الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

ترجمة الأدب العربي ..حضر شغف الآخر وغاب التسويق والالتزام بالفنيات

ترجمة الأدب العربي ..حضر شغف الآخر وغاب التسويق والالتزام بالفنيات

حضور معرض الشارقة الدولي للكتاب (تصوير: عماد علاءالدين)

اعترف كتاب وناشرون بأن هناك مشكلة في قلة ترجمة الأدب العربي إلى لغات أخرى، الأمر الذي حرم الثقافة العربية من التواجد بصورة فاعلة وكبيرة لدى الآخر، نتيجة تدني المستوى العام للأدب العربي، بعد أن تصدر المشهد بعض مدعي الثقافة ممن لا يمتلكون وعياً أو إدراكاً لما ينشر، الأمر الذي يظهر جلياً في رفد الساحة بإصدارات مهلهلة متخمة بالأخطاء الفادحة.

وأكد كتاب وناشرون إماراتيون وعرب وغربيون التقتهم «الرؤية» خلال مشاركتهم في معرض الشارقة للكتاب أن هناك شغفاً لدى الآخر للتعرف على الكتابات العربية، مؤكدين أن دور نشر عالمية باتت تستفسر عن تفاصيل دقيقة عن المنتج العربي.





ودعوا إلى تعاضد الجهود من أجل الترويج للإبداع العربي بين الآخر، الذي يبحث عن الكتاب المثالي، الذي يمكن ترجمته والذي يحمل عنواناً مشوقاً ومحتوى هادفاً، متأسفين لأن بعض دور النشر لا تثق في إبداعات الكاتب العربي، فضلاً عن أن الكتاب أنفسهم لا يثقون في قدرتهم على إقناع الآخر، ما يتيح الفرصة للنتاج الأسوأ ليطفو على السطح.



جلد الذات

اعتبرت الكاتبة شيماء المرزوقي، الترجمة جانباً من جوانب الضعف الأدبي العربي الماثلة الواضحة، تماماً كضعف الحركة النقدية، مؤكدة أن الساحة العربية تعاني بصفة عامة من التواصل الفعَّال الحقيقي مع الآخر.

وحملت المرزوقي الكاتب نفسه مسؤولية تقديم أعماله والبحث عن دور نشر أجنبية تتبناها، معترفة بأنها بطبيعة الحال ليست استثناء في هذا السياق.



تعطش الآخر

وتأسفت الكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني، لقلة عدد الكتب العربية المترجمة إلى الآخر، مؤكدة أن هناك تعطشاً لدى الغرب للاطلاع على الثقافة والأدب العربي، مستشهدة على ذلك بالأسئلة التي تلقفتها من دار نشر أمريكية تستفسر عن تفاصيل دقيقة تيقنت منها أنَّهم يفتقدون الكثير من ثقافتنا، مشيرة إلى أن الكتب العربية المترجمة قليلة جداً مقابل الكتب الأجنبية التي تُرجمت إلى العربية.

وتابعت: انتظرنا كثيرًا حتى تُرجم لنا بسبب دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث حرص سموه على أن تُترجم بعض أعمال الكُتَّاب الإماراتيين والعرب وخصص لها ميزانية.





الكتاب المثالي

وعزت الكاتبة الإماراتية نواف الحضرمي، سبب عدم ترجمة الكتب العربية إلى أجنبية في الوقت الحالي، إلى حالة التسيب التي تشهدها الساحة ووجود الكثير ممن يطلقون على أنفسهم مثقفين وكتاباً في الوقت الذي لا يمتلكون فيه الموهبة أو الوعي والإدراك الكافي، الأمر الذي يظهر جلياً في إصداراتهم التي تأتي محملة بأخطاء فجة.

ولفتت إلى أن دور النشر الغربية تبحث عن الكتاب المثالي، الذي يمكن ترجمته والذي يحمل عنواناً مشوقاً ومحتوى هادفاً دون أخطاء إملائية، مشيرة إلى أن هناك ناشرين لا يستطيعون فهم المحتوى بسهولة الأمر الذي يصعب عليهم اتخاذ قرار ترجمة الكتاب.



غياب الثقة

وتتأسف الناشرة الأردنية آمنة سعيد، على أن الترجمة من الأدب الغربي إلى العربية كثيرة جداً مقارنة بعدد قليل من الكتب والروايات العربية؛ عازية ذلك إلى أنَّ المتلقي العربي يحب الكتب الأجنبية المترجمة، رغم أن لدينا كتباً عربية لو تُرجمت إلى اللغات الأجنبية ستتفوق على الكتب الأجنبية، لكن الكتاب لدينا وبعض دور النشر ليس لديها ثقة في أنفسها وفي قدرة الكتاب العربي على المنافسة.

