السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ابنة صحفي وحفيدة روائي.. دي كار أول امرأة ترأس اللوفر منذ 1793

بعد أسابيع من المداولات، قرر إيمانويل ماكرون ووزارة الثقافة الفرنسية أن تكون لورانس دي كار رئيسة لمتحف اللوفر العالمي في سابقة لم تحدث من قبل منذ افتتاح المتحف الشهير في عام 1793.

اختيار لورانس (54 عاماً) لم يأتِ اعتباطاً أو بالصدفة، بل كان ثمرة نجاحها في إدارة متحفَي دورسيه و«أورانجيري» إلى جانب تخصصها في الرسم في القرن التاسع عشر، وجهودها في تطوير متحف لوفر أبوظبي.

إضافة إلى ذلك، قدمت لورانس مشروعاً طموحاً لتحديث وتطوير متحف اللوفر، وجذب الشباب الفرنسي لزيارته، وإنشاء قسم جديد لآثار ولوحات وفنون الحقبة البيزنطية ومسيحيي الشرق.

وذكرت مجلة «نمرو» الفرنسية المتخصصة أن دي كار ستخلف جان لوك مارتينيز، الذي ظل يدير المؤسسة «اللوفر» طوال السنوات الثماني الماضية.



وسيكون من أولى مهام دي كار، استعادة شعبية المتحف بعد أن تسببت جائحة كورونا في تقلص أعداد الزوار بشكل مذهل، بعد أن بلغ 10 ملايين زائر عام 2019.

من جانبها، أعلنت الرئيسة الجديدة للوفر والتي تتولى منصبها في 1 سبتمبر المقبل أنها ستسعى لكي يكون المتحف «صدى للمجتمع» وتحديث وسائل العرض مع الحفاظ على جوهره وروحه.

ومنذ عدة أشهر، كان السؤال الذي يشغل المهتمين بعالم الفن هو من سيقود الآن أكبر وأشهر المتاحف وأكثرها زيارة في العالم؟

ورغم توقعات البعض أن يمدد للرئيس جان لوك مارتينيز لمدة ولاية ثالثة، فإن الأمر استقر أخيراً على دي كار لتصبح رسمياً على رأس المسسة الباريسية الأشهر في العالم.

والحقيقة أن لورانس دي كار منغمسة في عالم الثقافة منذ نشأتها، إذ إن أباها صحفي وجدها أديب روائي.

الأكثر من ذلك أنها درست في جامعة السوربون، وعملت في اللوفر ثم مدرسة التراث الوطني، وشغلت منصب قيّمة فنية لمتحف أورساين في عام 1994 وهو المنصب الذي شغلته لمدة 13 عاماً قبل أن تصبح المدير العلمي لوكالة متاحف فرنسا، حيث ساهمت في تطوير مشروع اللوفر أبوظبي.

وتخصصت دي كار في تاريخ واتجاهات الرسم في القرن التاسع عشر، وفي عام 2014 تولت رئاسة متحف أورانجيري، وبعدها بثلاث سنوات ترأست متحف أورسيه، حيث خدمت 4 سنوات قبل أن تنتقل إلى منصبها الجديد.



وبمبادرة من المعارض المكرسة لجوستاف كوربيه، وجان ليون جيروم، أو حتى الرسامين الأمريكيين في ثلاثينيات القرن الماضي، تمكنت دي كار من تسليط الضوء على الأعمال التي كانت في بعض الأحيان مشهورة جداً ثم أصبح من النادر الاحتفاء بها وإعادة قراءتها.

وحظيت دي كار بتقدير كبير في الأوساط الفنية الفرنسية والعالمية بتنظيمها معرضاً فنياً مخصصاً للنموذج الأسود في الفن الغربي في متحف أورسيه، في عام 2019.

وبعد ظهر يوم الاثنين 24 مايو، تلقت لورانس دي كار اتصالاً حاسماً من وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشيلوت لإبلاغها بتعيينها على رأس أكبر متحف في العالم.



وفي برنامجها المقدم إلى رئيس الدولة وأعضاء الحكومة، كان من الواضح أن هؤلاء انبهروا برؤيتها الفريدة للقضايا الثقافية والفنية المعاصرة وتطوير متحف اللوفر الذي وصفته بأنه «غرفة صدى للمجتمع» و«بيت جميع الفنون والفنانين».

وترغب لورانس دي كار في جذب المزيد من الشباب الفرنسي بصفة خاصة لزيارة المتحف، خاصة أن 70% من زواره الحاليين من الأجانب.