الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

أدباء: كُتاب أطفال يتجاهلون متعة القراءة لصالح الجانب التربوي

أحمد الشناوي

توافقت آراء كُتاب وأدباء التقتهم «الرؤية» على هامش مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته الـ12، على ضرورة تطوير محتوى الكتابة للطفل، معترفين بأن هناك إشكالية كبيرة في هذا الأمر، مشددين على أن على كاتب الأطفال أن يستوعب متغيرات الحاضر، ويمتلك القدرة على استشراف آفاق المستقبل، منوهين بأن افتقاد كُتاب الطفل لروح الخيال والرؤية الفنية، تنتج عنه أعمال لا تخاطب عقلية الطفل بشكل علمي سليم.

ولفتوا إلى أن عدداً كبيراً من الكتب الموجهة للطفل يركز على الجانب التربوي، متجاهلة عامل المتعة في القراءة، منوهين بأن التعليم سيكون تحصيل حاصل بعد حدوث متعة القراءة، لافتين إلى أن الكتابة للأطفال تحتاج إلى كاتب دقيق مرهف الحس، يستوعب أساليب توظيف اللغة، ويطبق قواعد علم النفس في كتاباته، ليقدم مادة راقية تستطيع أن تجذب الطفل، مشيرين إلى أن خطورة الكتابة للطفل تكمن في أنها تخاطب أشخاص في مرحلة التأسيس، فكتاب الطفل يعتبر نواة الثقافة الأولى.



مراجعة الشخصيات

يعتقد الكاتب السعودي فرج الظفيري، أن هناك حاجة ماسة لتطوير محتوى كتب الطفل، مشيراً إلى أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال معرفة ما يحتاجه الطفل نفسه، حتى يتمكن الكاتب من تقديم مادة تواكب ما يتطلع إليه الطفل، منوهاً بضرورة أن تكون المادة جاذبة تدفعه إلى التفاعل مع الكتاب بشكل إيجابي.

وأكد على ضرورة خضوع الشخصيات والمادة التي تقدم للطفل سواء المقروءة أو المرئية للمراجعة بما يتناسب مع سن الطفل، وبما يجعله يُقبل عليها، خصوصاً في عصر التكنولوجيا.





منافسة التكنولوجيا

ترى الكاتبة الأردنية فداء الزمر، أن تطوير محتوى الطفل، يكون بالسعي إلى الوصول لكتاب ينافس عالم التكنولوجيا، بعد أن أصبحت الألعاب الرقمية محط اهتمام الطفل الأول، لافتة إلى أن هناك مواصفات لمن يكتب للطفل منها قدرته على استشراف المستقبل وامتلاكه خيالاً واسعاً، كما يمتلك حساً مرهفاً.

وأشارت إلى أن كُتاب الطفل، يواجهون تحدياً كبيراً في إيجاد مادة ملهمة تستطيع أن تجذب الطفل من أضواء التكنولوجيا، وفي الوقت نفسه تراعي قواعد إبداعية خاصة بأسلوب الكتابة واللغة المستخدمة والأسلوب الإخراجي والألوان المستخدمة، حتى يستطيع الكاتب أن يوصل أفكاره إلى الأطفال، بسهولة ويسر.





الاستماع للطفل

وصفت المخرجة اللبنانية سارة مزهر، روشتة سريعة لحل إشكالية الكتابة للأطفال متمثلة في الكتابة بمنظور الطفل لا برؤية الكبار، مؤكدة أن تقديم المحتوى بمنظور الكبار، لا يجذب اهتمام الطفل.

ودعت مزهر، كتاب أدب الأطفال إلى الجلوس مع البراعم لمعرفة طريقة تفكيرهم، لأن أطفال هذا العصر، مختلفون تماماً عن نظرائهم في العصور السابقة؛ نتيجة الطفرة التكنولوجية الكبيرة التي يعايشونها، لذلك لا بد أن يراعي كتاب الطفل هذا الجانب.





صناعة المرح

دعا العراقي الدكتور حسين علي هارف، كُتاب أدب الطفل إلى تركيز جهودهم على صناعة المرح والإبداع فيما ينتجونه للطفل العربي، مشيراً إلى أنه يفضل تقديم الإمتاع عن التعليم، فالتعليم برأيه سيكون تحصيل حاصل بعد أن يتحقق الإبداع، فالمهم أن يستمتع الطفل وهو يقرأ الكتاب، أو القصيدة أو غيرهما.

وأشار إلى أن عدداً من الكتاب يركزون أكثر على الجانب التربوي متجاهلين المتعة في القراءة، لافتاً إلى أن الطفل لا يأتي للكتاب كي يتلقى النصيحة، لكنه يريد الاستمتاع والمرح.





شخصيات إيجابية

أكد الكاتب المصري الطيب أديب أنَّ الطفل بطبيعته يحب المغامرة والشجاعة واكتشاف الأشياء، لذلك من الضروري أن يتم إشباع هذا الجانب لديه عبر القصص، مبيناً أن عدم وجود الصورة المناسبة في كتب الأطفال كفيل بأن يضعفها، داعياً إلى عدم إغراق قصص الأطفال بالشخصيات السلبية لأنها تنفر الطفل، كونه يميل عادة إلى الشخصيات الإيجابية ويتعاطف معها.

ونوه بأن الصور والشخصيات تلعب دوراً في تقوية مدارك الأطفال، حيث تمنحانه حساسية تجاه الألوان، لهذا تعد القصة وسيلة تربوية وتعليمية يزداد تأثيرها إذا تم تحويلها إلى مسلسلات وأفلام.

وشدد أديب على ضرورة مراجعة الكاتب شخصيات القصة وبنائها قبل عملية النشر، لافتاً إلى أن بعض الشخصيات تحتاج إلى تأنٍّ في عملية بنائها، وذلك حتى تكون مقنعة للطفل.

وأوضح أن لكل كاتب طريقته في بناء الشخصيات والكتابة القصصية، ولكن يتوجب عليه العمل كثيراً على هذه الشخصيات ومراجعتها وتطويرها، خاصة عندما تكون مستوحاة من عالم الحيوانات.