الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

لم يتحدد موعد افتتاحه بعد.. الانتهاء من 100% من إنشاءات المتحف المصري الكبير

يتطلع العالم كله للحدث السياحي والأثري الأعظم في مصر خلال المرحلة القادمة وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يقع على بُعد أميال قليلة غرب القاهرة بالقرب من أهرامات الجيزة، ومن المُنتظر أن يستوعب 5 ملايين زائر سنوياً، ويضم أكثر من 5300 قطعة أثرية تعود للملك توت عنخ آمون أو «الملك الذهبي» ،و 100,000 قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية.

الرؤية تواصلت مع اللواء عاطف مفتاح المُشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير للوقوف على آخر اللمسات النهائية التي يشهدها العمل داخل بيت الملك الذهبي، ولفت مُفتاح في تصريح خاص للرؤية إلى أن الدولة المصرية تعمل حالياً على تخصيص عربة مترو خاصة تحت اسم «عربة المتاحف» هدفها فقط إيصال المواطنين إلى المتاحف المصرية ولا تتوقف سوى في أماكن تواجدها سواء إلى المتحف الكبير في ميدان الرماية غرب القاهرة، أو إلى المتحف المصري بالتحرير، أو إلى ميدان الحضارة، وتمثل تلك العربة وسيلة ربط بين المتاحف المصرية، وأن جميعها تربط الحضارة المصرية ولن ينتهي دور إحداها دون الأخرى، ولكي يلمس المواطن المصري الطفرة الحقيقية التي حدثت في مجال السياحة والآثار في عهد الرئيس السيسي، وتوفير ميزانيات خاصة لدعم الآثار، فمثلاً ولمشروع واحد وهو المتحف المصري الكبير تم ضخ 13.6 مليار جنيه في 4 سنوات.





وعن افتتاح المتحف، صرح اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير بأنه حتى الآن لم يتم تحديد موعد نهائي له، حيث لن يكون ذلك سوى بعد التأكد من تخطي العالم لجائحة «كورونا»، حيث سيُدعى إلى الحفل عدد كبير من أصدقاء مصر من ملوك ورؤساء الدول، وحفاظاً على سلامتهم لم نقرر بعد موعد الافتتاح حتى الاطمئنان على الوضع الصحي في العالم كله في ظل جائحة أثرت عليه.



وعن حفل الافتتاح يقول «يجري العمل عليه منذ عامين تقريباً ويُشرف عليه الرئيس السيسي بنفسه ويُعطي الرئيس توجيهاته بأن يكون بلمسة مصرية 100% وبعون الله سيبهر العالم كما حدث بحفل نقل المومياوات من المتحف المصري بالتحرير لمتحف الحضارة مطلع العام الجاري».



إنشاءات



ويقول المُشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير في بداية حديثه مع الرؤية إن تحولاً كبيراً حدث في الإنشاءات داخل المتحف الكبير بداية من 2016 بعد توقف في المشروع قبل ذلك بسبب الظروف السياسية التي كانت تمر بها مصر، وبتدخل مباشر من الرئيس السيسي حدثت الطفرة النوعية في المشروع وتحققت قفزات كبيرة لإتمامه، وتم إنجاز المبنى من حيث الإنشاءات بنسبة 100% أما التشطيبات النهائية فانتهت بنسبة 98%، والمبنى في حكم الاكتمال.



ويشرح مفتاح مشتملات المتحف والتي تبدأ من ميدان المسلة المُعلقة التي تقع على 28 ألف متر مربع، كأول مسلة مُعلقة في العالم كله، وبعدها يمكن للزائر رؤية بهو المدخل حيث يقبع تمثال رمسيس الثاني الذي يزن 83 طناً بارتفاع أكثر من 11 متراً وما يقارب 20 قطعة أثرية مختلفة وتماثيل من العصر البطلمي، ثم يأتي الدرج العظيم بارتفاع 26 متراً وعليه تم الانتهاء من تثبيت 72 تمثالاً لملوك مصريين من عصور مُختلفة بنسبة 100% وهو ما مثل تحدياً كبيراً في تثبيت تلك التماثيل التي تزن مئات الأطنان بارتفاع 26 متراً على هذا الدرج، وفي نهاية درج الملوك العظام ينتهي المشهد برؤية أهرامات الجيزة عن بعد وكأنها تحتضن تماثيل الملوك في مشهد بديع، حيث ينتهي منسوب ارتفاع الدرج على التوازي مع ارتفاع الأهرامات ليشعر الناظر بأنها داخل المتحف، وكل مساحة في المتحف تعتبر متحفاً قائماً بذاته.



