تحمل الصور الفوتوغرافية التي تلتقطها الشابة الإماراتية آلاء الحارثي تفاصيل دقيقة مبنية على مبادئ هندسية اكتسبتها من دراستها الجامعية، فيجد من يطالعها أن صورها تنطق إبداعاً وجمالاً خارجاً عن المألوف.
ويبحر من يرى أعمالها الفنية في تفاصيل وحكايات أصحابها لدقتها وجودتها العالية، ولقدرتها على ضبط إضاءتها وزوايا الصور التي تلتقطها بحرفية كبيرة.
وتتولى آلاء الحارثي مسؤولية نقل مشاعر وحكايات الشخصيات التي تظهر في صورها، كما تحول الطبيعة الصامتة إلى معالم ناطقة بجمالها وسحرها.
وصرحت المصورة الشابة آلاء الحارثي «بدأت مشواري في مجال التصوير منذ ما يزيد عن 3 أعوام، وكانت بدايتي ككل المصورين، إذ كنت أوثق كل ما أراه جميلاً، علماً أن شغف التصوير الفوتوغرافي اشتعل بداخلي أثناء دراستي للهندسة المعمارية بإحدى الجامعات بأبوظبي».
وتابعت «إن مبانيَ ومعالم أبوظبي البارزة وطبيعتها البسيطة وشواطئها الخلابة عادة ما تخطف أنظاري وتدفعني لألتقط صوراً لها بعدسة الكاميرا، أثرت أرشيف نتاجي الفوتوغرافي».
وأردفت «إن الهندسة المعمارية غرست بداخلي حب تصوير العاصمة أبوظبي ومعالمها المشهورة، ولكن الأجواء الحارة صيفاً كان تبعدني عن ذلك النوع من التصوير، لذا اتجهت إلى تصوير الوجوه «البورتريه» والشخصيات في الاستوديو».
وأضافت المصورة الشابة «أتعلق كثيراً بتصوير «البورتريه» إذ تجذبني ملامح وتعابير أوجه الناس، وأجد أنها تحمل قصصاً مؤثرة تستحق أن تحكى وتنتقل لعبرتها».
وتتقن المصورة آلاء الحارثي حالياً استخدام إضاءات الاستوديو ورسم الظل والضوء على الوجوه.
وترى أن دراستها للهندسة ساعدتها على فهم الإضاءات الساقطة على المجسمات وظلالها.
وقالت الحارثي «أذهب للأسواق لتصوير حياة البسطاء، وأخصص وقتاً لتصوير المهرجانات التراثية لرغبتي في توثيق الماضي والحاضر بنظرة تواكب متطلبات الشباب والعصر، وإلى جانب ذلك، استطعت أن أصور العديد من الشخصيات المشهورة والإعلامية».
وأضافت «وخلال السنوات الأخيرة، أتقنت تصوير الأزياء وصورت للعديد من شركات الموضة المحلية».
من جهة أخرى، تطرقت آلاء الحارثي إلى أن أول كاميرا اقتنتها هي "Nikon D90"، وكانت عبارة عن هدية من إحدى صديقتها.
وشاركت المصورة الشابة في معارض فنية وفوتوغرافية عديدة على مستوى الإمارات، من بينها معرض وجوه في جامعة الشارقة.
ومن أبرز الصور التي التقطتها عدسة الكاميرا الخاصة بها، لقطة فنية لعرض «الفرسان» في سماء أبوظبي باليوم الوطني الإماراتي 2018، واضطرت آلاء الحارثي حينها إلى الصعود إلى قمة أحد الأبراج الشاهقة بالعاصمة لتصوير المشهد.
وتطمح المصورة آلاء الحارثي إلى جمع عصارة خبرتها في مجال التصوير لتوثق علاقة الحب التي تربط الأفراد بمجتمعاتهم بتاريخهم وتراثهم وحضارتهم وحياتهم المعاصرة.
وقالت الحارثي «إن التصوير الفوتوغرافي مثل كل المهن الإبداعية التي تتطلب الشغف والطموح، لأن النجاح فيها لا يأتي بسهولة، لذا من المهم أن يتمتع المصورون بالصبر والسعي والابتعاد عن التردد والقلق وعن مشاعر الفشل».