الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

«أبوظبي للكتاب» في يومه الأول يؤكد أهمية الإبداع في زمن الجائحة ويستعرض تحديات القرصنة



يشكل معرض أبوظبي الدولي للكتاب نقطة تلاقي جميع التجارب والإبداعات الثقافية من جميع أصقاع الأرض، حيث يقدم دعوة عامة للفرح والسعادة والتقاء للعقول والأفكار التي ستنثر أريج علمها ومعرفتها في كل اتجاه، حيث يعتبر المعرض، جسراً لتلاقي الحضارات الإنسانية والتجارب المعرفية على أرض دولة الإمارات وذلك تجسيداً للتنوع والثراء الثقافي الذي يتميز به مجتمعها المحلي.

وتحتفي الدورة الثلاثون من المعرض، الذي انطلق صباح اليوم «الأحد» تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بدور النشر المحلية والعالمية وبالكتاب والأدباء والملهمين وبالمهتمين بالثقافة والأدب والفنون الإبداعية من مختلف الفئات العمرية.

ويستمر المعرض واقعياً وافتراضياً إلى السبت المقبل، فيما سلط المتحدثون في الندوات الافتراضية والواقعية التي عقدت في اليوم الأول من المعرض على طرق وأهمية الإبداع في زمن الجائحة التي أصابت العالم، فضلاً عن تسليط الضوء على تحديات القرصنة والنشر في العالم العربي وسبل احترام صناعة النشر وحقوق.



النقد الافتراضي

وتناولت الجلسات الثقافية والمهنية ظاهرة النقد الافتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي وضوابط النقد الافتراضي التي تجعل منه نقداً حقيقياً، ودور المؤسسات الثقافية في ضبط مشهد النقد الافتراضي والتحكّم فيه.

وسلطت إحدى الندوات الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في المجتمع، إذ تناولت قضية المرأة وحقوقها عبر موقف الثقافة العربية من المرأة، والخطاب الديني، والدولة ومؤسساتها، ورؤية المجتمع لها، وصورتها في الفكر والأدب، وفي وسائل الإعلام.

بينما ركزت إحدى الندوات على دور روايات الخيال العلمي والفانتازيا في التخلص من رتابة الحياة اليومية إلى التشويق والمفاجآت في عوالم مختلفة عن الواقع الحالي.





تكريم الفائزين

ويشهد المعرض في يومه الثاني عدداً من الأنشطة والبرامج والندوات، منها انعقاد مؤتمر دولي حول حقوق النشر والقرصنة والصادرات الموازية، حيث تُلقي سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة اتحاد الناشرين الدوليين، كلمة رئيسية عن القضايا الكبرى التي تواجه صناعة النشر في القرن الحادي والعشرين. ويشارك رتشارد تشاركين، وهو تنفيذي في قطاع النشر البريطاني ذو شهرة عالمية، مجموعة من كبار التنفيذيين في القطاع لمناقشة التحدّي الذي تمثّله هذه القضية الكبرى.

وتأتي إحدى الجلسات تحت عنوان «الأوبئة والجوائح: التأثير في الحضارات»، وتتضمن فعاليات اليوم الثاني ورشة بعنوان «أساسيات الكتابة الإبداعية» تسهم في التعريف بالمذاهب الأدبية وخصائصها، والأشكال التعبيرية الإبداعية، ودراسة المحسّنات اللفظية والبيانية والبديعية لتمكين المشاركين من إنتاج النص الأدبي والكتابة الأدبية.

وفي المساء، سيبث مباشرةً احتفال تكريم الفائزين في جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الأخيرة «جائزة الأدب والثقافة العربية الرائدة في العالم»، كما ستعقد ندوة بعنوان «الرواية التاريخية» وأهميتها، إضافة إلى جلسة بعنوان «فنّ الترجمة: كلماتي أنا، وصوتك أنت» والتي تتطرق إلى كيفية إعادة إنتاج كتابات شخص آخر بلغة مختلفة بكل أمانة ودقة.





إعفاء من الرسوم

أعفت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي 2021 جميع دور النشر المشاركة في الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب من دفع رسوم الأجنحة، وذلك في إطار جهود دعم قطاع النشر، علمًا أن النسخة الحالية من المعرض تشهد مشاركة أكثر من 800 عارض بعضهم على أرض المعرض والآخرين افتراضيًا وذلك من 46 دولة حول العالم.

