الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

بعد تعيين مجلس جديد لـ"اتحاد كتاب الإمارات".. المعينون: سنسد الثغرات ونرأب الصدع.. ومثقفون: القرار متأخر وصائب

أشاد رؤساء وأعضاء سابقون في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ومثقفون بقرار وزارة تنمية المجتمع بحلّ مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وتعيين مجلس جديد مؤقت لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد برئاسة سلطان بن بخيت العميمي، وبعضوية الكتاب: حارب خميس الظاهري، عائشة إبراهيم سلطان، نجيب عبدالله الشامسي، صالحة عبيد غابش يعقوب.

وأكدوا، أن القرار جاء متأخراً بعدما تزايدت المشاكل والخلافات الداخلية بين أعضاء مجلس إدارة الاتحاد.

وفيما أكد أعضاء جدد لـ"الرؤية" سعيهم نحو سد الثغرات الداخلية الحالية في الاتحاد، فضلًا عن اتخاذ قرارات صائبة تأخذ الاتحاد إلى بر الأمان وتصب في صالح إثراء النشاط الثقافي والإبداعي بالدولة عموماً، وخدمة ودعم أعضائه من الكتاب والأدباء بصفة خاصة، أبدى نظراؤهم في مجلس الإدارة المنحل، تقبلهم القرار، واستمرارهم في المساهمة في خدمة ساحة الإبداع الأدبي، متوقعين أن تكون مهمة المجلس الجديد "شاقة".

وأكد عضو مجلس الإدارة المؤقت، حارب الظاهري، أن القرار صائب وكان منتظراً من أجل التدخل لإيجاد حل للمشاكل الداخلية التي لم يستطع المجلس السابق حلها، وسيعمل المجلس المؤقت على إعادة الاتحاد إلى مساره الصحيح ليخدم مصلحة الثقافة والأدب والكتاب، علماً بأن المجلس الجديد سيجتمع اليوم الأربعاء لمناقشة أبرز الخطط التي سيعمل عليها خلال الفترة المقبلة.

ولفتت عضو مجلس الإدارة المؤقت، عائشة إبراهيم سلطان، أن «وحدة الأولويات» يعد هدفاً لكافة أفراد المجلس الحالي ولا توجد أي أولويات منفردة لأي عضو من أعضائه، فيما تستهدف النهوض بالمثقفين والكتاب والأدباء بالتعاون مع المؤسسات المعنية في القطاع، ولسد الثغرات الحالية في «اتحاد الكتاب» بما يواكب تطلعات كافة منتسبيه وبما يخدم الثقافة والأدب.

وقال رئيس فرع «اتحاد الكتاب» في أبوظبي السابق، محمد شعيب الحمادي «نرحب بقرار وزارة تنمية المجتمع بحل المجلس الإدارة الحالي لهم وجهة نظر نحترمها ونقدرها والقرار بالتأكيد يصب في الصالح العام، وخاصة أننا مررنا بمنعطفات كبيرة خلال الفترة الماضية بداية من وفاة الأستاذ حبيب الصايغ الذي أدى إلى طمع بعض الأعضاء بمنصب الرئيس، الذي يخوله للمنصب إدارياً في الأمانة العامة للاتحاد العربي، ما أدى إلى الانشغال والتركيز على المنصب الخارجي دون الاكتراث بالتحديات والمعوقات التي تواجه اتحاد الكتاب في الدولة، أدى ذلك إلى عدم التركيز على الانجازات الثقافية والإبداعية للاتحاد».

وتابع أنه مع تلك التحديات والمعوقات فإن بعض أعضاء المجلس المنحل عملوا على إكمال المشوار وكل في اختصاصه، حيث إننا شهدنا إبرام العديد من الشراكات سواء كانت مع الأكاديميات أو مع الشركات الترويجية لبيع الكتب عبر الشبكة العنكبوتية، وكما لاحظنا في مجال النشر والتوزيع إصدار مجموعات أدبية على مدى الثلاث سنوات الماضية، كما أن المسؤول عن الأنشطة الثقافية كان له الدور البارز في إقامة الندوات والأمسيات الأدبية».

وأردف «نأتي إلى الإنجازات المالية والأكثر أهمية للاتحاد، حيث إنه ليس هناك مورد ثابت ولا توجد ميزانية تشغيلية لكي يستقيم عمل الاتحاد، وحيث إنني كنت المسؤول المالي، كانت التركة التي استلمتها في بداية مشواري في المجلس عبارة عن تراكمات في السنوات الماضية من مديونيات تجاه الغير، إلا أنني عملت على إعادة هيكلة الصرف والتقليل من المصاريف غير الضرورية، وزيادة في المدخول من بيع الإصدارات، وكما يعلم الجميع بأن جائحة كورونا عصفت بالعالم بأكمله، إلا أنني استفدت من هذه الجائحة وعملت على تجميد بعض الفروع وإلغاء بعض الخدمات مما أدى إلى تخفيض الدين العام إلى ما يقارب 70%».

