الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

لوحات جيد ثاكر تطالع المتأمل وتبوح له بالأسرار

لوحات جيد ثاكر تطالع المتأمل وتبوح له بالأسرار

تفرض الرسامة جيد ثاكر رسوماتها وتجعلها مسيطرة على المشاهدين، بما تفيض به من حركة وطاقة، فضلاً عن أبعادها المتباينة.





رسومات تشعر المشاهد أنه يغوص في الفضاء عن غير قصد، ومن دون تردد. وتبدو شخصيات ثاكر وكأنها تنظر إلى المشاهد وتتفحصه، ولكن بسلاسة وطمأنينة تنقلها إليه على الفور، وكأن لديها الكثير من الأسرار والهمس لكي تبوح به للمشاهد.



حركت ثاكر المشهد الفني في نيويورك منذ أول معرض فردي لها بعنوان Embarrassment Safe Word أو كلمة آمنة محرجة، الذي عرض في جاليري بمانهاتن، وأدرك خبراء ومتذوقو الفن أن تلك الفنانة المتخرجة من كلية التصميم والفن بماساشوتس منذ 6 سنوات لديها الكثير لتقوله بفرشاتها وأفكارها وشخصياتها.



والحقيقة أن رسوماتها وشخصياتها باهتزازاتها وتناقضاتها المروعة والمذهلة للألوان والأشكال والتصاميم، تثير ردود أفعال مثيرة من المشاهد وتجعله يتساءل: كيف جعلتني أشعر بهذه الطريقة، وهل يمكن، من فضلك، أن يحدث ذلك مرة أخرى؟





تشير الفنانة إلى أن ثيمة الخوف بما ينجم عنها من شلل في التفكير، كانت هي المحرك الأساسي للوحاتها ومعرضها الأول، إضافة إلى تأثرنا الشديد بالسوشيال ميديا، وإدماننا للتليفون، وكما تقول «أنا هنا أتكلم عن نفسي بالأساس».



وتعرب ثاكر عن سعادتها بردود الأفعال المشجعة والإيجابية التي تلقتها بعد عرض لوحاتها، والتي كانت قد عرضتها على إنستغرام لتلفت نظر المسؤولين عن الجاليري ويخاطبونها لإقامة معرض لها، مشيرة إلى أن مبيعات لوحاتها مكنتها من استئجار استوديو خاص بها بدلاً من الرسم في شقتها التي اكتظت باللوحات والألوان.

وأوضحت الفنانة الأمريكية أن المعرض أثبت لها أنها تسير على الطريق الصحيح، وزاد من ثقتها بنفسها وتمكنها من أدواتها، وهو ما سيظهر في أعمالها المقبلة.





واعترفت أنها لم تأخذ الفن بالجدية المطلوبة بعد التخرج، ولكنها أيقنت بعد ذلك أن الرسم افضل وسيلة لقضاء الوقت في المنزل والتعبير عن الذات، و«الفضفضة» وإخراج المشاعر المكبوتة، والتحاور مع النفس والأعماق.





ويبدو من خلال لوحات ثاكر أنها تأثرت بالفنانين فرانسيس بيكون، بيلكيس أيون، إيجون شيل، وتوني موريسون، سيتفي وندر. الأكثر من ذلك أنها تعترف أن الأدب والموسيقى كان لهما تأثير عظيم على مشاريعها الفنية ورؤيتها للحياة، وخاصة أغنية Garvey’s Ghost أو شبح غارفي لماكس روك.

وتبدأ فكرة اللوحة عند الفنانة الأمريكية بتدوين ما تشعر به على الورق، أو يرد على ذهنها، حتى لوكان كلمة أو اثنتين، والاحتفاظ به للعودة إليه عند الحاجة.



ويأتي بعد ذلك التخيل البصري الذي ينطلق عشوائياً تلقائياً من دون قصد أو تعمد.

وعن العلاقة بين الرسم والخشب، تشير ثاكر إلى أن الخشب يتيح لها العمل على طبقات ما يخلق عمقاً للوحة.





وتؤكد أنها تحاول أن تبث الحركة في لوحاتها حتى لوكانت بورتريه، وكأنها تضخ فيها الحياة، منوهة بأنها تحاور شخصياتها في كثير من الأحيان، وتحب دائماً إثارة القلق والتوتر رغم الارتياح البادي أحياناً على الشخصيات المرسومة.