الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

جيني سافيل.. فنانة تحتفي بعيوب الجسد بريشة ترسم الأمل

جيني سافيل.. فنانة تحتفي بعيوب الجسد بريشة ترسم الأمل

تستكشف البورتريهات الضخمة للفنانة جيني سافيل الجسد البشري، ومواطن الجمال الرائعة به، كما يبدو في معرضها الذي ينظم حالياً في ماديسون أفينو بنيويورك.





وتتأرجح انطباعات الفنانة الجريئة والحسية ما بين السطح والخط والكتلة، بين الأشكال العقلانية وغير المنطقية، فتلتقط نوعاً فريداً من الواقعية الخاصة بالقرن الـ21، ونمطاً من الرسم والفن يميزها عن غيرها بوضوح.

و تطلق سافيل على معرضها اسم إلبيس المشتق من الميثولوجيا الإغريقية، وهي طبقاً للأساطير اليونانية آلهة تحمل روح الأمل، يتم تصويرها على هيئة امرأة شابة تحمل عادة الزهور في يديها.



ويجسد الاسم روح الأمل والتفاؤل رغم المعاناة والألم، كما يظهر في صندوق باندورا الشهير.

وعلى الرغم من خطوطها العصرية، إلا أن فن سافيل يتحدث عن حساب عميق يغوص في النفس البشرية منذ بدء الحياة بصورتها البدائية على كوكب الأرض.

ويشكّل العالم القديم أحد أكثر مصادر الإلهام ديمومة لدى سافيل، تستمد منه أفكارها وثيماتها في اللوحات والتماثيل.

وفي مرحلة أولية من مسيرتها الفنية، قدمت سافيل شخصية الإنسان على أنها منحوتة كلاسيكية، مزجت فيها الرخام واللحم من خلال طبقات معقدة من أجزاء الجسم.



ولو نظرنا للوحاتها الضخمة التي قدمتها في معرضها الفردي لعام 2014 بلندن، سنجد أن سافيل تضفر وتمزج الصور الظلية والأشكال الجسدية، بصورة تذكرنا بلوحات الفراعنة القديمة.

وتؤمن سافيل بأن إدراك الإنسان للجسد حاد للغاية وواسع المعرفة لدرجة أن أصغر تلميح للجسم يمكن أن يؤدي إلى التعرف عليه.





وفي تصويرها للشكل البشري، تتجاوز جيني سافيل حدود كل من التصوير الكلاسيكي والتجريد الحديث، ولا تتقيد بها، وبالنسبة لها فإن «القواعد وضعت لكي نكسرها

وهي تعشق وضع طبقات ثقيلة من الطلاء الزيتي، كأنها تحشو اللوحة، مثل لحم الإنسان المكتنز، حيث تحافظ كل علامة مطلية على حياة مرنة ومتحركة خاصة بها.

وتعمد الفنانة وهي تكشط الألوان والطبقات من لوحاتها كبيرة الحجم، أن تظهر بوضوح التماثل بين شخصياتها والجسد النابض بالحياة والحب والحيوية.



ولدت سافيل في كامبريدج ببريطانيا ودرست الفن في جلاسجو في الفترة من 1988 إلى 1992، مركزة في دراستها الفنية على «عيوب» الجسد، مع كل آثارها المجتمعية والمحرمات أو التابوهات.

ومنذ طفولتها، فتنت بتلك التفاصيل، وانبهرت بأعمال تيتيان وتينتوريتو التي كانت تشاهدها أثناء زياراتها لعمها، كما كانت تتعمد أن تلاحظ مدرّسة البيانو وهي تحرك جسدها أثناء العزف.





وأتيحت لها أيضاً ملاحظة جراحي التجميل الأمريكان أثناء منحة لها لدراسة الفن في كونيكتاكت عام 1994، ودرست هناك إعادة بناء الجسد البشري ونظرتها الفنية له في هشاشته ومرونته.

ولكي تثري نظرتها وإدراكها للجسد البشري، استكشفت الأمراض وتأثيرها على البشرة والجسد، وذهبت للمشرحة لتشاهد الجثث، زارت السلخانات وفحصت الحيوانات واللحوم، إلى جانب دراسة النحت الكلاسيكي وأعمال عصر النهضة.





الأكثر من ذلك أن عينيها، في حياتها اليومية، كانت دوماً على الجسد البشري، تلاحظ حركة الأمهات مع أطفالهن، وأنماط الجسد البشري في السكون والحركة، في تحدي الفروق بين الجنسين، وفي التعبير الجريء عن تفاصيله.