ليس صدمة

قالت رئيسة مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات سابقاً، نائبة الأمين العام لاتحاد الكتّاب والأدباء العرب سابقاً الشاعرة الهنوف محمد «لم أصدم من قرار إحلال مجلس إدارة اتحاد كتاب الإمارات القديم، وأؤيد هذا القرار الصائب، وأجده جاء متأخراً جداً، حيث كان متوقعاً أن يتم هذا الإحلال مع نهاية شهر سبتمبر الماضي، خاصة بعد حالة الارتباك التي شهدها الاتحاد بوفاة حبيب الصايغ».

وأضافت أنه «لا يحزنها أبداً إقصاؤها من موقعها كرئيس مجلس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ولكن يعز عليها فقدان الإمارات موقعها نائباً للأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، لذلك ترى أن الفرصة الوحيدة أمام الإمارات لاستعادة هذا المنصب الهام هو خوض تجربة الترشح خلال الدورة الجديدة لمجلس الاتحاد للكتاب والأدباء العرب الذي سينعقد في فبراير عام 2023».

ومن جانبها، علقت الهنوف على الشكوى التي تقدم بها أعضاء مجلس الإدارة الذي تم إحلاله لوزارة تنمية المجتمع التي يعمل تحت مظلتها قائلة: تقدمت للوزارة بالرد على كافة الشكاوى التي قدمت ضدي بالدليل والبرهان الذي أفسر خلاله كل إجراء أقدمت على اتخاذه، خاصة بعد أن قام أعضاء المجلس السابق بإغلاق المقر الرئيسي لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات وتجميد الأنشطة بفروعه الثلاثة في كل من إمارة دبي وأبوظبي والشارقة دون الرجوع إلي بحكم منصبي الإداري كرئيس للاتحاد، ومدير المكتب التنفيذي له، لذلك قمت بإعادة فتح المقرات بعد التوجه للشرطة ليكون إجراء رسمياً، كما ترتب عليه تجميد نشاط الأمين العام السابق نتيجة تجاوزه لصلاحياته وعدم الرجوع إلي بصفتي رئيساً أو حتى نائب رئيس للمجلس».

وباركت الهنوف محمد لمجلس الإدارة الجديد متمنية له النجاح في مهمته التي أوكلت إليه، والتي وصفتها بأنها (ليست سهلة)، مؤكدة أنها على استعداد كامل للتعاون مع أعضائه.

خدمة الوطن

أكد الأمين العام السابق للاتحاد الدكتور محمد بن جرش أنه «على كل كاتب أن يعي ويدرك أن العطاء وخدمة الوطن لا يرتبط بمنصب أو مسمى وظيفي فقط، وهذا ما تعلمه أبناء زايد من والدهم باني الدار، الذي غرس بداخلهم أن العطاء هو سر البقاء، وأن الوطن يعتمد على عقول وسواعد الشباب من أجل تنمية مستدامة وشاملة ركائزها التعليم والثقافة، والعمل هو من أجل الوطن، والمشاركة في جمعيات النفع العام عمل تطوعي بالدرجة الأولى وبدون أي مقابل ودون انتظار مردود شخصي بل هو فقط من أجل دعم القطاع الأدبي وتسخير كافة الإمكانيات المتوفرة وتخطي التحديات من أجل تحقيق الغايات الوطنية».

وتابع: الاتحاد جمعية ثقافية لها تاريخ في تأسيس الحراك الأدبي في دولة الإمارات، وتوالت مجالس إدارة عدة، وضمت مجموعة من النخب من كتاب وأدباء ومفكرين، ليعمل الاتحاد على تحقيق مجموعة من الأهداف التي ساهمت في الارتقاء بالمستوى الثقافي والتقني للكتاب وفي رعاية المواهب الأدبية وتنشيط الحركة الثقافية الأدبية بشكل عام».

وأوضح بن جرش أن «لكل مجلس إدارة فترة زمنية يعمل خلالها ويجتهد وفق توجيهات وتعليمات الرئيس الفخري للاتحاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وكذلك التزامنا بما يصدر من وزارة تنمية المجتمع من قرارات وتعليمات، لذلك نشكرهم على ما قدموا من دعم وتواصل ونشكر الأعضاء بالمجلس المنحل، متمنين للمجلس الجديد المؤقت التوفيق والسداد وكذلك الاستعداد للانتخابات خلال الفترة التي سيتم تحديدها من قبل الجهات المختصة».

