السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

شباب بإصدارهم الأول: ضارة كورونا «نافعة»

رفع كتاب شباب إماراتيون في سنة أولى كتابة، راية التحدي من أجل أن يخرج إصدارهم الأول إلى النور، على الرغم من المخاوف التي أحاطت بهم نتيجة تخوف الكثير من الإصدارات الورقية في عصر كورونا، فضلاً عن الجائحة التي تسببت بها الأزمة والتي أدت إلى توقف دور نشر أو إحجامها عن طبع كتب جديدة وخاصة لكتاب يجربون الكتابة والنشر للمرة الأولى.





وأكد كتاب شباب التقتهم «الرؤية» في معرض الشارقة الدولي للكتاب أن المعرض كان بالنسبة لهم قبلة الحياة وبارقة أمل ليس لهم فقط بل ولكبار الكتاب، بعد أن استفادوا من هدوء ساحة النشر، ما دفع لتضاعف فرص تسويق إصداراتهم الأولى، في دورة استثنائية للمعرض، بزمن كورونا.





شيخة في بلاد العجائب

تحملت الكاتبة شيخة الحديدي، صاحبة كتاب «شيخة في بلاد العجائب»، مرارة الصبر لسنوات، حتى يرى كتابها النور بعد أن ظل حبيس الأدراج 5 سنوات، وكادت تصل إلى مرحلة اليأس من النشر، لكنها عندما قابلت الكاتب المخضرم سيف النقبي شجعها على الاستمرار، وأنَّ تُفكّر في نشر كتابها، وبالفعل بدأت في إجراء بعض التعديلات.



الحديدي، أرسلت كتابها إلى أكثر من 15 دار نشر مختلفة لكن من دون جدوى، حتى فاجأتها «دار قهوة» بالموافقة على النشر. وبالفعل جهَّزت الدار الكتاب خلال شهر رغم التحديات، موضحةً أنَّها لم تُفكر في الأمر من الناحية المادية لأنَّ الكتاب بالنسبة لها أمر معنوي، «فأنَّ يتقبل الناس كتابي هذا أكثر قيمة عندي من الطباعة والربح».





وعندما جاءت كورونا ظنت الحديدي أن نشر كتابها سيؤجل إلا أنَّه على الرغم من الجائحة أتيحت لها الفرصة أن يكون كتابها في أحد أكبر معارض الكتب بالمنطقة وهو معرض الشَّارقة الدولي للكتاب 2020، ما منحها شعوراً بالتفاؤل، وأعربت عن سعادتها بردود الفعل، وبأن نالت أخيراً لقب كاتبة، قائلة «من فرط سعادتي عند توقيعي الكتاب وقعت خطأ».





الحب أمنية

تخوفت الكاتبة هدى آل علي، صاحبة إصدار «الحب أمنية» من تقديم كتابها الأول في هذا الوقت بسبب تحذير أصدقائها لها، خاصة مع صعوبة قراءة الكتب الورقية في زمن كورونا، وعدم تحقيق الكتاب للانتشار المطلوب، حتى إنَّ هناك كتَّاباً كباراً أجَّلوا مشاريعهم الكتابية للعام المقبل.

إلا أن الكاتبة الشابة تحدت نفسها والظروف، لكي تخرج تجربتها الأولى للنور، خصوصاً أنَّه كان حلمها منذ أن كان في الـ12 من عمرها، لكنها لم تجد أي فرصة من قبل لنشر الكتاب.



وأشارت إلى أنَّه وبتشجيع من دار نشر «نبطي للشعر» واقتناعها بأن الناس في أزمة كورونا في احتياج للكتب، وخاصة الشباب، نجحت في قهر مخاوفها وأنجزت كتابها في ظل التحديات الكبيرة، وقلق بعض دور النشر من طبع كتب جديدة، ولكاتب جديد في هذا التوقيت الصعب.

وأعربت آل علي عن سعادتها بتوقيع كتابها في معرض الشَّارقة للكتاب، في ظل الإقبال الكبير من الشباب للمعرض وكأنَّهم متعطشون للكتاب الورقي، الأمر الذي يخالف كل التوقعات.





فكرة جديدة

واجه الكاتب الطيار علي الفارسي، صاحب كتاب «على ارتفاع 36 ألف قدم»، الكثير من صعوبات والتحديات في تجربته الأولى في التأليف وكان متخوفاً من ألا يحظى كتابه الذي جاء عن تجربته في عالم الطيران بإقبال القراء، خصوصاً في فترة انتشار جائحة كورونا التي فرضت العزلة على الجميع.

وأوضح أنَّ الكتاب الكبار واجهوا في الفترة الماضية مشكلة إحجام الكثير من دور النشر عن طبع الكتب، فما بالك بكتاب جديد لكاتب جديد بفكرة جديدة، لذا كان القرار صعباً في توقيت صعب، خصوصاً أنَّ هدفه توصيل رسالة بأن تجربة الطيران جميلة جداً، إلا أنه قرر أن يترك الوساوس جانباً.





ملح وسكر

كل شيء كان مؤجلاً عند الكاتب عبدالعزيز البلوشي صاحب كتاب «ملح وسُكر»، لأنه لم يحظَ بفرصة قبل كورونا بعامين لطبع كتابه، وفي فترة كورونا كتب رواية جديدة لكنه أجَّلها للعام المقبل، والآن قرر دفع كتابه «ملح وسُكر» للمطبعة خاصة أنَّه كتاب في مجال التنمية البشرية، الذي يحتاجه الشباب في هذا الوقت الصعب.

وقال البلوشي إنَّه وجد تشجيعاً من دار النشر التي أكَّدت له أنَّ الكتاب سيحقق انتشاراً في ظل هذه الظروف، ولولا الدعم من دار النشر لم يكن ليطبع كتابه الأول ويُصبح كاتباً، مشيراً إلى أنَّه فكَّر في أن يكون الإصدار إلكترونياً، لكنه وجدها فكرة صعبة خاصة مع أول إصدار، كما أنه يؤمن بأن الكتاب الورقي له رونقه، وهناك الكثير من الشباب يحبون الاحتفاظ بالنسخة الورقية أكثر من النسخة الإلكترونية.





أسرار التجديد

أشارت الكاتبة مايا الهواري، صاحبة كتاب «أسرار التجديد في زمن الكوفيد»، إلى أنَّها لم تكن تُفكر في إصدار كتاب، خاصة في هذا الوقت، لكن دار النشر شجعتها على ذلك، خصوصاً أنَّه يتحدث عن الأزمة التي يُمر بها العالم كله، متوقعة أن يحقق انتشاراً كبيراً، لأنَّه يشرح كيف يتعامل الإنسان نفسياً مع هذه الأزمات التي يمر بها.





لكن التحدي الأكبر للهواري يكمن في هل ستستطيع أن يكون لها وجود على الساحة الأدبية، وهل يستطيع كتابها أن ينافس الكتب العربية والأجنبية الموجودة في معرض الشَّارقة للكتاب، خصوصاً أن هناك كتباً تتحدث عن كورونا؟