السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

كتاب ومثقفون: 7 أسباب وراء تراجع أعداد القراء في المكتبات العامة

كتاب ومثقفون: 7 أسباب وراء تراجع أعداد القراء في المكتبات العامة

كشف مركز الإحصاء بأبوظبي عن تراجع أعداد القراء في المكتبات العامة بنسبة 2.5% من إجمالي العينة التي استطلعت آراؤها، ما دفع «الرؤية» إلى البحث وراء الأسباب التي دفعت إلى تدني نسب القراءة بالمكتبات، وذلك من وجهة نظر كتاب ومثقفين وقراء، ومدى اعتمادهم في قراءاتهم، على زيارة المكتبات، وتوصلت إلى 7 أسباب واقعية رئيسة.

وأكد كتاب ومثقفون وقراء، استطلعت «الرؤية» آراءهم، أن الأسباب تعود إلى تراجع دور المكتبات في توفير كافة المصادر والمراجع الأدبية التي يتطلبها الجيل الحالي من الكتاب والقراء والطلبة أو تلك التي تلبي شغفهم، إضافة إلى أن الإجراءات التسجيلية التي تتطلبها بعض المكتبات تدفع الكثيرين إلى الابتعاد عنها.

وأوضحوا أن زيارة المكتبات تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين، مقارنة بالقراءة من المصادر الرقمية، في حين أن المعلومات والكتب أصبحت تصل إلى القارئ وهو جالس في محله أو عبر منصات توفر نسخاً مطبوعة تصل إلى المنازل أو رقمية مجانية أو بأسعار زهيدة.





توزيع المكتبات

وأشاروا إلى أن توزيع المكتبات وأعدادها ليست بالشكل الكافي أو المطلوب، حيث إن تواجدها في الحدائق والمتنزهات يتعارض مع الهدف الأساسي منها، إلى جانب عدم تمكنهم من إيقاف سياراتهم بالقرب من المكتبات لعدم وجود مواقف كافية.

أما السبب الأخير، فهو دمج بعض المكتبات مواقع الأنشطة الترفيهية وفرص التسوق للقرطاسيات في مكان واحد، ما لا يوفر أجواء ملائمة وهادئة للقراءة.



حلول ناجعة

في المقابل، قدم كتاب ومثقفون مقترحات لتحفيز أفراد المجتمع على الاستفادة من المصادر الأدبية المختلفة في المكتبات، وكيفية تطوير خدماتها الرقمية، وذلك من أجل تعزيز دورها الفعلي وليس الاكتفاء بكونها تمثل جانباً أساسياً من الشكل أو الصورة الثقافية محلياً.

وأكدوا على أهمية تعزيز جهود المجتمع والمؤسسات الثقافية والتوعوية لتحفيز أفراد المجتمع على القراءة وزيارة المكتبات، كما دعا البعض إلى تطوير برامج معرفية وجلسات وندوات ثقافية بالمكتبات لجذب القراء والزوار إليها، وذلك عبر تسليط الضوء على المبدعين بالساحة الأدبية محلياً.

وطالبوا بتطوير منصات رقمية خاصة بالمكتبات العامة إلى جانب مقارها الحالية، على أن تتيح نسخاً رقمية وإلكترونية من مصادرها الأدبية، وفرصة للتجول المرئي الرقمي للاطلاع على محتوياتها الأدبية.





تغير نمط الحياة

قال رئيس الهيئة الإدارية لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي محمد شعيب الحمادي، إنه من المتوقع تدني نسبة القراءة في المكتبات العامة وذلك نتيجة لتغير نمط الحياة، إذ توافرت تقنيات ووسائل جعلت القراءة أكثر سهولة عبر القراءة الإلكترونية.

وتابع: «كل شخص لديه مكتبة كاملة بين كفيه وفي هاتفه، ومعظم الجامعات والمدارس تطلب البحث من الطلاب إلكترونياً، فأصبحت الكتابة اليدوية نادرة جداً، ما أجبر الطلاب على استخدام الحاسوب والشبكة العنكبوتية لإيجاد المحتوى ونقله إلى ورقة البحث بكل سهولة ويسر».



خدمات رقمية

وأكد الحمادي أن الخدمات الرقمية للمكتبات تعد خطوة جيدة ومطلوبة للجيل الرقمي الحالي، كما يجب الترويج لتلك الخدمات، كما يرى أهمية أن تضاف خدمات أخرى للمكتبات الرقمية وعلى سبيل المثال، الدورات التدريبية عن بُعد على الكتابة الإبداعية وأدوات الشعر والرواية واللغة العربية والأدب، ويمكن طرح مسابقات في السياق ذاته.





كتب شبابية

الكاتب الشاب عيسى العوضي، أشار إلى أن السبب في تراجع أعداد رواد المكتبات المحلية في الآونة الأخيرة يعود إلى عدم وجود كتب شبابية، حيث أن معظم الكتب والمصادر الأدبية صادرة منذ زمن بعيد أو ذات تخصصات عامة لا تلامس احتياجات الأجيال الجديدة.

