الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

رسائل سلام واستدامة واحتفاء بالتاريخ.. موضوعات تلهم فناني «آرت دبي»

رسائل سلام واستدامة واحتفاء بالتاريخ.. موضوعات تلهم فناني «آرت دبي»

يعود معرض «آرت دبي» ليعقد فعالياته كواحد من أول المعارض الفنية الكبرى في العالم بحضور شخصي في عام 2021 وبمشاركة 50 معرضاً رائداً في الفنون الحديثة والمعاصرة من 31 بلداً من مختلف أنحاء العالم.

ويحتاج الزائر لأكثر من زيارة للاستمتاع بالمعرض الواقع في مركز دبي المالي العالمي، والذي يوفر لزواره خدمة صف السيارات المجانية، الذين يتم استقبالهم بعد التسجيل المسبق عبر التطبيق الذكي لآرت دبي، وإن لم تتمكن من التسجيل المسبق، فيمكنك التسجيل عند بوابة الاستقبال التي اتخذت كافة الإجراءات الاحترازية بترك مسافة أمان واستعمال المعقمات.

تتوزع المعارض الخمسين المشاركة من 31 دولة في ثلاث قاعات، وفقاً لعامل المساحة الممنوح لكل معرض فني مشارك، الأمر الذي يظهر التنوع في الأعمال وموضوعاتها في كل قاعة.

وتتسم القاعة الكبرى B بأعمال منوعة لفنانين محليين وعرب وعالميين، بينما تركز القاعةC على فنانين من أفريقيا وتركيا وأوروبا، في حين تركز القاعة تركز على مشاركات فنانين من بلدان عربية كالسعودية ومصر.





تقنيات حديثة

يبدو توظيف التكنولوجيا الحديثة بالفنون واضحاً في «آرت دبي»، حيث يقدم معرض سلفاتوري فراغامو فرصة للزوار لمعايشة الأعمال الفنية المتعلقة بالأزياء والموضة من خلال التكنولوجيا المعاصرة.

ويمكن للزوار الاستمتاع بحل لغز سلفاتوري فراغامو على هواتفهم الذكية، والذي يعتمد على الذاكرة البصرية بشكل أساسي. إلى جانب تقديم معرض أمينة الحرمان فيديو فني تركيبي لرقصة الفيروزة من الفلكلور البحري الذي انتقل للإمارات من أفريقيا.





تاريخ وثورات

يقدم عدد من الأعمال الفنية المشاركة انعكاساً للحروب الأهلية والظروف التي مر بها العالم على مر التاريخ، حيث قدم غاليري كوستو لوحة مستوحاة من حرب العراق وإيران لفنان إيراني، وقدم الفنان جونزالو مابوندا من موزمبيق، خلال مشاركته مشروع عكا البندقية/ دبي، 6 أعمال فنية تركيبية مصنوعة من الأسلحة والخردة المعدنية المستعملة في الحروب الأهلية في القرن الماضي.

فيما قدم الفنان المصري معتز نصر المعروف بأعماله الفنية التي تستند على الكبريت، لوحة مستوحاة من ثورة 2011، بعنوان الخيانية، بينما قدم غاليري داستان المشارك من إيران لوحة للفنان ريزا داراكشاني، والتي استوحاها من مقبرة سيروس وهي أحد أهم معالم الحضارة الفارسية بالماضي.

أكد ستيفاني كوستو من غاليري كوستو بالسركال آفنيو بدبي أن «آرت دبي»، سينشط سوق الفن بلا شك، مشيراً إلى أن الغاليري حرص على استغلال المساحة الممنوحة له عبر تقديم فنانين من فرنسا وبريطانيا وإيران واليابان، حيث ركز الفنانون على المزج بين الفن المعاصر والحديث، فعلى سبيل المثال قدمت الفنانة الفرنسية فيرديي، وهي أول امرأة تقبل بمنحة دراسية بالصين منذ 30 سنة ماضية، لتعلم الخط الصيني، حيث نرى أثر هذه المنحة واضحاً بلوحتها التي مزجت فيها بين الشرق والغرب.حديقة للمنحوتات

ولفتت المدير الإقليمي لـ آرت دبي" هالة خياط بأن هنالك ما يزيد على 600 عمل فني من أعمال ورقية صغيرة، لمنحوتات كبيرة موزعة وأعمال تركيبية وتجسيمية، مشيرة إلى أن نسخة هذا العام شهدت استغلال المساحة العامة لمركز دبي المالي من خلال ابتكار حديقة للمنحوتات والأعمال الفنية التركيبية، والتي يصل عددها لـ 8 أعمال للفنانين مختلفين.

وأشارت خياط إلى أن مستجدات هذه الدورة تشمل برنامج الأفلام القصيرة، على اعتبار الفيديو جزءاً من الأعمال الفنية التركيبية بعيداً عن صناعة السينما، وهنالك أكثر من 20 عمل فيديو، وتتراوح مدة الأفلام من دقيقة إلى 40 دقيقة لفنانين من الغاليريهات المشاركة.

وقالت: «حرصنا على مواكبة احتفالات الدولة بعام الخمسين من خلال معرض للصور الأرشيفية الفوتوغرافية بالأبيض والأسود، والتي ترسخ تاريخ الإمارات على مدى 50 عاماً، بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة والأرشيف الوطني.»





معارض فردية

واعتنت بعض الغاليريهات الفنية بتقديم معارض فردية لبعض الفنانين احتفاءً بهم وبأعمالهم، حيث قدم غاليري أيام من الإمارات 3 أعمال فنية بالأبيض والأسود.

بينما قدم غاليري سلوى زيدان، الفنان حسين شريف، شقيق الفنان الراحل حسن شريف، والذي قدم أعمالاً متنوعة بين الفن التركيبي والتجريدي والكولاج وغيرها.

في حين قدمت الفنانة المصرية هدى توكل، المعروفة بتركيزها على مفهوم النسوية في أعمالها، عملين لصورة النخلة على اعتبارها رمزاً لكل من المؤنث والمذكر كذلك على حسب الموسم الذي يقطف به التمر.

فيما قدمت الفنانة عايشة سلطانة من بنجلادش 4 لوحات لمشاهد لحظية أثناء تأملها بالسماء على خلفية زرقاء داكنة والتي استلهمتها خلال فترة الإغلاق العام الماضي واستثمرتها لمعاودة العمل بألوان الزيت.اقتصاد بيئي



فيما يقدم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالشراكة مع معرض «آرت دبي» عمل الفنان السعودي والمعماري فهد بن نايف الفائز بجائزة «إثراء الفنون» في نسختها الثالثة، بعنوان «رخم» والذي يعنى «حضانة» بالعربيّة.

وقالت رئيسة قسم الإبداع والابتكار وضحى عبدالحميد النفجان لـ«الرؤية»: «يهدف العمل إلى الحفاظ على مبدأ الحاضنات الدافئة التي تمثل نموذجًا معماريًا حضريًا يشتمل على اقتصاد بيئي مصغّر».

وتابعت: يعكس اسم هذا العمل أهمية المحتوى؛ حيث يعمل على احتضان بنية تحتية خضراء بأمان وعناية بالغة. منوهة بحرص الفنان على وضع نباتات محلية إماراتية داخل الحاضنة لتتلاءم مع مشاركته بالإمارات وبيئتها، وبقاء باب الحضانة مغلقاً هو تعبير عن الحاجز الذي يفصل الإنسان عن عالم النبات.