وستشهد الدورة الثلاثين من المعرض إطلاق أول منصة افتراضية للناشرين لتبادل حقوق النشر على مستوى المنطقة العربية، وذلك لدعم قطاع النشر.

وسيتم الإعلان خلال المعرض عن تقديم 300 منحة موزعة على الكتب الورقية والرقمية والصوتية كجزء من برنامج "أضواء على حقوق النشر".

ويشارك 260 ضيفاً ومتحدثاً واقعياً وافتراضياً في 104 جلسات واقعية وافتراضية تقدم بالشراكة مع أكثر من 20 جهة ومؤسسة ثقافية محلية ودولية.

ويستقبل المعرض زواره من 9 صباحاً- 10 ليلاً من الأحد إلى السبت، ومن 4 عصراً- الساعة 10 ليلاً يوم الجمعة.



تجارب إبداعية

استعرضت 3 فنانات تجاربهن الإبداعية أثناء العزلة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، وذلك ضمن الندوة الثقافية الأولى للمعرض.

وأجابت الندوة التي جاءت تحت عنوان «من العزلة إلى الإلهام» عن تساؤلات عديدة من بينها «كيف نستعيد روح الإبداع في عالم لم تعد فيه طبيعتنا السوية سوى ذاكرة بعيدة؟»، «هل فترت حواسنا في عالم صغّرته الجائحة؟» أو «هل يمكن أن يحفزنا الوقت الذي يتسم بالهدوء والعزلة لبلوغ آفاق جديدة؟.

ديوان ووثائقي

وقالت الشاعرة والفنّانة والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم: «إن ظروف الجائحة ألهمتنا نحو تحويل الجلسات الأدبية والفنية إلى افتراضية بالاعتماد على التكنولوجيا بدلاً من الحضور إلى المسارح أو مواقع الحدث، وعلى المستوى العملي، فلم يتغير نشاطي كثيراً، ولكن قبل الجائحة، تعرضت لظروف صحية ولم أتحرك من المنزل لمدة 6 أشهر، لذا كنت مستعدة إلى (عزل) آخر، إذ تعلمت أن أتأقلم مع أي ظرف مكاني أو زماني أو صحي وأي إعاقات يمكن أن تصيبني فجأة».

وأشارت إلى أن الفترة المقبلة ستشهد طرحها كتاباً أو ديواناً شعرياً جديداً بعنوان «يغزل الهواء والمطر»، وفيلم وثائقي جديد حول الفنان الإماراتي عبدالله السعدي من رواد الفن التشكيلي الإماراتي، بالإضافة إلى فيلم سينمائي يدور حول الباحثين عن النحل والعسل في الإمارات.





موسيقى الشعوب

وتحدثت المغنية عبير نعمة عن تجربتها أثناء العزلة التي فرضتها الجائحة، إذ قالت: «تعلمنا أن نتطرق للموضوعات التي تهم الجمهور والمجتمع والبحث عن مادة موسيقية جديدة تمنحنا الأمل في ظل الظروف الحالية، وخاصة أن أفراد المجتمعات يعتمدون على الفنون لتنتشلهم من الحالة التي يمر بها العالم أجمع».

وتحدثت عن مشروعها «موسيقى الشعوب»، مشيرة إلى أنها تعمل على أغنية جديدة مع مروان خوري لفتت إلى أنها ستنشر مع فيديو كليب الشهر المقبل.





انتهاك حقوق النشر

كشف رئيس اتحاد الناشرين العرب، والرئيس التنفيذي للدار المصرية اللبنانية، محمد رشاد، في ندوة ثقافية عقدت اليوم «الأحد» ضمن فعاليات المعرض عن رصد «الاتحاد» أكثر من 150 موقعاً تنتهك حقوق النشر عربياً.

وأكد رشاد في الجلسة التي جاءت تحت عنوان «النشر في العالم العربي: تسليط الضوء على احترام صناعة النشر» أنه ستتم مقاضاة منتهكي حقوق النشر لمنعهم من الاستمرار في عملية القرصنة الرقمية، لافتاً إلى أنه (الاتحاد) أبلغ إدارة «غوغل» لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من «القرصنة».