وأكدت أن هناك حاجة للاهتمام بالكتابات العربية ومحاولة الترويج لها بين الآخر الذي يبدي شغفه بالتعرف إلى ثقافتنا العربية، داعية الكتاب إلى التركيز على إظهار معالم الحضارة والفكر والإبداع العربي.





صعوبة بيع الحقوق

شَخصَّ الناشر السوري الدكتور غياث مكتبي، المشكلة في أنَّ الترجمة ينقُصها أدباء ومترجمون على مستوى عالٍ جداً، فالترجمة فن وإبداع، ويجب على الكاتب العربي الاهتمام بالروايات والكتب التي نستطيع أن نترجمها، ويستفيد منها الغرب، خاصة في ظل جود روايات وكتب دون المستوى المطلوب.



فيما ترى الناشرة المصرية هالة عمر، أنَّ إقبال الشباب العربي المحب للغات الأجنبية على القراءة للآخر سبب النقل بكثرة عن الكتب الغربية، مؤكدة أن الناشرين العرب يجدون صعوبة في بيع الحقوق العربية لترجمتها إلى اللغات الأخرى.

وتتأسف عمر على أن الغرب ليست لديهم ثقة في الكتب العلمية العربية، الأمر الذي يجعلهم يعزفون عن الاستعانة بالإصدارات العربية، لكنها تعتقد أننا نستطيع إدخال الثقافة العربية وإقناعهم بها عن طريق الروايات الجيدة، متوقعة أن تشهد الأعوام المقبلة بشائر أفضل في هذا الإطار، بفضل الدعم اللا محدود من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للأدب العربي والترجمة، عبر مبادرات داعمة لحضور الأدب العربي على الساحة العالمية.





ضعف الإنتاج

يرى الناشر اللبناني محمد الخطيب، أنَّ عدم ترجمة الكتب العربية يعود إلى ضعف الإنتاج العربي، وعدم القدرة على تسويقه، مشيراً إلى أنَّ هناك الكثير من الدول الأجنبية تشتري كتباً بلغات أخرى لحبها في معرفة ثقافات الدول المختلفة، مؤكداً أن الدول العربية في حاجة إلى جهة قادرة على تسويق المنتج الأدبي والفكري العربي في كل أسواق العالم.



ضعف التواصل

وعزا الناشر المكسيكي مجيل لماس، الغياب العربي عن المكسيك إلى أنَّ التواصل الثقافي بين دولته والدول العربية ضعيف جداً، وهو ما جعل هناك صعوبة كبيرة في إقناع الشعب المكسيكي بالثقافة العربية؛ لأنَّه لا يعرف شيئاً عنها، لذا لا توجد إصدارات عربية في السوق المكسيكية.

وتمنى لماس أن يرى في الفترة المقبلة تعاوناً ثقافياً وانفتاحاً على الثقافات المختلفة، مؤكداً أنه لمس خلال مشاركته في معرض الشارقة للكتاب الشغف العربي بالقراءة للآخر، داعياً دور النشر العربية إلى الترويج لثقافتها وإقناع الآخر بإصدارات تطوف به في رحلة داخل الثقافة العربية الأصيلة.





فكرة خاطئة

فيما ترى الناشرة الأمريكية أويف لينون ريتشي، المقيمة في جنوب إفريقيا، أنَّ هناك حركة ترجمة للكتب العربية في الفترة الماضية بشكل أوسع، منوهة بأنها لاحظت زيادة في عدد الكتب العربية المترجمة.

وأشارت إلى أن هناك فكرة خاطئة لدى العرب تتمثل في أن الغرب يحب قراءة ومشاهدة الأفلام بلغته، لكن مع جائحة كورونا وجدنا أنهم يبحثون عن الأفلام والكتب بلغاتٍ أخرى وخاصة الروايات والأفلام العربية، ما شجَّع على زيادة الإقبال على الكتب المترجمة.





انغلاق على النفس

ترى الناشرة البريطانية كلوديا غالوزي، أنَّ مشكلة السوق البريطانية غير منفتحة على الثقافات الأخرى، كما أنّ الكثير من البريطانيين لا يحبون أي كتاب مترجم غير الكتب البريطانية، سواء الكتب العربية أو غيرها، وهذه مشكلة كبيرة في الثقافة، لذا دور النشر لا تخاطر وتشتري حقوق ترجمة أي كتب سواء عربية أو غيرها.

ودعت المسؤولين على الثقافة العربية بالبدء في التسويق لبضاعتهم؛ ليتعرف البريطانيون على الثقافة والأدب العربي، الأمر الذي يشجعهم على قراءتها، مثلما نفعل نحن من خلال مشاركتنا في المعارض الدولية، نحاول أن نسوق لكتبنا في الأسواق الأخرى.