الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

أيقونة تراثية بديعة في قلب أبوظبي.. 15 حقيقة عن «المصلى»

يمثل «المصلى»، الصرح الأيقوني في منطقة الحصن بأبوظبي، عنصراً مميزا في المشهد الثقافي الإماراتي الجديد، ويعد جزءاً من المخطط الرامي إلى تنشيط كامل الموقع التراثي المحيط بمنطقة الحصن، حيث تضم قاعة الصلاة سلسلة من المباني الصغيرة المتصلة التي تشكل هيكلاً يشبه الكهف وتحيط بنصفه بحيرة مائية جميلة.



وحاز التصميم الداخلي والأسقف الإبداعية للأيقونة التراثية، "المصلى"، جائزة «إيه+ أركتايزر» مؤخراً، حيث يتميز بسقفه المعلق الذي تتخلله فتحات مستديرة تشبه المناور، وتزينها أضواء متدلية بأشكال نجمية مجردة في إشارة إلى الاستعانة بالنجوم في الملاحة قديماً في المنطقة.





انعكاسات ضوئية

وتترابط الأسقف الخرسانية لردهات الدخول وقاعات الصلاة بتشكيلات خشبية مع تصاميم داخلية مطلية بالنحاس، ما يخلق انعكاسات ضوئية لامتناهية توّحد تفاصيل السقف مع المخطط العام للمشروع فيما يشبه الفراكتال بأشكال هندسية بديعة متكررة.

ويشكل مبنى «المُصلى»، الذي نفذته دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، جوهرة معمارية مخبأة بين مجموعة من الجواهر التراثية العتيقة في قلب العاصمة، إلى جانب كونه مبنى دينياً مكتملاً يأتي على هيئة لوحة فنية معمارية مميزة.





أرضيات بالصدف

ورصدت «الرؤية» 15 حقيقة حول ذلك الصرح الأيقوني، منها أن مساحة المصلى الإجمالية تبلغ 1100 متر مربع، ويضم قسمين أحدهما للرجال وآخر للنساء، ويدخل في تصميم الأرضيات صدف البحر، بينما حجر الجير العماني يدخل في تصميم بعض من الأسطح الداخلية.

ومن بين المميزات أيضاً، يضم المصلى أسقفاً داخلية معلقة صُمم بعض منها من خشب البلوط ويتخللها فتحات مستديرة تشبه المناور، وتزينها أضواء متدلية.





غار حراء

ويبدو التصميم الداخلي للمصلى كتكوينات نجمية مجردة تستحضر ارتباط المنطقة بالماضي حيث يتم الاستعانة بالنجوم في الملاحة قديماً في المنطقة، كما استوحيت مداخل المصلى من الكهوف، بما فيها غار حراء، ما يمنح المصلين الراحة والهدوء النفسي والتواصل الروحاني والإيماني.



نباتات صحراوية

وزين المصلى من الداخل والخارج بالنباتات الصحراوية المعطرة التي تنمو في البيئة المحلية، ويحتوي على نظام تهوية ذكي يسهم في الحد من انتشار أي روائح صادرة من أحذية المصلين.

ويأتي المصلى على هيئة مبنى يطفو على المياه، إذ تحيط بنصفه بحيرة مائية، كما يضم جسوراً زجاجية حساسة تمتد فوق المياه المحيطة بالموقع، ويحاكي مبنى «المصلى» الطابع التقليدي المتعارف عليه في مباني المناطق الساحلية والتي تمتاز بمظهر الطين المتشقق على جدرانها وهيكلتها.





بنية فريدة

ويخيّل للناظر كأن المصلّى قد شيّد ونمى من الأرض، إذ تطابق درجة لون خرسانة المبنى لون رمال أبوظبي، كما يضم كذلك بنية فريدة من نوعها، تأتي على هيئة أشكال «فورونوي» الهندسية والتي تعكس كلاً من الطراز المعماري القديم والمناظر الطبيعية للإمارة.

وتضم قاعة الصلاة سلسلة من المباني الصغيرة المتصلة التي تشكل هيكلاً يشبه الكهف، كما استوحي مظهر بعض المداخل من غار حراء، وتم طلاء الأبواب وبعض من الأسطح الداخلية بالنحاس لتخلق انعكاسات ضوئية لامتناهية.



اشتراطات صحية

وقالت لـ«الرؤية» مساعدة المشروع في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي المهندسة المعمارية سلمى محمد الأحبابي إن المصلى يتكون من قسمين أحدهما للرجال وآخر للسيدات، في حين تفتح أبواب المصلى للمصلين والزوار خلال أوقات الصلاة، حيث يتم تطبيق الاشتراطات الصحية المتبعة في دور العبادة للحد من انتشار فيروس كورونا.

وذكرت أن مصلى قصر الحصن حاز على جائزتين، إحداهما الجائزة الكبرى في المهرجان المعماري العالمي 2019 بأمستردام عن فئة «المباني الدينية المكتملة»، إلى جانب جائزة «إيه+ أركتايزر» المعمارية المرموقة عن فئة التصميم الداخلي والأسقف الإبداعية خلال أغسطس الجاري.





عمارة تراثية

وأكد رئيس الهندسة المعمارية بإدارة المشاريع والهندسة مارك كيفين، أن تصميم المصلى مستوحى من جمال العمارة التراثية في منطقة قصر الحصن، قلب التاريخ والحضارة النابض في أبوظبي، كما يحمل تفاصيل من البيئة الصحراوية الإماراتية بما فيها النباتات الصحراوية.



تصاميم إسلامية

وأوضح كيفين أن التصاميم الداخلية للمصلى مستوحاة من التاريخ الإسلامي والتراثي في المنطقة، بما فيها غار حراء ونظام تتبع النجوم في الماضي، كما يتمتع بميزة التلاشي في المنظر الكلي للمنطقة ليظلّ قصر الحصن هو المبنى الرئيسي فيها.

ويجسد مصلى قصر الحصن النهضة الثقافية التي تعيشها الإمارة، حيث يسهم في إحياء الماضي والتراث العريق للدولة، فضلاً عن المحافظة عليهما إرثاً باقياً في الحاضر والمستقبل.