السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

«الشارقة القرائي للطفل 12» يودّع 80 ألف زائر

بعد أن تعرّفوا على أبرز العلماء وأهم الشخصيات الأدبية والثقافية، واطلعوا على أحدث الجهود في صناعة الآلات والتطبيقات الذكية، وعاشوا لحظات لا تنسى من مسرحيات وأعمال فنية قدّمها نجوم من الوطن العربي والعالم، ودّع الصغار وعائلاتهم مساء أمس السبت، فعاليات الدورة الـ12 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي نظّمتها هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار لخيالك.

قصة تروى ولا تنتهي

وما بين إبداعات الفنون، وجماليات الطرح الأدبي، عاش أكثر من 80 ألف زائر، لحظات استثنائية مزجت بين فعاليات الثقافة، والفن، والعروض المسرحية، حيث استمتع الجمهور بـ537 فعالية قدّمها 32 ضيفاً من 15 دولة عربية وأجنبية، أبدعوا في الطرح، وأغنوا تجربة الأطفال بالكثير من الخبرات والتجارب العلمية والعملية.

تنوّع وجماليات

وعلى امتداد 11 يوماً تحوّل المهرجان إلى مكتبة ضخمة قدّمت لزوّارها إصدارات 172 من 15 دولة عربية، وأجنبية تصدّرت دولة الإمارات والمملكة المتحدة ولبنان قائمة المشاركين، كما فتح أمام الزوّار مساحة فنية رحبة من خلال الدورة التاسعة من «معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل» الذي شارك فيه 395 مبدعاً من 50 دولة، منهم 106 مبدعين من 15 دولة عربية، و289 فناناً من 35 دولة أجنبية، ليتعرفوا على أجمل اللوحات التي شكّلت لغة بصرية استثنائية تخاطب القرّاء الصغار.

مسرح كبير للجمال

وتجاوز المهرجان دوره في دعم صناعة الكتاب وأدب الطفل، حيث فتح أبواب المسرح أمام زوّاره ليقدّم لهم عروضاً متميزة نفذت جميع تذاكرها خلال الأيام الأولى من الإعلان عنها، منها عرض «كتاب الأحلام» الذي يعدّ أول عمل مسرحي أشرفت على إنتاجه هيئة الشارقة للكتاب، وشارك فيه كلٌ من وديمة أحمد، وهبة الدري، وأحمد بن حسين، وبدر الشعيبي، وآخرون، كما استضاف نخبة من الأعمال المسرحية أبدع فيها نخبة من النجوم، إلى جانب مجموعة من الأعمال المسرحية التي حظيت باهتمام كبير من قبل الزوار.

فعاليات ثرية في الشارقة ومدنها وأبوظبي ودبي والفجيرة ورأس الخيمة

وللمرّة الأولى في تاريخه لم يكتفِ المهرجان في أن يقدّم فعالياته وأنشطته في مركز إكسبو الشارقة وحسب، بل التقى أهل مدينة دبا الحصن وكلباء نخبة من الكتّاب والمبدعين، فيما استضافت أبوظبي عدداً من الفعاليات الثقافية في ياس مول، واستقبلت مكتبة الصفا في دبي جلسات ثقافية حشدت حولها فنانين ورسامين ونقاد، ووصل فعاليات الحدث إلى كلّ من الفجيرة ورأس الخيمة التي فتحت أبواب مؤسساتها الثقافية أمام مبدعي الوطن العربي والعالم.

وعن ختام المهرجان، قال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «شكّل الحدث وعلى امتداد 11 يوماً منصّة للمعرفة، بوابة للأطفال ليستكشفوا من خلالها مواهبهم وقدراتهم، فهذا المهرجان واحد من الفعاليات التي تستكمل خارطة الأحداث الثقافية التي تقام على أرض الإمارة، ويدعم مختلف الجهود التي تقدمها المؤسسات والجهات الحريصة على دعم ورعاية الطفل وتعزيز قدراته وخبراته، كما أنه فرصة استثنائية خاصة في ظلّ هذه الظروف لالتقاء الأطفال بأقرانهم، وإعادتهم إلى التفاعل مع الكتاب وصنّاعه عن قرب، من خلال توفير فضاء للعب واكتساب الخبرات في مختلف المجالات».