ودعا إلى تطوير الأنظمة الرقمية بالمكتبات ليتمكن الطلبة من الاستفادة من مصادرها العلمية والأدبية عن بُعد، إذ يعتقد من خلال تجربته الذاتية أنها ليست بالتطور الكافي حتى اللحظة الحالية، مشدداً على أهمية استغلال المكتبات لتكون مصدراً للتجمعات الثقافية والندوات والجلسات النقاشية والحوارية للمثقفين، حتى وإن لم تستخدم للقراءة وحدها، وذلك بما يعمل على جذب أفراد المجتمع إلى المكتبات.



كتب إلكترونية

أما القارئة الشغوفة شيماء إبراهيم، فترى أنه نتيجة لوجود نسخ إلكترونية للكتب والمصادر الأدبية متوافرة على مواقع تجارية أو مكتبات عالمية بشكل مجاني أو برسوم رمزية، أدى ذلك إلى ابتعاد أفراد المجتمع عن المكتبات العامة.

وتابعت: «من المهم أن يتم تطوير مكتبة رقمية مصاحبة لكل مكتبة موجودة على أرض الواقع ويتم الإعلان عنها من خلال الشبكات الذكية لتعريف الجمهور بها»، كما ترى أن الخدمات الرقمية الحالية غير متطورة بشكل كافٍ، كما أنه من المهم أن توفر المكتبات نسخاً إلكترونية من الكتب التاريخية المهمة والخاصة بالإمارات.



شغف القراءة

وأكدت الكاتبة أريج الهاشمي أن المعلومات أصبحت سهلة الوصول لكافة أفراد المجتمع نتيجة لتطور وسائل الاتصال، الأمر الذي دفعهم إلى فقدان شغف القراءة بالمكتبات، ودفعهم ذلك إلى الاكتفاء بالكتب الإلكترونية والرقمية التي لا تدفعهم إلى بذل الجهد والوقت للذهاب إلى المكتبة من أجل القراءة.





برامج تشجيعية

ودعت الهاشمي المؤسسات الثقافية والوطنية إلى تصميم برامج تشجيعية لتولد لدى الجمهور شغف القراءة في المكتبات مجدداً، مثل استضافة ندوات للمثقفين، أو تخصيص قسم بكافة المكتبات المتاحة في الدولة للقراءة، وإعادة توزيع المكتبات بشكل كافٍ لتغطي كافة أنحاء الإمارة.

ونوهت بتفضيلها القراءة في مكان هادئ جداً لمساعدتها على التركيز، ولكن ما يزعجها أحياناً أن بعض المكتبات لا توفر تلك الأجواء الملائمة للقراءة، بل تجد بعض الكراسي الموزعة وسط المكتبة والتي يتسوق بها الكثيرون بحثاً عن الحقائب أو القرطاسيات، ما يعيقها عن الاستمتاع بالقراءة في المكتبات.



جراءات التسجيل

بدوره، يرى عضو اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات أمين السر العام في جمعية الصحفيين الكاتب نبيل حريبي الكثيري، أن سبب تراجع معدل القراءة في المكتبات ناجم عن عدم توزيع المكتبات بصورة صحيحة في مختلف أنحاء الإمارة.

ولفت إلى أن تواجد المكتبات في الحدائق والمتنزهات العامة يتعارض مع الهدف المعروف عنها (للثقافة والمعرفة وليس للترفيه)، كما أن الإجراءات التسجيلية التي تشترطها بعض المكتبات عند الدخول إليها تتسبب في ابتعاد البعض عنها واختيار القراءة عن بُعد.

وأشار الكثيري إلى أن صعوبة العثور على موقف لسيارته بجوار المكتبة يدفعه إلى عدم الذهاب، فضلاً عن عدم رغبته في هدر الوقت بالذهاب والإياب من وإلى المكتبة، بل استغلاله في القراءة أو أعمال أخرى.





أجواء غير ملاءمة

أما الإعلامية الشابة نور فرهود، فلفتت إلى أن استخدام الآي باد والإنترنت جعل معظم أفراد المجتمع لا يكترثون للقراءة من الكتب، مضيفة أنها ذهبت إلى مكتبة الوثبة قبل شهرين واختارت كتاباً يتحدث عن الإيجابية والتفاؤل وليس للبحث أو الدراسة، لكنها لا تفكر في الذهاب بكثرة إلى المكتبات، إذ تجد بها تجمعات للأطفال أو الأصدقاء أحياناً، ما يجعلها لا تشعر بأنه المكان الملائم للقراءة.



مسابقات تحفيزية

ونوهت فرهود بأن إطلاق مسابقات تحفيزية من قبل المكتبات للأطفال والشباب وأفراد المجتمع يمكن أن يدفعهم للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد، حيث إن الخدمات الرقمية في حال تطويرها بالشكل الصحيح، ستساعد بذلك على خدمة أفراد المجتمع وستحافظ على حقوق النشر والتوزيع.

وأكدت أن المكتبات ما زالت مهمة في الإمارات، إذ لا تزال هناك عائلات تحب القراءة وتلتزم بزيارة المكتبات تشجيعاً لأبنائهم على المطالعة لأهميتها في تعزيز معرفتهم وتنمية عقولهم.