السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

القوز.. واحة إبداعية لبدايات ملهمة ومستقبل مشرق

نجحت منطقة القوز خلال السنوات الماضية في أن تتحول من مجرد منطقة صناعية إلى القلب النابض للمشهد الإبداعي في دبي، وأسهمت بشكلٍ جليّ في إغناء المشهد الثقافي في الإمارة بباقاتٍ متنوّعةٍ من الإبداع والابتكار، مع احتضانها لصالات العرض الفنية العصرية، وأفضل المقاهي واستديوهات الأفلام والتصوير والموسيقى، وغيرها؛ مكوِّنةً هويّة متفرّدة خاصة بها، تمزج بين حداثة المدينة وعراقتها.

تحوّلت هذه المنطقة العريقة إلى واحة للثقافات والإبداع، ونقطة جذب للسياح والمستثمرين على حد سواء بفضل رؤى رواد أعمال مبتكرين استشرفوا المستقبل وأسسوا لتحقيقه، فكان شاهداً على قصص نجاح ملهمة سطّروها بأفكارهم الريادية التي انطلقوا لتحويلها إلى واقع ملموس، محققين بإصرارهم نجاحات لم تقتصر على تحقيق أحلامهم وحسب، بل تجاوزتها لتنعكس أيضاً على حاضر هذه المنطقة ومستقبلها. معلم فريد

يُعَدُّ مبنى (كورتيارد) بمنطقة القوز، في دبي الذي صممه المعماري داريوش زاندي، والذي افتتح عام 1998، معلماً فريداً من معالم المنطقة، مجسداً روعة العمارة العربية. وأصبح هذا المبنى خلال فترة قصيرة من الزمن يحتضن مجموعة من أبرز الغاليريهات والشركات المرتبطة بالفن في دبي، مثل غاليري (كورتيارد) وغاليري (توتال آرتس)، ومحلات للتحف الفنية الراقية، واستوديوهات تصوير فوتوغرافي، ومراكز للتصميم الفني.





بدايات

وحول هذه البدايات، يقول داريوش زاندي صاحب غاليري «توتال آرتس»: «عندما افتتحنا المبنى في مارس 1998 كان هدفنا تحويل المبنى إلى واحة للفن والثقافة. وقد حققنا حلمنا، وتمكنّا ليس فقط من جذب العاملين في هذا المجال، ولكن أيضاً من تعريف سكان دبي بشأن هذا الإبداع». مضيفاً: «أسسنا شيئاً مختلفاً عما كان موجوداً في المنطقة الصناعية. كانت مهمتنا واضحة جداً؛ وهي المضي قدماً بفكرة خلق مجتمع يمكن أن تزدهر فيه جميع جوانب الفن والإبداع وتنمو في الحي».





طموحات مشتركة

وعن السر وراء النجاح الذي حققه المشروع، قال زاندي: «أعتقد أن التركيز على هدفي وطموحي واحترامي لأفراد المجتمع الإبداعي الذين شاركوني تلك الطموحات، أدى إلى بذل جهود مستمرة وعمل شاق للتأسيس والنجاح في الحي. كبرت طموحاتنا وازدهرت مع نمو المدينة، وبشكل من الأشكال أصبحنا نقود الاتجاه الإبداعي للفنون والمبدعين، ونشرنا الوعي بين المهتمين والجماهير في آن معاً».





جهود دؤوبة

وأشار زاندي إلى أن النمو والازدهار المستمرين للأعمال الإبداعية في المنطقة، والتطوير المتواصل الذي حرص عليه رواد الأعمال في المنطقة الذين شملت أعمالهم شتى مجالات الإبداع من تصوير فوتوغرافي، وفن تشكيلي، وأعمال تركيبية، وموسيقى، ومسرح وغيرها، أثمر الآن في اتخاذ قرار تطوير «منطقة القوز الإبداعية».

وأضاف: «أعتقد أنه في السنوات الخمس المقبلة سنشهد نمواً متسارعاً يضاهي النمو الذي شهدته المنطقة على مدار الـ 25 سنة الماضية، بل أعتقد أننا سنرى اقتصاداً إبداعياً أغنى وأكثر تكاملاً مما سبق وشهدناه في دبي حتى الآن، بفضل المنطقة الإبداعية التي سترتقي بالصناعة الإبداعية إلى مستويات أكثر تقدماً وابتكاراً وازدهاراً. برأيي أن الاستثمار والتأسيس في هذه المنطقة الآن له ميزاته الخاصة، كونها قد حققت تقدماً في هذا الاتجاه وأصبحت وجهة راسخة للمشاريع الإبداعية».



فوائد شاملة

ونوه زاندي إلى أن استراتيجية الاقتصاد الإبداعي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مؤخراً ستنعكس فوائدها على الجميع، قائلاً: «إن ثمرات استراتيجية الاقتصاد الإبداعي لن أقطفها أنا وحدي، بل جميع أصحاب المصلحة في المجتمع الإبداعي والحي، وحتى أصحاب المصلحة في حقول العمل الأخرى في المنطقة. سيعم الازدهار على الجميع، وهذا من شأنه أن ينعكس على المدينة برُمَّتها، بل وعلى مستوى المنطقة ككل».





إكسبو 2020.. عامل رافد

وأكد زاندي أن انخراط الهيئات الحكومية في هذا المشروع الآن، سوف يوفر منظومة متكاملة تحقق الآمال والطموحات التي طالما سعى إليها أفراد المجتمع الإبداعي في القوز، مضيفاً أن «إكسبو 2020» سيساعد في تعزيز مكانة القوز كمنطقة إبداعية، فقد أصبحت المنطقة وجهة للكثير من أصحاب المصلحة في إكسبو 2020 لإقامة ورش عمل، واستخدام مرافق المنطقة في استعداداتهم الخاصة بالأنشطة التي سيشاركون بها في المعرض. وقال: «أعتقد أنه سيكون لدينا عدد أكبر من الزوار والمستخدمين، قبل وأثناء، وحتى بعد إكسبو 2020. وأتطلع إلى برنامج ناجح لمنطقة القوز الإبداعية، وآمل أن نتمكن جميعاً من المساهمة في إنجاح إكسبو أيضاً».