وأشار إلى أن «المجلس القديم أدى مهمته على أكمل وجه في ظل أزمة فيروس «كوفيد-19» المستجد، مقدماً مجموعة من الأنشطة الثقافية الافتراضية التي هدفها تنشيط الحركة الثقافية من خلال توثيق العلاقات مع المؤسسات الثقافية وعمل الشركات الاستراتيجية وتمكين الكتاب الشباب من خلال الشراكات مع الجامعات من أجل اكتشاف وتمكين المواهب الشابة الواعدة، التي تجلت في جلسات مختبر الإبداع، وبرنامج قراءات في أدب الشباب ليعرضوا نتاجاتهم الأدبية على النقاد والمختصين، وبرنامج تواصل أجيال الكتابة، بجانب التعاون مع جامعة الشارقة لإطلاق أول برنامج للدبلوم المهني في الكتابة الإبداعية الذي تأخر جراء أزمة «كوفيد-19»، إضافة إلى النجاح في توقيع اتفاقية مع منصتي نيل وفرات وجملون لبيع الكتب الإلكترونية، التي يتوفر عليها إصدارات اتحاد الكتاب».

اختلاف وليس خلافاً

ذكرت عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات المنحل، الشاعرة شيخة المطيري أن «الذي يتوقف أمام التفكير في المشكلات لن يعمل ولن يتقدم ربما ظهرت على الساحة بعض الأمور لكننا في النهاية نمثل بيتاً واحداً وهو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ومهما يحدث من نقاش أو اختلاف في وجهات النظر، فإننا نحاول حل أي أمر بشكل داخلي، فلا يوجد أسرة لا تحدث فيها اختلافات في وجهات النظر».

وتابعت: «لكن لله الحمد الاختلاف في الآراء لم يوصلنا لمرحلة الخلاف ونحن نبقى أسرة واحدة هدفها خدمة المكان سواء كنا في مجلس الإدارة أو لم نكن، كما أن كل فرد عليه أن يؤدي دوره ولا يفكر إلا بالعطاء والتوفيق من الله سبحانه وتعالى».

وأوضحت المطيري أن «المجلس الحالي الذي أوكلت إليه الإدارة، جميعها أسماء لها ثقلها في الحياة الثقافية وتربطها بهم علاقات رائعة وتعلمت منهم أشياء كثيرة، متمنية لهم التوفيق في مهمتهم ووضع مزيد من الخطط الثقافية، خاصة أنهم لهم باعاً طويلاً في العمل الثقافي وسيشكلون مرحلة رائعة ومتجددة كما كان لكل مرحلة ولكل إدارة جمالها وعملها».

تكرار الخلافات

أما أحد مؤسسي «اتحاد الكتاب» عام 1984، الكاتب والقاص سعيد الحنكي، فصرح بـ«أنه بالنسبة للمسألة التي حدثت مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والخلافات التي نشبت في مجلس الإدارة، فلا أرى أنه أمر يحدث لأول مرة، بل تكرر خلال مسيرة الاتحاد وحدثت خلافات كثيرة، ولكن ما هي إلا سحابة صيف ستمر سريعاً ونثمن التدخل السريع من المعنيين لحل المشكلة، فلا يمكن لذلك الخلاف أن يؤثر بشكل أو اخر في بقاء واستمرارية اتحاد الكتاب.»

ويرى الشاعر والكاتب كريم معتوق، أن القرار صائب جداً، وأن الهنوف محمد ارتكبت أخطاء كبيرة ظناً منها أن الصنمية هي الأمر الطبيعي للاتحاد وليس للعمل الجماعي، مشدداً على أهمية التعاون وهو ما كانت المجالس السابقة تحرص عليه، كما يحظى الاتحاد بمبدعين ومثقفين لإدارة زمام الأمور ومن المجحف، أن يؤول الاتحاد إلى صراعات ثنائية ومطامع فردية لا تحقق المكانة الحقيقية للاتحاد، بل من المهم أن يدعم «الاتحاد» الكتاب الشباب والأدباء المخضرمين ويوفر لهم الأجواء المناسبة للإبداع.

ويرى الكاتب والعضو في «الاتحاد» نبيل الكثيري أن القرار صائب ولكنه وصل متأخراً عاماً كاملاً، مشيراً إلى أن الاتحاد السابق كان اتحاد الرجل القوي الذي استطاع بما لديه من خبرة وقوة شخصية أن يكبح جماح وتطلعات الأعضاء وجعل الاتحاد متماسكاً إلى حد كبير.