السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

محمد البريكي: بيوت الشعر أنعشت الحراك الثقافي عربياً.. والقصيدة الإماراتية تعيش عصرها الذهبي

محمد البريكي: بيوت الشعر أنعشت الحراك الثقافي عربياً.. والقصيدة الإماراتية تعيش عصرها الذهبي

قال مدير بيت الشعر في الشارقة الشاعر محمد البريكي، إن الساحة الشعرية الإماراتية تعيش عصرها الذهبي، وتشهد تطوراً لافتاً، بفضل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أعطى الشعر الكثير من وقته، وشجع الناس على كتابة القصيدة.

وأكد أن بيوت الشعر التي وجه بتأسيسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في ربوع العالم العربي أنعشت الحراك الثقافي، موضحاً أن الكتابة الشعرية ستظل صامدة بالرغم من بروز أجناس أدبية جديدة، والتقدم الرقمي الذي يشهده العالم، جازماً بأن الشعر لم ولن يندثر وهو لا يزال يشارك ويتفاعل مع القضايا المجتمعية.

1000 بيت شعر

وأكد البريكي أن بيت الشعر طوّر من أدواته باستضافة شعراء من السويد، ويحاول خلال الفترة المقبلة الانفتاح على كل دول العالم، حيث سيتم إطلاق ملتقيات شعرية للشعراء الأجانب قريباً، مضيفاً: «نركز حالياً على المبدعين العرب وتحديداً شعراء المهجر، وطموحي أن نطلق مهرجاناً لشعراء المهجر».

وأضاف أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قرر تأسيس 1000 بيت شعر في العالم العربي بهدف إيصال الثقافة إلى المناطق النائية في الدول العربية وإنعاش الحراك الثقافي، إذ يؤمن سموه بأن الشارقة ليست للشارقة فقط بل للعالم والإنسانية.

وتابع: «افتتحنا إلى الآن عدداً من بيوت الشعر ضمن مشروع الشارقة الثقافي في مصر، الأردن، موريتانيا، المغرب، تونس، والسودان، وقريباً سيتم افتتاح عدد أكبر من بيوت الشعر».

اكتشاف المواهب

وذكر البريكي أن بيوت الشعر التي تم افتتاحها تساهم في إحياء الحركة الشعرية، وفي الواقع تفاجئنا بوجود مواهب صاعدة لم يكن من السهل الكشف عنها لولا افتتاح بيوت الشعر وتحديداً في صعيد مصر، حيث اكتشفنا درراً شعرية مميزة ومواهب متعددة، والبيت هو مقر لكل المبدعين وليس مستغرباً وصول الشارقة إلى هذا المستوى المتقدم في رعاية المبدعين والنهوض باللغة العربية بعد حالة الشتات التي حدثت للأمة العربية.

انتقاء ذكي

وعن المشكلة القديمة المتجددة المتعلقة بتنظيم مئات الفعاليات سنوياً ولكن مقاعد الجمهور خالية، قال «نحن في دائرة الثقافة بالشارقة نسعى بجهد حثيث إلى إعادة الجمهور للشعر والأدب عبر الانتقاء الذكي للشعراء سواء في ملتقى الثلاثاء أو ملتقى الشعر العربي أو المهرجانات الشعرية، والجمهور يملأ القاعات».

وتابع: «في الواقع هناك مؤسسات تنظم فعاليات بدون اختيار ذكي للأسماء وإنما مجرد أسماء عابرة، ما أبعد الناس عن الفعاليات ونفرهم منها».

توازن إنساني

وحول أهمية الشعر في عالم مليء بالألم والوجع وطغيان الصبغة المادية على الحياة، أكد البريكي: «الشعر يعيد للإنسان التوازن، وأحياناً بيت واحد من الشعر يعالج قضية مؤرقة ويصلح بين القبائل والمجتمعات المتحاربة، بخلاف الأجناس الأدبية الأخرى، ففي المسرح أنت تحتاج إلى الذهاب لمتابعة مسرحية والرواية أنت بحاجة إلى استكمالها، أما الشعر فموجود في الأغنية والقصة وكل ما تراه الأعين».

شعراء سوشيال ميديا

وذكر مدير بيت الشعر بالشارقة أن الكتابة الشعرية ستظل صامدة بالرغم من بروز أجناس أدبية جديدة والتقدم الرقمي الذي يشهد العالم، فعند العرب الشعر متوارث، ولم ولن يندثر وهو لا يزال يشارك متفاعلاً مع القضايا المجتمعية لأنه الأقرب إلى الناس عبر لمسه للجوانب الخاصة في حياتهم.

ودلل على ذلك بأن الشعر النبطي متواجد وتفاعل بإيجابية مع طفرة وسائل التواصل الاجتماعي وهو بارز بقوة سواء عبر الومضات الشعرية أو القصيدة التويترية، فضلاً عن ظهور شعراء سوشيال ميديا.

قصيدة تويترية

أما بالنسبة لأنواع القصيدة الحديثة التي برزت مؤخراً، أوضح البريكي أن القصيدة التويترية هي مصطلح حديث وما ينشر على تويتر هو جزء من القصيدة الطويلة المقفاة التي يكتبها الشاعر، لكن يعاب على الشعراء أنهم ارتأوا التركيز على كتابة القصائد المختزلة لتويتر فقط، ولم يسعوا إلى كتابة القصيدة الطويلة.

وأشار إلى أن قصيدة النثر توجب على الشاعر أن يفرق بين هذا وذاك، والنثر كما هو في الأجناس الأدبية كل مبدع عليه أن يقدم ما لديه، ولكن هناك متطفلين على القصيدة العمودية والنثر يجب عدم إيلائهم الأهمية حتى لا يفسدوا الذائقة.

عصر ذهبي

ويرى مدير بيت الشعر أن القصيدة الإماراتية تشهد تطوراً لافتاً، بجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أعطى الشعر الكثير من وقته وشجع الناس على كتابة الشعر، معتقداً أن الشعر الإماراتي يعيش عصره الذهبي.