الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فاطمة البحارنة تهمس في آذان نظرائها الشباب: المعارض الافتراضية فرصة لبناء هوية الفنان الصاعد

ترى الفنانة التشكيلية الشابة فاطمة البحارنة، أن المعارض الافتراضية فرصة وتجربة جيدة للمساعدة في بناء أسماء وهويات الفنانين وخاصة الصاعدين منهم، كما أنها لا تمانع في عرض لوحاتها الفنية في تلك المعارض الرقمية الحديثة التي ساهمت جائحة كورونا في انتشارها بالآونة الأخيرة.

وبلغة أقرب لهمس وبوح الفنان، في حديثه، كما في لوحاته، تكشف الفنانة الشابة ذات الـ 18 ربيعًأ، بعض قناعاتها، مضيفة: "الفن لغة ثقافية وتاريخية عالمية للتواصل بين الشعوب، ولإبراز منجزات الدولة بين الماضي والحاضر، ولتسليط الضوء على التراث المحلي الأصيل".

وبدأت البحارنة مسيرتها الفنية منذ سن التاسعة، فيما ساعدتها والدتها على تنمية موهبتها، بالحصول على العديد من الدورات الفنية، وبالمشاركة في عدد من المعارض المحلية، لتتمكن من تحقيق إنجازات هامة في مرحلة مبكرة من عمرها.

وتدرس فاطمة البحارنة حالياً التاريخ والفن والآثار بجامعة السوربون، كما تتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية إلى جانب العربية.

وأفادت «الرؤية» «بدأت مسيرتي الفنية بالمشاركة في معرض تكوين بمنارة السعديات بأبوظبي عندما كنت أبلغ من العمر 15 عاماً، وبعدها أتيحت لي الكثير من الفرص للمشاركة بالمعارض الفنية، والتقيت بالعديد من المجموعات والفرق الشبابية الفنية، بما فيها فرقة طموح التي ساعدتني على التعرف على أكثر من تكنيك فني».

وتابعت «أحاول أن أحافظ على تكنيكي الفني الخاص بأعمالي الفنية، علماً أنني لا أميل حالياً إلى تنظيم أية معارض فنية افتراضية بالوقت الحالي، إذ أميل إلى المعارض الفنية بصورتها التقليدية والتي يتمكن فيها الزائر من الاستمتاع بجمال اللوحات والأعمال الفنية».

مشاركات رائدة

ولفتت إلى مشاركتها في عدد من المعارض الرائدة بالمنطقة، منها معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية خلال دورتي عام 2018 و2019، والذي شكل لها إنجازاً هاماً بالنسبة لها، إذ اقتنى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إحدى لوحاتها الفنية التراثية.

ومن بين إنجازاتها الأخرى، قالت الفنانة الشابة: نشرت بعضاً من رسوماتي في كتاب «قصائدي في حب الخيل» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وكنت حينها أصغر فنانة مشاركة وأعتبر تلك الإنجازات الفنية وسام على صدري.

وأردفت «إن أول مشاركة لي في معرض فني كانت ذات منظور عالمي أكثر من مجرد ثقافي محلي، ولكن بعد المشاركة في معرض الصيد والفروسية انفتحت عيناي أكثر على ثقافة الإمارات وشعرت بالمسؤولية تجاه وطني والرغبة في إظهار ثقافتنا المحلية أمام العالم، لذا بدأت رسم لوحات فنية تسلط الضوء على التراث المحلي».

وأشارت إلى أن لوحاتها الفنية تسلط الضوء على الرموز التراثية بما فيها الخيول العربية والصقور لإظهار جمالية الفن التراثي المحلي.

التطبيقات الرقمية

وقالت فاطمة البحارنة «لست ضد استخدام التطبيقات والبرمجيات الفنية الرقمية الحديثة، إذ تمنح جمالية خاصة للأعمال الفنية، لكن الفنان الحقيقي هو من يبني نفسه من الصفر باستخدام الورقة والقلم وبدون أي تقنيات، وعليه أن يتقن القياسات وقواعد الرسم بالبداية».

وتابعت «لا أصف نفسي بـ فنانة أو آرتست كما يقولون، ولكنني ما زلت في رحلتي نحو الفن، إذ لم أحصد شهادة متخصصة بعد في الفن، وأرى أن الفن كغيره من المهن الاحترافية التي تتطلب شهادة علمية، فلا أحد يستطيع أن يلقب طبيب دون الحصول على شهادة حقيقة، وهكذا هو الفن بالنسبة لي».

وترى أن بإمكان أي شخص أن يمارس هواية الرسم، ولكن الفنان الحقيقي هو ذلك الشخص الذي يتعلم تاريخ الفنون ويكتسب مهاراته عبر السنوات، وهو الأمر الذي دفعها نحو دراسة الفن بجامعة السوربون، فضلاً عن تعلم اللغة الفرنسية التي تعد من أهم اللغات في الفن، وخاصة أنها تلتقي العديد من الخبراء الفرنسيين في مجال الفن.

ولفتت إلى تأثرها بعدد من الفنانين الإماراتيين المخضرمين والشباب، من بينهم الفنان الملهم محمد الاستاد، والفنانون الشباب فارس الحمادي وسقاف الهاشمي، وذلك لطموحهم وإحساسهم العظيم في أعمالهم الفنية.

وتطرقت إلى أن البعض يعتقد أن النقد تحدٍّ ولكنها لا تراه تحدياً، بل أصبحت مقتنعة بأن النقد البناء وسيلة للنجاح والتطور.

من جهة أخرى، لفتت إلى استغلالها فترة الحجر المنزلي الناجمة عن جائحة كورونا للقراءة بصورة أكبر في الفن عبر الكتب والمواقع الإلكترونية، ولأداء بعض التجارب الفنية الجديدة لتحسين مهاراتها في الرسم، ولكنها لم تعرض أياً من أعمالها الجديدة بالمعارض الفنية الافتراضية.