الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عائشة السويدي: التمسك بمدرسة فنية يخنق المبدع.. وأستلهم لوحاتي من جمال الإمارات

خاضت المصممة والفنانة التشكيلية عائشة السويدي، مختلف مدارس الفنون التشكيلية من طبيعية إلى سريالية وتجريدية، فهي تؤمن بأن التمسك بمدرسة يخنق المبدع، بينما التنقل بين المدارس الفنية يمنح الفنان مساحة كبيرة من الحرية للتعبير عن الأفكار والذات والعالم، حتى يصبح الفنان يمتلك أسلوبه الخاص الذي يتميز به عن غيره من الفنانين.





روح المكان

وقعت ريشة السويدي في حب الطبيعة، فتأثرت بعناصر البيئة المحلية الإماراتية، حيث تستلهم من جمالياتها أعمالاً تجسد علاقتها الوجدانية بالمكان، لذلك جمعت في أعمالها بين عناصر الطبيعة المتحركة ورمزية الزخارف، ما جعل أعمالها مليئة بالحياة المستمدة من الطبيعة الرمزية والإشارية لما حولها، لتنتج عملاً تملؤه روح المكان.



وتشكل روح البيئة البحرية جملة سحرية من المؤثرات والأحاسيس التي تظهر بوضوح في أعمالها من خلال الألوان المتداخلة والمواد الأخرى، والتي وظفتها في مجموعتها «أمواج وإيقاعات»، لا سيما اللون الأزرق بتموجاته وتغيرات ألوانه من وقت لآخر، ومتغيراته الدلالية والنفسية، وكذلك إيقاعات الأمواج وهي تتداخل بألوانها الأخرى وتدرجاتها لتعكس رموزاً وإشارات تحكي عن بيئة وعلاقتها الوجدانية بالمكان والناس والظلال والذاكرة والأحلام.





مسيرة الفن

ومن جهة أخرى، بدأ اهتمام السويدي بالفن التشكيلي منذ الصغر، وشاركت في المسابقات الفنية المدرسية، فحازت على المركز الأول في مسابقة شنكار الدولية للفنون، كما شاركت في العديد من الدورات الفنية في سن مبكرة، ودرست الرسم وتصميم الجرافيك والتصوير الفوتوغرافي والخزف والأزياء وتصميم المجوهرات.



تخرجت السويدي من جامعة الإمارات، بتخصص علم النفس وعملت في وزارة الشؤون الاجتماعية وجمعية النهضة النسائية- دبي، إلا أنها واصلت مسيرتها في مجال الفن، والتحقت بجمعية الفنون التشكيلية بالشارقة، وتعمقت في معظم المدارس الفنية.



شاركت الفنانة الإماراتية في عدد من معارض ومهرجانات الفن التشكيلي داخل الإمارات، منها معرض (الإهداء) الاحتفالي بالتشكيلية الدكتورة نجاة مكي بالمجمع الثقافي في أبوظبي، ومعرض (اليوم الوطني 48) في عكاس للفنون البصرية بحي الفهيدي التاريخي.





كما تمثل أعمالها الفنية جزءاً من مجموعة اللوحات الدائمة في متحف المرأة بدبي. ولها مشاركات خارج الإمارات، منها العمل الجداري الفني التشكيلي في احتفالات مصر بمئوية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».



أول عمل

تستذكر السويدي أعمالها الفنية التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالروح الوطنية وجمال المعالم فيها، فكان عملها الفني الأول مكوناً من مجموعة من 12 طابعاً لمعالم مختلفة من الدولة، والذي حمل رسالة تظهر معالم جماليات الإصدار الأول لأول طابع بريد يحمل اسم دولة الإمارات.



ونالت المجموعة إعجاب المهتمين في مختلف أرجاء الدولة آنذاك؛ لأنها تناولت موضوعات مختلفة عبرت في مجملها عن فكرة واحدة فقط، وهي وحدة الإمارات السبع تحت علم واحد وشعار واحد وقيادة واحدة قوية متماسكة.



آثار إماراتية

ومن بين الأعمال المميزة التي قدمتها السويدي، مجموعة بعنوان «الآثار الإماراتية» وهو عمل يحمل رسالة حب وانتماء للوطن، حرصت فيه على إظهار جماليات معالم الكائنات الأثرية بتفاصيلها وعوالمها وألوانها المتواجدة في متاحف الدولة.

وتحمل كل لوحة في المجموعة قطعة أثرية موجودة في أحد متاحف الدولة والتي تشمل كلاً من: القلادة من متحف دبي، آثار من العصر البرونزي من متحف الهيلي في مدينة العين ومصب الحصان من متحف الشارقة، والجرة من متحف الفجيرة للآثار.



وقد اعتمدت في العمل على الجبس واستخدام الرمل والألوان وأوراق الذهب على شكل مربعات، والتي توحي بالنوافذ وما تحتويه كل قطعة أثرية بتفاصيلها الدقيقة الجميلة، مع وجود المربعات الخالية في إشارة لاستمرار التنقيبات واكتشاف المزيد من القطع الأثرية في مناطق الدولة، والتي ترى أنها تسرد حكايات للأجيال القادمة وتمنحهم فرصة لاستكشاف أبعاد أخرى للحياة.

وحول جديدها، أشارت السويدي إلى أنها تعمل على تصميم وتنفيذ مجوهرات خفيفة للاستخدام اليومي، وهي مستوحاة من نقوش ومشغولات ذهبية أبدعتها الحضارة الإماراتية قبل 4000 سنة، كما تستعد للمشاركة في معرض طوابع الإمارات قبل وبعد الاتحاد عبر 60 لوحة فنية.