الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

عبيد البدور: حان الوقت لرسالة فنية تحفز طاقات البشر

رسخ الفنان التشكيلي المستقل ومصور المناظر الطبيعية وراوي القصص البصرية، عبيد البدور، نفسه لتصوير المناظر الطبيعية الإبداعية في الشرق الأوسط والعالم، ولرصد مشاعر أفراد المجتمعات وثقافتهم الغنية لينقلها إلى العالم أجمع.

ووجه البدور رسالة للفنانين الشباب خصوصاً ، مؤكداً أن هناك حاجة ماسة الآن، أكثر من اي وقت مضى، للاشتغال على نتاج فني محفز لطاقات البشر، مضيفاً «أعتقد أن خلق طرق متعددة للفنانين للإبداع والعمل سيكون ضرورياً، فالفنان لا يخلق الفن فحسب، بل نحن بشر متعددو الأوجه، وبناء فرص لتعظيم نقاط القوة أمر ضروري، ثم بعد كل شيء يمكن للفنان أن يعلم ويقود ويخلق ويسهل وينسق من بين أشياء أخرى كثيرة، فالقليل من الأشياء تساعد خاصة الآن في ظل تلك الظروف الاستثنائية التي تسعى من خلالها البشرية إلى النجاة».

وفي الآونة الأخيرة، قرر عبيد البدور أن يرصد تأثير الأوبئة على استدامة التدفق الفني على الفنانين، وأثر القيود التي تفرضها البيئة والطبيعة على العاملين بالمجالات الفنية المختلفة، كما يظهر ذلك جلياً في بعض أعماله الفنية.

وشارك الفنان المستقل في العديد من الفعاليات والبرامج الفنية، لينقل خبراته في التصوير الفوتوغرافي للمناظر الطبيعية وليقدم نصائحه المبنية على تجارب واقعية للتركيز على حكايات الناس وروايتها بطريقة فنية.

وتضمنت الورش التي قدمها، خطوات التصوير وتحرير الصور بطريقة ذكية وسريعة باستخدام الهواتف الشخصية، تطوير «نظرة العين»، كما ألقى دروساً في أساسيات التصوير الفوتوغرافي والنصائح والنظريات، ونظم العديد من الجولات التصويرية.

وسافر عبيد البدور إلى العديد من دول العالم ليرصد جمالها الطبيعي بما فيها السعودية وعمان والمغرب وأيرلندا وأيسلندا واليونان وسريلانكا وغيرها، ورصدت لقطاته الفنية عراقة التراث الإماراتي، كما أبدع في تصوير سماء وصحراء ليوا وأبوظبي والشارقة وكثبانها وسهولها الرملية الذهبية وجبال رأس الخيمة ومعالم دبي البهية ليلاً ونهاراً.

وتعاون مع العديد من الجهات الثقافية والفنية المحلية والعالمية، من بينها المجمع الثقافي بأبوظبي و«ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي»، وعرض أعماله الفنية في المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوغر الشارقة» تحت رعاية مركز مرايا للفنون، فيما بدأ التعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في الآونة الأخيرة.

وأفاد «الرؤية» «بدأت مسيرتي المهنية كمصور فوتوغرافي في عام 2017، وخلال فترة زمنية قصيرة، عملت بجد لبناء مشروعي الخاص، إضافة إلى تنمية جهودي الإبداعية».

وأردف البدور «قررت في عام 2020، وخاصة مع بدايات جائحة (كورونا)، أن أبحث عن نفسي في الحاضر لأقارنه مع الشخص الذي سيكون في المستقبل».

وتابع الفنان المستقل "يسعدني أن أقول إنَّ الكثير من الأسئلة التي ظلت عالقة في ذهني قد تم توضيحها الآن، وعلى الرغم من أن الإجابات لم تكن كذلك، إلا أنني متحمس لاتخاذ الخطوات التالية في تحويل المستقبل إلى حقيقة".

وذكر "أن تلك الإجابات والشعور بالوضوح أعطاني بنية أفضل لإنتاج العمل وخلق العديد من الفرص الفنية، ولدي مشاريع مستقبلية جديدة لا يمكنني التحدث عنها حالياً، وسأعرضها على الجمهور حينما يكون الوقت مناسباً في المستقبل".

من جهة أخرى، أكد أنَّ فعالية «رواق الفكر.. حوارات الفنانين» تهدف إلى تسليط الضوء على فكر ووجهات نظر الفنانين المعاصرين داخل المجتمع، فيما يتعلق بالممارسات الفنية خلال جائحة كوفيد-19.

وتابع "إن الفعالية تخلق فرصة للفنانين للمشاركة برسالتهم الفنية، التي تساهم في تشكيل وعي الجمهور، وفهم المشهد الحالي للإبداع الفني، ونأمل من خلال تلك المناقشات أن يتشكل حوار داخل مجتمعنا لتشجيع الإبداع وتعزيز قدرتنا على حماية الفن وخلقه وتقديره".

وتطرق إلى أنه في ظل الظروف الاستثنائية التي عاشها أغلب الفنانين جراء جائحة كوفيد-19، كانت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، أحد الكيانات الأُول التي تواصلت معه، إذ عادة ما توفر المجموعة للفنانين فرصاً للنمو وعرض مختلف أعمالهم، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لهم لإبداء رؤيتهم حول أهم الممارسات والموضوعات داخل المجتمعات الفنية".

وحول مشاركته في حلقات «الفن أثناء كوفيد» التي تعقدها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، صرح «إن الحدث يضم نخبة من الفنانين من مختلف الأعراق والأعمار، فيما تأتي مشاركتي في السلسلة القصيرة انطلاقاً من منظور مصور وفنان مستقل أو يعمل لحسابه الخاص في تصوير المناظر الطبيعية».

وتابع «إنَّ حصولي على التمويل لأعمالي الفنية يأتي عبر الكثير من المساعي الشخصية والمرتبطة بمواقع التصوير، حيث يجب التقاط المشاهد التصويرية التي أنتجها على وجه التحديد في مواقع مختلفة ورصد لحظات دقيقة تمثل فرصة فريدة لالتقاط صور خلابة للمناظر الطبيعية».

وأردف "تغطي أعمالي الفنية موضوعات متنوعة مثل تأثير الأوبئة على استدامة تدفقنا الفني، وكيف تؤثر تلك القيود على صحتنا النفسية، وكيف أنه من الضروري الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن نتعلم كيف نتحدث عن أفكارنا من أجل صحة أنفسنا ورفاهية المجتمع عبر تلك الأوقات الصعبة".

وأضاف «عملت لعدة سنوات في فقاعتي الصغيرة، وتعرفت في الآونة الأخيرة على الوجوه والقلوب التي يتكون منها مجتمعنا، فأنا هنا أتعاون مع (المجموعة) للاستماع والتعلم والتحدث عن منظور مختلف، وطرح الأسئلة على أولئك الذين لديهم خبرة أكبر بكثير مني على أمل المساعدة في بناء المستقبل الذي نتصوره جميعاً، وبالإضافة إلى ذلك، خلقت هذه المشاركة فرصاً جديدة للتعاون والدعم، والمضي قُدماً في المشاريع الفنية المحتملة».