلب مني سنة أو أكثر في الماضي، لذا سأشحذ الهمة ولن أتراجع عن ذلك».

ومن بين الرسائل العقلية في تلك الوصفة «لن يتملكني القلق ولن أترقب وقت زوال الوباء المستجد ولن أضيع وقتي، سأكون إيجابياً وأن أجدد بقاء اسمي ضمن المبدعين الذين لم يعفُ عليهم الزمن ولدي آليات الدفاع النفسي لطرد السلبية والتشاؤم».

وتتضمن الرسائل النفسية «لن أكون ضمن زمرة المغبون فيهما كثير من الناس (الصحة والفراغ) ولن تعيقني زمرة جرثومية أو زمرة واسعة من الفيروسات، علماً أن الوقت كالإناء الفارغ الذي لا بد أن يتعبأ بالإبداع حتى يتغذى منه الآخرون».

ومن بين الرسائل الأخرى «لقد أنجزت، اخترعت، ابتكرت، رسمت، كتبت، تعلمت وعلمت.. ساهمت في رفع إنجازات دولة الامارات الغالية وتشرفت».

تصميم أنشطة إبداعية بالمنازل

من جهته، قال مؤلف كتاب «حلمك يا زايد»، الأستاذ والمحاضر المعتمد الحاصل درجة الماجستير في العدالة الجنائية، الكاتب جاسم محمد الخزرجي «منذ اللحظة الأولى للإعلان عن انتشار جائحة «كوفيد-19» بالعالم، جاءت كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «لا تشيلون هم»، و«الغذاء والدواء خط أحمر».

وأردف: «من هنا ارتفعت المعنويات لدى كل مواطن ومقيم والالتزام بالبيت والخروج إلا للضرورة لشراء الاحتياجات الرئيسة، ما دفعني ذلك إلى استثمار وقتي ووقت أبنائي في أعمال إيجابية وإبداعية وأطلقت أنشطة تثقيفية وإبداعية بالمنزل».

وتابع: «اتخذت قراراً بتنظيم برنامج ثري للأبناء والأسرة بأكملها، يبدأ من الصباح، وأشرف عليه شخصياً، ويتضمن تخصيص فترة للدراسة والراحة وقراءة الكتب».

إنشاء مكتبة رقمية

وتطرق الخزرجي إلى تصميمه مكتبة داخلية تقليدية ورقمية ذكية بالمنزل تشمل كتباً دينية لكل الأعمار لقضاء بعض الأوقات بقراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية مع أفراد الأسرة، بالإضافة إلى الدروس الدينية التي ألقيها للابناء بالبيت، ومن بعد أذان العشاء نخصص وقتاً لمراجعة ما تم الاستفادة منه عبر القراء من خلال مسابقة وأسئلة تحفيزية وجوائز للمتميزين».

ولفت إلى أن المكتبة الذكية عبارة عن عرض مجموعة من الكتب الرقمية على جهاز «الأيباد»، وتضم قائمة أبرز الكتب الإلكترونية على كتاب «أسئلة وأجوبة للأطفال»، عقيدة الطفل المسلم، أخلاق الطفل المسلم، برنامج رسائل إماراتية للأطفال، إسعاد الصبيان، أشبال الإسلام، منهاج المسلم الصغير، صفة الصلاة.

ودعا إلى استغلال ما يتاح من الوقت حالياً نتيجة «كورونا» وشهر رمضان المبارك في العمل على تأليف الكتب أو التشجيع على رسم أعمال فنية توعوية للجمهور للوقاية وللحد من انتشار الفيروس المستجد.

عزلة لاستكشاف المواهب

أما الكاتب المبدع الشاب، عيسى العوضي، فيرى في الحجر المنزلي أو العزلة كما يدعوها المبدعون، فرصة للوصول إلى الأهداف والأحلام الشخصية ولاستكشاف المواهب والمهارات، ووسيلة لتطوير العمل الإبداعي والفني والأفكار الذاتية في زحمة الحياة.

وتابع: «إن معظم المبدعين يعيشون فترة انتشاء وسعادة لعدم تمكنهم من إيجاد متسع من الوقت في الفترات السابقة، لتجميع حصيلة علمية لإنتاج مزيد من الإبداع مستقبلاً».

وأردف العوضي «اعتقد أن الجميع تفاعل مع الأزمة الصحية، فكان هناك شخصيات غير منتجين في الماضي، ولكنهم أصبحوا أكثر إنتاجاً في الفترة الأخيرة وذلك عبر تنظيم ورش افتراضية للمبدعين، علماً أن لكل تحدي إيجابيات وباستطاعة الفنان التعامل مع التحديات كمصدر للإلهام».

ونوه إلى اشتراكه في فريق «معاً» التطوعي للانتاج المعرفي والإعلامي، مشيراً إلى استغلاله فترة شهر رمضان لإنتاج 3 برامج توعوية نستضيف من خلالها النجوم الفنية لإلهام الجمهور وذلك كل يوم ثلاثاء وأربعاء وجمعة وسبت، نقدم من خلالها وجبة اجتماعية وثقافية دسمة للباحثين عنها ولاستغلال الشهر بأفضل طريقة ممكنة.