الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«هدوء وسط الفوضى»..28 عملاً لـ7 فنانين تروي حكاية كورونا بالتشكيل والتصوير والخط العربي

يحيل تجاوز بوابة عائشة العبار آرت غاليري في القوز بدبي، مباشرة، إلى مشهد فني ذي اتصال وثيق بتفاصيل حياة الناس الآنيةوسواهم، حسب رؤى فنانين سبعة مشاركين بمعرض «هدوء وسط الفوضى»، والتي تختلف على صعيد الأساليب الفنية، لكنها تتفق على رواية قصة دقيقة للمراحل التي مرت بها البشرية خلال فيروس كورونا المستجد.

وتتنوع الأعمال الفنية، التي يبلغ عددها 28 عملاً، بين الفن التشكيلي والتركيبي والرسم على أطباق البورسلان والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي، لتسرد حكاية الجائحة وتأثيراتها على الكائنات الحية بما فيها البشر والنظام الإيكولوجي بالطبيعة.

وقالت المصورة الفوتوغرافية عائشة العبار، صاحبة الغاليري: «شهدت الحركة الفنية انتعاشاً ملحوظاً نقطف أولى ثماره بهذا المعرض الفني الذي تناوب فيه الفنانون السبعة على رواية حكاية الجائحة وتفاصيلها التي سنرويها لأبناء الأجيال القادمة، وحرصنا على التنويع بالأعمال الفنية والتي بدورها خلقت توليفة فنية متكاملة».

وأفادت العبار بأن المعرض مفتوح للزوار بحجز موعد زيارة مسبق، في حين سيتم تحويل المعرض إلى افتراضي متاح عبر الموقع الإلكتروني للغاليري خلال هذا الأسبوع، إرضاءً للفئة التي ما زالت تفضل «التذوق الفني عن بعد» خلال هذه الفترة.



تباعد اجتماعي

وتبدأ جولتك بين الأعمال بمجموعة أطباق البورسلان التسعة للفنانة السعودية سندس الإبراهيم التي تصور فيها التنوع والتعدد بأشكال وأعراق البشر وحالاتهم خلال الجائحة، ثم تنتقل لتصوير مشاعر الخوف والقلق التي مر بها الناس خلال الجائحة، خلال 4 لوحات تشكيلية ملونة بعنوان «الطبيعي الجديد» ظهر في كل منها وجه معبر عن حالة ما من الخوف والقلق من الإصابة بفيروس كورونا، إلى أن وصلت لمرحلة الإصابة والتي عبرت عنها خلال 3 لوحات بالأبيض والأسود.



كما حرصت الإبراهيم على تصوير مرحلة التباعد الاجتماعي من الجائحة، والتي تصدرت أبرز التوصيات والتحذيرات خلال الجائحة وبعدها، فعبرت عنها بلوح أسود رسمت عليه وجوهاً بألوان مختلفة فاصلةً بينها بنقاط باللون الذهبي وضعت على خط يوحي بصفوف الانتظار التي اصطف بها الناس خلال إجرائهم لمعاملاتهم وأمور حياتهم بالجائحة.





تأثير مواقع التواصل

وحرصت الفنانة البصرية تالين بليان على عمل فني تركيبي مكون من قطع مرآة صغيرة متساقطة من السقف كحبات المطر وُضع بينها أقنعة متهشمة من قطع المرايا كذلك، على تصوير تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي والصورة التي ينعكس منها جزء بسيط من الواقع الذي نعيشه، حيث عكست قطع المرايا الضوء الساقط عليها، الأمر الذي عاشه البشر خلال الجائحة، فالتواصل كان موجوداً ولكنه لم يشبه الحقيقة والواقع الذي افتقده الكثير.





حرية

من جهتها شاركت المصورة الفوتوغرافية عائشة العبار بعملين سبق تقديمهما عام 2008 خلال معرض سكة الفني، وعلى الرغم من أن رسالتها الفنية من الصورتين آنذاك كانت تركز على تخلص المرأة من قيود المجتمع لرغبتها بالانفصال، إلا أنها أثبتت أن العمل الفني قادر على تقديم رسالة مختلفة بكل زمان ومكان، فمشهد المرأة التي تفك القيود يشبه حالة الكثير من الشعوب التي انتصرت على الجائحة وتخلصت من مشاعر الخوف والقلق التي لطالما قيدتها وأوقفتها عن الاستمرار بخططها التنموية.



النور بعد الظلام

وبانسيابية فنية، تلت صور العبار، تشكيلة لثلاث لوحات لأشعار الشاعر الراحل محمود درويش، خطها وشكلها الفنان خالد شاهين بألوان الذهبي والأسود والأبيض، التي جاءت تحت عنوان «تائه في الزحام» وقد استوحاها من الخط المغربي، فكأن اللون الذهبي يعكس تجاوز مرحلة الخطر من الجائحة وبدء عودة الحياة تدريجياً.





بينما قدمت الفنانة السورية رنيم عروق محاكاة للطبيعة التي تجلت بأجمل حللها خلال الجائحة، فالكل لاحظ نظافة الشواطئ وانخفاض معدل التلوث وظهور العديد من الكائنات الحية بالقرب من الأحياء السكنية، وهذا ما رمزت إليه بعمل لثلاثة قناديل بحرية مضيئة باللون الأصفر استخدمت فيها تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، معلنةً فيها عن النور الذي حل بعد فترات طويلة من الظلام.



الطبيعة

في حين حرصت النحاتة الفرنسية ميريل كوتي دي جيلميني على إعادة عرض 2 من أعمالها مجدداً بالغاليري، وهما عبارة عن 2 من الخيول، جاء أحدهما باللون الذهبي والآخر بالبرونزي، والتي تصور كذلك جانب عودة الحياة والانطلاق مجدداً لمتابعة تحقيق الأهداف والاستراتيجيات.

وتختتم الجولة بمعرض «هدوء وسط الفوضى»، الذي يستمر لمدة 3 أشهر، بعملين للفنانة الإماراتية د. نجاة مكي واللذان سبق عرضهما قبل الجائحة، إلا أن تقنيات الزجاج وطبقات اللونين الذهبي والفضي توحي ببهجة عودة الحياة مجدداً والانتصار على الجائحة.