الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ناصر الزعابي: صنعتُ من حجر على الطريق قصة ومن ماسح زجاج رواية

ناصر الزعابي: صنعتُ من حجر على الطريق قصة ومن ماسح زجاج رواية

اعتبر الكاتب والأديب الإماراتي ناصر البكر الزعابي (39 عاماً)، الاعتماد على الذات عبر القراءة، أساس صناعة أدباء متسلحين بالمعرفة والرؤى العميقة لمعاني الحياة، وصولاً إلى حقيقة الواقع المنسجمة مع صورة الخيال، ليحيكها في نصوص أدبية تأخذ قارئها أينما شاءت.

وأشار إلى أنه قدم 13 إصداراً أدبياً بين شعر وقصة ونقد وسرد وسجالات ومقالات، مستنداً في ذلك على نحو 30 عاماً من القراءة نقشت فيها حروفاً على رفوف الأدب.

ونوه بأن ولهه بعالم المعرفة بدأ عندما كان مُلهَماً بقراءة الصحف وأعمدة الكتاب في الصحف اليومية وهو في عمر 8 أعوام، في بيئة عائلية بعيدة عن الثقافة والقراءة، إلا أن اعتماده على ذاته أوصله بالقراءة وتقليب نصوص الأدب إلى الجرأة في أن يجعل من الحجر على جانب الطريق قصة، ومن ماسح الزجاج الذي يتسلق المباني الشاهقة رواية.





كنوز ثقافية

وأكد لـ«الرؤية»، أن طبيعة الحياة في الإمارات كنوز ثقافية هائلة، كما أن سبر أعماقها يصنع رفوفاً أدبية نابعة من واقع متنوع المعاني في بر وبحر وجبل، وصحراء تتكلم بغضب في وهج النهار، وتنبس ببنت شفه تحت ضوء القمر، إلا أنها تحتاج منا أن نقرأ ونؤسس لنحيك نصاً أدبياً يتفق مع أهمية تاريخنا.

ويرى أن الكاتب المثقف لا يأتي من عائلة أدباء ومثقفين، أو من مقاعد الدراسات العليا، وإنما من إلهامه بالنصوص الأدبية المتناثرة على جانبي المسير الثقافي، وفكره المرتبط بأسلوب الحياة الصادقة والنقية، بعيداً عن المتاهات الافتراضية التي تشوه مخيلة الجيل الصاعد.





التمرد على النفس

ووصل الزعابي إلى حقيقة أنه من الضروري على الكاتب الأدبي أن يكون متمرداً على نفسه، ضمن طرح هادف لا يخشاه بين أيدي القراء، وهذا ما يجب أن يقدم لأجيال الأدب الصاعد، حتى لا يخضعون للومة لائم في يوم من الأيام على فكرة خرجت من باب القناعة الأدبية.

ولفت إلى أن الكتابة أصبحت تتعرض إلى آفة الاستسهال والتكرار، حيث نشهد طوفاناً من الروايات القاتلة للأعمال الأدبية الأخرى، والتي تأخذ مطارحها على رفوف الكتب والإصدارات، حتى أصبح الحمل الثقافي ثقيلاً على الشباب في حضرة أعمال ثقافية عملاقة وضعها كتاب الجيل القديم.





تحول شامل

وأشار الكاتب الإماراتي إلى أن الوقت الراهن يشهد تحولاً شاملاً، حيث باتت تتوه الأسماء في زحام الواقع المعاصر، وتواجه أزمة وجود على أساس الضعف في اهتمام الناس بالناس من الناحية الثقافية، الأمر الذي عرض الأعمال الأدبية إلى التأجيل والتسويف والتمييز بين أصنافها، لحساب الجانب المالي والربحي في الطباعة والنشر.

وأكد الزعابي أن السوشيال ميديا فرضت نفسها على العمل الأدبي بين الشباب، وأخذت موقعها ضمن التحول الشامل في مكنون الرؤية الشابة لواقع المعاني في مسيرة الحياة، ليأخذهم في مفترق طرق، أحدهما يذهب إلى بستان الزهور المليئة بألوان المعرفة المحفوظة على منصات التكنولوجيا، وأخرى تاهت بهم في تجارب افتراضية حتمت عليهم واقعاً أقل شأناً من جمال الماضي.