السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

مواهب مسرحية تغادر «أبوالفنون» بحثاً عن شهرة «سوشيال ميديا» السريعة

جزم فنانون متخصصون في المسرح أن تراجع وانسحاب المواهب المسرحية أوشك على اندثار المسرح في ظل مغريات الحياة العصرية السريعة المحيطة، كوسائل التواصل الرقمية والدراما والسينما التي سحبت البساط منه، وبحث المواهب الجديدة عن الشهرة السريعة عبر سوشيال ميديا.

وأشاروا لـ«الرؤية» إلى أن المسرح يقدم الورش المسرحية التي يستغلها الشباب الموهوب للوصول إلى النجومية وكسب المال بسرعة، لذلك لم يعد المسرح يروي عطشهم للمال والشهرة ووجدوا أن المسرح سجن لمستقبلهم، ما جعلهم يدخلون في البروفات المسرحية، وينسحبون منها بسرعة كبيرة في وقت ضيق يصعب فيه إيجاد بديل لهم.

وفي هذا السياق أوضح الفنان والكاتب المسرحي الإماراتي عبدالله صالح أن تراجع المبتدئين يكشف مستواهم الذي لم يتطور، وأسهم في ابتعادهم وتحويلهم إلى أدوار صامتة. لعدم جديتهم في الالتزام بمواعيد البروفات، وهذه النوعية من النجوم لا يعول عليهم كثيراً ويكون وجودهم عائقاً في مسيرتهم الفنية.


وبين أن المسرح يقدم كل الفرص للشباب الراغب في دخول المجال الفني المسرحي وغيره. لكن ما يحدث هو أن الفنان يدخل البروفات ويجد أن العمل لا يلبي رغباته في الحصول على بطولة مطلقة، كما يتأثر بما يشاهده على سوشيال ميديا وقنوات يوتيوب والقيل والقال عن الربح الوفير الذي تقدمه هذه الخدمات التكنولوجية ليزيد رصيده البنكي.


وأشار إلى أنه تعرض لمثل هذه التجارب كثيراً وللأسف أدى هذا التراجع المفاجئ إلى توقف البروفات للبحث عن بدائل تختصر الوقت على المسرح ليتم العرض في وقته المحدد.

وتابع أن ما لا تعرفه هذه الفئة من الفنانين هو قدوم نجوم سوشيال ميديا للمسرح للحصول على الشهرة الحقيقة لأن التكنولوجيا خدمتهم في جزئية معينة لكنها لم تصنع منهم نجوماً حقيقيين.

من جهته، أوضح الفنان عبدالله بوعابد أن استعجال الشباب على الشهرة والنجومية، تسبب في تراجع بعض المسرحيين عن إقامة عروض مسرحية خوفاً من الانسحاب المفاجئ للفنانين من العروض في وقت حرج. وأضاف أن العمل المسرحي والفني يحتاج إلى صبر ومثابرة كي يصل الفنان إلى المراتب الأولى في صفوف المشاهير والنجوم العملاقة.

وأكد أن سوشيال ميديا عالم خطف الكثير من المواهب عن المسرح وتسبب في جلوس المسرحيين العمالقة في انتظار مواهب يكتشفونها كي يضمنوا بقاء أبوالفنون على قيد الحياة في ظل الثورة التكنولوجية التي أدت وستؤدي إلى انهيار المسرح والدراما قريباً.

وأشار الكاتب المسرحي أحمد الماجد إلى أن المسرح عمل مضني يحتاج من الجهد أعظمه. وكثير من المبتدئين يلجون للمسرح ويظنون أنهم سيصبحون نجوماً بين ليلة وضحاها. إلا أنهم يتفاجؤون بأنه عمل يومي ممنهج ومدروس يحتاج إلى مهارات كثيرة ومتنوعة. بعض المبتدئين أكملوا مشوارهم وأصبحوا أسماء مهمة في المشهد المسرحي، أما الآخرون فاختاروا الرحيل بإرادتهم لكونهم لا طاقة لهم بمسؤوليات المسرح والتزاماته ومتطلباته. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن المبتدئ يحتاج إلى الصبر كي ينال ما يتمنى. والصبر بضاعة كاسدة في أيامنا لا يقبض على جمرها إلا الحقيقي والصادق في مساعيه الإبداعية منهم.

ويرى منسق المسرح في الهيئة العربية للمسرح المخرج المسرحي عدنان سلوم أن حركة المسرح بشكل عام تمر في مرحلة حساسة لا ترقى إلى حجم وتسارع الحدث. والمواهب الشابة لا تستطيع أن تجسد أعمالاً جادة لا تحاكي التطور التكنولوجي الزمني السريع الذي يسيطر على الحياة. ولهذا يطالب سلوم بإعطاء الشباب من الجيل الجديد فرصة ابتكار أعمال مسرحية تناسب تطور الحياة برؤية عصرية.