السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

راما أبوحشيش.. مبدعة أردنية قهرت إعاقتها بقطع الفسيفساء

راما أبوحشيش.. مبدعة أردنية قهرت إعاقتها بقطع الفسيفساء

تستخدم راما أبوحشيش، الطالبة بالمدرسة الثانوية، ذراعها اليمنى في صنع قطع فسيفساء فنية بديعة، وتستعين أحياناً بذراعها اليسرى الاصطناعية.



كان عمرها 9 أشهر عندما فقدت يسراها في حادث سيارة، وبعد الصدمة الأولى والحزن الوليد في أعقاب الحادثة، احتضن الوالدان ابنتهما بسرعة وبذلا كل ما في وسعهما لضمان ألا تصير الإعاقة عقبة في طريق حياتها.





وقال والدها محمود أبوحشيش: «ألم.. إنه الإنسان يفقد جزء من جسمه، صعوبة جداً جداً، كيف بدك تتأقلم معه، كيف بدك أنت تعمله، شو هو بحاجه إلو، إيده الثانية ما بيستغني عنها الإنسان، لكن حاولنا إحنا نكون إيدها الثانية».

ويضيف: «الحمد لله هي كمان حاولت تكون هي لحالها، وفعلاً هي استقلت بنفسها، وأثبتت لنا الحكي هذا من خلال ذهابها للنادي، من خلال إنها تعمل لوحات لناس وتشوفها».





وبعد أن صارت راما فتاة في الـ17 من عمرها، أصبحت الفنانة الأردنية الطموحة على أبواب التخرج في المدرسة الثانوية، وقد نما حبها وتزايد شغفها بصنع الفسيفساء.

أمضت راما الساعات الطوال وهي تتدرب على استخدام طرفها الاصطناعي وتكسير قطع الحجر الصغيرة، ثم تشكيلها في أعمال فنية كبيرة تسلط الضوء على التراث الأردني.





لكن الأهم من كل ذلك، حسبما تقول الفنانة الشابة هو الرغبة في إرسال رسالة من خلال فنها إلى كل صاحب إعاقة، بأنه لا يوجد شيء في طريقهم اسمه مستحيل.





وتؤكد أن الإعاقة قدر من الأقدار التي يمكن أن تصيب أي إنسان في أي وقت، وبنبرة تشي بقوة العزم والإصرار تقول: «أنا راما أبوحشيش، عمري 17 سنة، هوايتي أعمل الفسيفساء، بحب أحكي لكل حد عنده إعاقة إنه ما حد يستحي من إعاقته، مقدر لأي حد بأي وقت يصير معه هيك إشي، وإنه عادي يطلع على المجتمع ويشوف الناس، وما يستحي من إعاقته، يعمل أي شغلة بحبها، يتدرب عليها».





وعن إحساسها عندما تستكمل لوحة من إبداعها بعد جهد مضنٍ، تقول راما: «شعوري كتير حلو لما أكون اشتغل، وخصوصي لما أخلصها، بحس بإنجاز كبير إنه خلصت اللوحة بعد تعب كبير فيها وشغل».

وأوضحت راما أن هدفها وغايتها مساعدة الآخرين ممن لهم نفس ظروفها في البلاد، ومحو الوصمة المقترنة بالإعاقة.