الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«وتين مغترب».. دراما تسعى لتحويل شتات النفس إلى نجاح

«وتين مغترب».. دراما تسعى لتحويل شتات النفس إلى نجاح

يمكن وصف رواية «وتين مغترب»، للكاتبة فاطمة محمد (صهوة قلم)، بالدراما الاجتماعية التي تجيب عن عدد من الأسئلة، منها كيفية التغلب على الظروف التي تلم بالأفراد حتى وإن كانوا من أصحاب الهمم أو التشوّهات الجسدية، وتبحر داخل رحلة الاغتراب ومآسي الوصول لبلاد الغرب وثمنها، وتجيب عن ثمن قذف الآخرين بالحروف في لحظات الغضب.



حكاية إنسانية

تدور الرواية حول حكاية إنسانية تلونها الدراما الاجتماعية الرومانسية، والتي نسجت أحداثها من وحي الحياة وواقعها، والتي تفتش عن كيفية التعايش مع الظروف وتحويل شتات النفس إلى تعايش ونجاح، وتنتهي بأنه كما تدين تدان.

بين الأحداث

وعن عملها الأدبي الأخير «وتين مغترب»، قالت الكاتبة الشابة فاطمة محمد لـ«الرؤية»: خرجت إلى النور عام 2020، وتسرد أحداثها حكاية رحلة سعيد المُغترب من بلاد الفراعنة، وكيف عاش بعد وفاة والداه إثر حادثة اشتعال النيران بهما، لينجو بروحه ولكن بوجهٍ مشوّه، ويمضي في حكايته وهو يحيا في مزرعة تابعة لزوج خالته الوحيدة حامد، حيث يعمل سائساً في إسطبلاته.

وأضافت أن الرواية تتطرق إلى مرحلة صبا الشاب سعيد، ومحطات اختبار صبره في مجابهة أدوات الظلم والتعنت من زوج خالته وإحدى ابنتيه، لتقتصر نصرته فقط بوجود ابنة خالته الصغرى وحارس المزرعة ليكونا المعينين له على تحمل سياط الظلم الواقع عليه طوال فترة ترعرعه بالمكان، حتى أثارت حفيظته وثأر لكرامته بردع ظلم حامد عنه، لتبدأ بعدها رحلة اغترابه بهربه إلى إحدى الجزر اليونانية فيتعايش مع المهجرين هناك ويناصفهم قصص اغترابهم.

وتابعت: يكون السند الوحيد له في ميدان الغربة هو مُهرِّبه الشاب عمر وأهل بيته، ويحيا نبضة الحب الأولى بارتباطه بـالفتاة ملاك، الممرضة المغتربة بذات المكان، وكيف حولا خيالهما لواقع، حتى حانت طعنة الغدر الفاصلة التي أفنت روح رفيق دربه عمر لتتبعه ملاك، ولا يجد منفذاً من أن يكون الموكل الوحيد على أمانة رفيقه وهما زوجته سارة وابنهما أحمد، فتحمل تلك المسؤولية وفاءً لعهده برفيق دربه.

واستطردت: بعد مرور سنوات، ينضم بطل الرواية مع سارة زوجة رفيقه ليذهبا إلى أحمد في هايدلبرغ بألمانيا، والذي اتخذها الأخير محطة لإتمام دراسته في مجال الطب التجميلي، إلاّ أن تلك الرحلة تحوّلت إلى غصة لعودة الماضي أمام عينيه ليلاقي الأمرين لدرء كارثة التعرف عليه من جديد، حتى حانت لحظة النهاية على نهر النيكار.

تسلسل وتساؤلات

وراعت الكاتبة تسلسل الأحداث، والحفاظ على الحبكة الدرامية ليشعر القارئ بأنه يشاهد فيلماً سينمائياً، يعيش كل دقيقة به بين معاناة وأوجاع وآمال وأحلام أبطاله.

كما اعتمدت الكاتبة على الأحداث في الإجابة عن مجموعة من التساؤلات التي يطرحها القارئ للرواية ومنها ما هي الطعنة الفاصلة التي غيّرت مسار حياة سعيد؟ وما هو السر الخفي الذي عايشه طوال تلك السنين؟ وكيف تحوّلت رحلة البطل العابرة إلى ميدان حتفه بغمضة عين؟ لتفك كل إجابة لغزاً أساسياً بالرواية.

فكرة ورسالة

وحرصت الكاتبة الشابة فاطمة أن تقدم ملخصاً للقارئ على غلاف روايتها مختصرة به الرسالة والفكرة الأساسية التي تود توصيلها إليه والتي جاء بها «يقال إن لكلٍ منا نصيباً بهذا الزمان من الاسم الذي ولد عليه، وها أنا ذا أتناقل جسدي بشتّى الأسماء فلا أجد لها قبولاً على أرض الحياة، إن حكايتي معنونة لكل تلك القلوب المهجرة رغماً عنها في شتى بقاع الأرض، وكيف تناقلتها الأقاويل من بلاد الفراعنة حتى قِلاع هايدلبرغ».

وأضافت «تلك السطور تكون مرتعاً لأسراري وما جرى علي، ابتداءً من اغتيال كرامتي لأنجو بنفسي فاراً إلى أحضان الغربة، فأعتنق رجفة الحب الأولى على أراضيها، إلى أن أختتم بوحي وأنا مسير الروح على نهر النيكار، وأهديكم أحبتي وتين اغترابي، وهي باكورة ما حفظته في عروق قلبي طوال تلك السنين».

كادر1

فاطمة محمد في سطور

_ بكالوريوس نظم معلومات إدارية من جامعة الكويت.

_لها 5 أعمال أدبية وهي «على لسان مرآتي.. أروي حكايتي!»، «وراء كل عظيم.. مقبرة!»، «ضلعي الأعوج» و«من الحب ما خذل».

_ تمتلك خبرة واسعة في مجال التدريب.

*منها مدرب معتمد من المعهد الأمريكي لدراسة المحترفين.

*مدرب معتمد من معهد أفارويس إنسباير.

*اختصاصي في التشخيص النفسي عن طريق التوقيع من الأكاديمية الدولية لتحليل الخط جامعة السربون فرنسا.