السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

شباب: «بوك يوتيوبر» محاولة للتمرد على صورة المثقف النمطية

وصف شباب من أصحاب قنوات يوتيوب الثقافية، ظاهرة «بوك يوتيوبر»، بأنها محاولة منهم للتمرد على الصورة النمطية للمثقف الذي يعيش داخل شرنقته الخاصة بعيداً عن الواقع، معتبرين إياها حلاً مثالياً لاستمرار شغف القراءة ولكن بأسلوب حداثي يواكب طبيعة العصر.

وأكد يوتيوبر شباب لـ«الرؤية» أن هذه الظاهرة واحدة من الظواهر الثقافية التي أفرزتها التقنيات الحديثة للتواصل الاجتماعي، والتي زاد توهجها مع زمن كورونا.

وأشاروا إلى أن منصات البوك يوتيوبر، وجدت إقبالاً كبيراً من الشباب الذين وجدوا فيها أداة تحقق شغفهم بالجمع بين القراءة والعالم الافتراضي، لافتين إلى أن هذا الإقبال دفعهم للاستمرار في توظيف كافة التقنيات الحديثة لتوفير محتوى ومضمون وتسليط الضوء على اختيارات من إنتاجات أدبية تستحق القراءة.

وأكدوا أن هدفهم من هذه المنصات إعادة شغف القراءة عند الشباب بطريقة مبتكرة، منوهين بأنهم لا ينتظرون أي مردود مادي، رافضين أي محاولة لاستغلالهم للترويج لإصدارات بعينها.





ثورة جديدة

اعتبر شادي محمد مؤسس قناة (بتاع كتب) «البوك يوتيوبر» محاولة شبابية للتمرد على الصورة النمطية للمثقف التي تحصره في هيئة رجل كبير في العمر يرتدي نضارة كبيرة تقليدية ويعيش منعزلاً عن مجتمعه ليخلق لنفسه عالماً خاصاً به بين الكتب.

وشبه هذه القنوات بالمنصة التي تنقل أحدث الإنتاجات المعرفية التي أثارت نقاشاً على الساحة الثقافية، معتبرة إياها ثورة جديدة في طرق التواصل والارتباط بين القراء وبعضهم البعض، في زمن لا يقرأ فيه الكثيرون، مشيراً إلى أن «البوك يوتيوبر» ساهم في وضع محتوى عربي رصين ومرجعي على شبكة الإنترنت.

ورغم الإقبال على هذه القنوات الثقافية إلا أنها تواجه تحديات عدة وفقاً لمحمد، الذي أشار إلى أنهم يواجهون تهماً بأنهم لا يمتلكون المهارات التي تؤهلهم لنقد الكتب، لذلك يكرر دائماً أن الهدف من القناة عرض وتلخيص الكتاب بشكل بسيط يناسب المتابع.

بدأ محمد طريقه في عام 2017، وكانت فكرة برنامجه أسبوعية، بحيث يقدم 4 حلقات في الشهر، يتحدث فيها عن كتب وروايات معينة من اختياره، حيث يقدم ملخصاً على شكل سيناريو جاذب ومتكامل وسريع يتماشى مع طبيعة العصر الحالي.





تفريغ الطاقات

بدأت مؤسسة قناة دودة كتب المصرية ندى الشبراوي قصتها مع بوك يوتيوب منذ 3 أعوام، وكانت البداية عبر فيسبوك لكن التفاعل الكبير، دفعها لتدشين قناة على يوتيوب متخصصة في مراجعة الكتب بشكل احترافي.

وتؤكد أن الهدف لم يكن مادياً كما يعتقد البعض، ولكن كانت وسيلتها لتفريغ طاقتها الشبابية ونافذة تشارك عبرها عشاق القراءة شغف الاطلاع، كما اعتبرتها وسيلة لممارسة شغف تلخيص الكتب تلك الهواية التي عشقتها منذ مرحلة مبكرة من عمرها، مشيرة إلى أنها نجحت في جذب نحو أكثر من 90 ألف متابع لقناتها.





الحفاظ على المصداقية

ترفض البحرينية رنوة العصيمي صاحبة قناة قراطيس، الاستجابة لما يطلبه المتابعون، لمجرد زيادة عدد متابعات قناتها، كذلك ترفض طلبات بعض دور النشر التي تتواصل معها، للحديث عن إصداراتها عبر برنامجها، حفاظاً على مصداقياتها لدى متابعيها.

واعتبرت فكرة ومضمون وعنوان الكتاب المعيار الأول الذي يحكم اختياراتها، مشيرة إلى أن اختياراتها تتنوع لتضم كتب الأدب، الاقتصاد، السياسة وعلم النفس.

وأشارت إلى أن عرض الكتب على يوتيوب لم يكن تجربتها في هذا المجال لافتة إلى أنها كانت تقدم عرضاً ومراجعة لبعض الكتب في الصحف.





تحدي البقاء

ترى اليوتيوبر العمانية أشواق المسكري مؤسسة قناة (شوق) أن ظاهرة البوك يوتيوب، أمر طبيعي مع دخول كافة مجالات الحياة منصة العالم الإلكتروني، مشيرة إلى أن الكتاب واجه تحدي الوجود والبقاء، حتى جاء الحل المثالي والوسط على أيدي بعض الشباب الذين آمنوا بحتمية القراءة مع تطوير الأسلوب بشكل يواكب أدوات العصر الحديث.

وأكدت أنها نجحت في استقطاب العديد من الشباب من داخل عمان ومن كافة الوطن العربي، للمحتوى الذي تقدمه عبر قناتها، رغم أنها لم تظهر بوجهها في كافة المقاطع التي تقدمها، معتمدة على أن مخاطبة العقول لا تحتاج للتعارف وجهاً لوجه ولكن تحتاج لخطاب الأفكار.

وبدأت قصة المسكري في بوك يوتيوب في 2014، وكان أول فيديو لها عبارة عن تلخيص لرحلتها في لندن، وانطلقت بعد ذلك بفيديو تتحدث فيه عن خواطرها ومن ثم برنامج «30 عملاً خيرياً» في شهر رمضان، وانطلقت بعد ذلك في تقديم قراءات وملخصات للكتب التي وقعت في هواها.