وتابع رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «يترجم تنظيم الحدث رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويجسد توجيهات قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في الاستثمار بالأجيال الجديدة والارتقاء بطاقاتها ومواهبها لتكون قادرة على مواكبة مسيرة النهضة المجتمعية، وتحقيق تطلعات بلادها».

من جانبها، قالت خولة المجيني المنسقة العامة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل: «لمسنا نجاح المهرجان هذا العام بوجوه الأطفال وهم يتعلمون معارف وعلوماً جديدة، وكنا سعداء ونحن نرى فرحهم وهم يلعبون ويستكشفون مواهبهم الفنية والإبداعية، وهذا في الجوهر ما يعبر عن رسالة المهرجان ويجسد أهدافه، إذ كنا حريصين في كل فعالية وكل ضيف استضفناه أن نستهدف جانباً من شخصية ووعي وثقافة الأجيال الجديدة، فحملت الدورة الـ12 من المهرجان فعاليات في التكنولوجيا وصناعة الروبوتات وورش في الرسم، والطهي، والكتابة، والمسرح، وغيرها من الفعاليات».

وأضافت: «ننظر في ختام كل دورة إلى ما أضافته إلى مسيرة المهرجان ككل، وهذا العام نستطيع القول: إننا اختبرنا تجربة التوسع والذهاب بفعاليات المهرجان إلى الجمهور في مختلف مدن الإمارة وعدد من إمارات الدولة، وإننا تجاوزنا المتغيرات التي فرضتها جائحة كورونا، بالاستفادة من الخيارات التقنية المعاصرة والتواصل (عن بعد) إلى جانب حزمة الإجراءات التي اتخذناها للوقاية من الفايروس وحماية الزوار، ونتطلع أن تكون هذه الدورة نموذجاً للدورات المقبلة، نؤكد فيها أن الحراك الثقافي متواصل ورعاية مواهب الأجيال الجديدة ضرورية وممكنة في مختلف الظروف».

فعاليات طهي.. وقصص مصوّرة

وعلى امتداد الحدث، تذوّق الزوّار أشهى الأطباق التي أبدع في تقديمها 4 من أشهر الطهاة العرب على امتداد 20 فعالية طبخ متخصصة، كما أتاح الحدث فرصة لعشاق القصص المصورة (الكوميكس) للاستفادة من 110 ورش قدّمها متخصصون وخبراء من مختلف دول العالم، إلى جانب 22 عرضاً ترفيهياً فنياً شارك فيه مبدعون من إيطاليا وبولندا.

إجراءات احترازية

وقدم المهرجان نموذجاً مميزاً في تنظيم فعاليات دولية وجماهيرية مع مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من فيروس كورونا، حيث كانت تبدأ يومياً وطوال أيام المهرجان عمليات تعقيم تتولاها فرقٌ متخصصة تمتلك أحدث الأجهزة التي تعمل بتقنيات متطورة وبالأشعة فوق البنفسجية لتعقّم كافة أرجاء المهرجان، ليكون الحدث بيئة ملائمة لزوّاره، في الوقت ذاته تم توفير ماسحات حرارية ومعقمات، إضافة إلى سياسات التشديد على ضرورة الالتزام بارتداء الأقنعة وتطبيق سياسات التباعد الجسدي.

وضمت قائمة رعاة المهرجان كلاً من مؤسسة الإمارات للاتصالات، الراعي الرسمي، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، الشريك الإعلامي الرسمي، ومركز إكسبو الشارقة، الشريك الاستراتيجي.

ويعتبر مهرجان الشارقة القرائي للطفل واحداً من أهم الفعاليات الثقافية والمعرفية الموجهة للأطفال واليافعين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وقد تجاوز دوره من كونه معرضاً للكتاب إلى حدث متكامل، يسهم في إغناء معارف الزوار بالعلوم والآداب النافعة، بمشاركة نخبة من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بالأطفال.