الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

مبدعون: الثقافة والفنون أيقونة السلام ومنصة التعايش ووجهة الأخوة الإنسانية

مبدعون: الثقافة والفنون أيقونة السلام ومنصة التعايش ووجهة الأخوة الإنسانية

وصف مبدعون الثقافة والفنون بمختلف صنوفها، من نثر وشعر وقصة، تشكيل ورسم وموسيقى، بأنها أيقونة السلام والمحبة والتآخي، لا تعرف الحدود ولا تحتاج إلى جواز سفر لتصل إلى الآخر، فهي رسالة حب ووئام بحد ذاتها، تجمع ولا تفرق، يفهمها الجميع من دون ترجمان، تجذب القلوب وتشغل العقول من دون إذن مسبق، مؤكدين أنه إذا كان العالم يحتفي باليوم العالمي للسلام في 21 سبتمبر من كل عام، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1981، فإن الثقافة والفنون تحتفي بالسلام وتنشد المحبة والأخوة والإنسانية وتنشر ثقافة التعايش وتقبل الآخر منذ قديم الأزل.





استكشاف ثقافات الآخر

قال المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي عبدالله ماجد آل علي إن الإمارات أدركت مبكراً أن التبادل بين الثقافات عامل مهم في التقريب بين الشعوب، ومن خلاله كانت المجتمعات قادرة على اكتساب المعرفة وإثراء ثقافتها، وفرصة لاستكشاف الثقافات والتقاليد والعادات والمعتقدات والمجتمعات واللغات الأخرى.

وأكد أن الأجيال الحالية، وبفضل التبادل الثقافي، تخلصت من الصور النمطية المتعلقة بالدول والشعوب الأخرى، وأصبحت المشاريع والأنشطة الثقافية التي تتبناها الدولة تعكس عمق جسور التسامح التي كانت بمثابة بوابات للعبور إلى السلام، ومن أبرزها توقيع أبوظبي العام الماضي على «وثيقة الأخوة الإنسانية»، إلى جانب مشروع «بيت العائلة الإبراهيمية» المقرر إقامته في جزيرة السعديات بأبوظبي، والذي سيتم افتتاحه عام 2022.





عصا الوئام السحرية

وأوضحت المديرة العامة لهيئة الثقافة والفنون في دبي هالة بدري أن الثقافة هي العصا السحرية لتقريب الشعوب وتوثيق العلاقات بين المجتمعات ونشر دعائم السلام والأمن والوئام، التي تقود جميعها إلى التنمية والازدهار والاستقرار في شتى أنحاء العالم، مشيرةً إلى أن الإمارات أدركت مبكّراً دور الثقافة، فعملت على توظيف الثقافة والفنون بما يخدم التواصل بين الشعوب والثقافات على اختلافها، وإيصال رسالتها في التسامح وترسيخ ثقافة الحوار وقبول الآخر، خاصة أن الإمارات تعتبر مثالاً حيّاً على العيش المشترك والتسامح اللذين ينعكسان في تعايش أكثر من 200 جنسية مختلفة تعيش بانسجام وسلام على أرض الدولة.

وذكرت بدري أن الهيئة تركز في كل ما تقوم به على تمكين الفنون والنتاجات الثقافية التي تتبلور عبرها رسالة لإعلاء قيم الحب والخير والجمال والتمازج بين الثقافات، ويتجلى ذلك في المبادرات والمهرجانات والفعاليات والأنشطة التي تدعمها وتنظمها الهيئة، ومنها موسم دبي الفني، مهرجان سكة للفنون، أيام الشندغة، لنبدع معاً، والكثير من المبادرات الأخرى التي تجمع فنانين ومثقفين من شتى بقاع الأرض، متيحة لهم فضاءات للالتقاء والتعاون وتبادل وجهات النظر، لتكون بمثابة مظلة حقيقية لسيادة التسامح والسلام.

وأكدت أن الاهتمام بالثقافة والفنون، وترسيخ ممارستها وتذوقها، من شأنه الارتقاء بالأجيال نحو مكامن الخير والإنسانية وقبول الآخر، وهو ما تعمل «دبي للثقافة» على تحقيقه في رحلتها الثقافية والمعرفية التي تحتضن عبرها الإبداع والمبدعين، بما يحقق رؤية الهيئة في تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للثقافة وحاضنة للإبداع وملتقىً للمواهب.





نشر رسالة السلام

وقال الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات الدكتور محمد حمدان بن جرش إن الثقافة هي الأساس الذي يبنى عليه صرح نمو وتقدم المجتمعات، خاصة عندما تكون معتمدة على منهجية علمية ومعرفية، وهي المؤشر الذي يحدد مدى وعي المجتمعات ومدى قدرة أفرادها على استغلال طاقاتها الفكرية في الإبداع والتنمية المجتمعية.

وأكد بن جرش أن التجربة الإماراتية نموذج ثقافي إنساني متوازن يراعي الاختلافات ويوائم بينها حتى يكون هناك تنمية محورية مستدامة محورها الأساسي الإنسان، مبيناً أن المهرجانات الثقافية والفنية والموسيقية ومعارض الكتاب التي تنظمها الدولة تشكل فرصة للقاء مئات دور النشر من جميع أنحاء العالم، إلى جانب الجوائز العلمية والفكرية التي تجمع المبدعين بمختلف خلفياتهم الثقافية، وجميعها تسهم في نشر رسالة السلام والمحبة.





الفنون ناصية التسامح

بينما أشار المدير التنفيذي لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام فيصل جواد إلى أن الثقافة هي الرسالة الناضجة التي تعكس التعايش المقرون بالسلام عبر فهم الآخر وقبوله والاندماج معه في مساجلة تفاعلية تتبادل الأطراف فيها الأخذ والعطاء، ومن هنا تصدت الثقافة الإماراتية لترجمة فكرة التقريب بين الشعوب عبر قنوات الثقافة ومنتجاتها الإبداعية التي تمثل صوراً بهية، تعكس الواقع التاريخي والمعاصر لحيوات الناس.

وأوضح أن المسرح الإماراتي في طليعة المشهد الفني الذي يحث على السلام وينشر رسالة التسامح، حيث استطاعت الثقافة الإماراتية أن تحقق عبر عديد مهرجاناتها المسرحية المحلية التي تستقطب كوادر مسرحية عربية وعالمية، إضافة إلى المهرجانات الإمارتية العربية والعالمية، التي تعتبر منصات تستقطب المشاركات العربية والعالمية، تبعث رسالة تتخطى كل الحواجز الإقليمية إلى رحاب الفضاء الإنساني الأوسع شمولية.

وأضاف جواد: «المسرح ومختلف الفنون منذ كانت في بدايات ظهورها وحتى اليوم تبعث رسالات محبة وتنشد الانفتاح على الآخر والاندماج معه عبر رسائل المسرح والموسيقى وكل الفنون الأدائية، ومجمل النتاج التدويني الأدبي، ومحاولة تجميع عناوين الهواجس والهموم الإنسانية في بوتقة مشتركة تدعو لتوحيد المواقف إزاء قضايا الإنسان، لذلك دأبت الإمارات أن تتخذ منها سبيلاً يترجم رؤاها ويفسر توجهاتها الإنسانية العميقة لتكون بذلك الدولة الرسول للسلام وموطن حمائمه».





الإبداع لغة عالمية

أما نائبة مدير مركز تشكيل للفنون في دبي ليسا باليتشغار فأكدت أن الفن والإبداع لغة عالمية تتشارك الإنسانية جمعاء في تكوينها، فمن خلاله يستطيع الإنسان التعبير بصدق عن أفكاره وعواطفه وآماله وتطلعاته المستقبلية، موضحة أن الفن هو صوت الإبداع الذي يستطيع أن يلهم ويشفي النفوس البشرية من الداخل بطرق تعجز الكلمات عن وصفها في كثير من الأحيان.

وتابعت باليتشغار: «من خلال الإبداع الفني والاستمتاع بمشاهدته يمكن عيش تجربة سلام مشتركة تجمع الناس معاً وتحتفي في الوقت نفسه بالاختلافات والقواسم المشتركة التي تربطهم كأفراد ومجتمعات تنتمي لثقافات مختلفة، لتصبح الفنون هي ذلك الأرشيف الذي يوثق علاقات التعايش والتفاهم الإنساني».