ثم تأتي القاعة الرئيسية بمساحة 22 ألف متر مُسطح وتحوي 12 ألف قطعة أثرية تحت سقف واحد، كما يضم المتحف متحفاً للطفل يحكي تاريخ الحضارة المصرية ويضم ورشاً تدريبية للأطفال عن الحضارة المصرية والتدريب على الحرف اليدوية مُستمدة من الحضارة المصرية ومعايشة لحياة المصري القديم يتم تقديمها للأطفال، وأكبر مركز بحثي علمي للترميم ومن المنتظر أن يتم البدء في استقبال الدراسين فيه عقب افتتاح المتحف، ويضم المركز 17 معملاً خاصاً بالترميم تتيح للدارسين واقعاً دراسياً مختلفاً.

توت عنخ آمون



الجانب الأيمن من المتحف بعد الدخول إليه يشمل قاعتين بمساحة أكثر من 7200 متر، تضم كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ يتم عرض 5300 قطعة مجتمعة مرة واحدة، وتم الانتهاء من القاعات وتجهيزها بنسبة 100% والانتهاء من عرض القطع الأثرية الخاصة بالملك الذهبي داخل «فاتارين» العرض بنسبة 70%.





ويُشير «الجزء الأكبر من مقتنيات الملك توت عنخ آمون سيتم عرضها داخل المتحف الكبير باستثناء حوالي 150 قطعة تُعرض داخل المتحف المصري بالتحرير».





وشدد مفتاح على أن قاعتي الملك توت عنخ آمون لن يتم فتحهما لأي من الشخصيات سوى بعد الافتتاح الرسمي للمتحف، فالعالم كله لم يرَ من مٌقتنيات الملك سوى 1200 قطعة، لذا نريد أن يكون عرض تلك المٌقتنيات مُفاجأة المتحف المصري الكبير ولن يتم الكشف عنها سوى في حينها فقط بتوجيهات من القيادة السياسية، ومن المتوقع أن تكون منطقة المتحف المصري الكبير وما حولها من إنشاءات العاصمة السياحية الأولى لمصر".

مخازن علمية



وبحسب المُشرف العام على المتحف المصري الكبير فإن المتحف يضم 6 مخازن علمية تضم 50 ألف قطعة أثرية، وهي متاحة للدراسة العلمية للباحثين في مجال الآثار من داخل وخارج مصر.



وعن تلك المخازن قال «الـ 100 ألف قطعة الموجودة داخل المتحف لن يتم عرضها مرة واحدة، فمنها ما سيتم عرضه أو استبداله بآخر للعرض الجماهيري، وبعضها سيتم وضعها داخل المتاحف العلمية لإتاحتها للباحثين، وهي لست مخازن بمعناها الحرفي، لكن داخلها يتم عرض القطع الأثرية بشكل علمي ليتمكن الباحث من رؤيتها واكتشاف خبرات المصري القديم وحضارته التي أذهلت العالم».

متحف مراكب الملك خوفو



وعلى التوازي مع افتتاح المتحف الكبير، يجري العمل على متحف خاص لعرض مراكب الملك خوفو، فالأولى تم استخراجها وتقع في متحف متواضع بجوار هرم خوفو منذ أكثر من 20 عاماً، وهي بطول 44 متراً بارتفاع 8 أمتار وارتفاع 6 أمتار، وعمرها أكثر من 3500 سنة وهي أكبر أثر عضوي في التاريخ.



وعن هذا يقول مفتاح "كان من المفترض عرض المركب داخل القاعة الرئيسية في المتحف المصري الكبير، لكن كانت الفكرة عمل متحف خاص لعرض المركب الأول والثاني للملك، والأول تم استخراجه، أما المركب الثاني والذي تم استخراجه بشكل كامل بعد 14 عاماً بمساعدة بعثة يابانية فيتبقى 4 سنوات لإتمام تجميع أجزائه، وهي العملية التي تتطلب جهداً مضاعفاً نظراً لأنه في حالة سيئة بفعل الرطوبة وبقائه تحت الأرض منذ 3500 سنة، وتم استخراج جميع أجزاء المركب المكونة من 1260 قطعة، وكان المصري القديم يعتقد أنها وسيلته لمقابلة آمون عقب البعث في الحياة الأخرى، وسيتم عرض المركبين داخل المتحف المُنتظر الذي سيكون داخل نطاق المتحف المصري الكبير والتي تم إنهاء الأعمال الإنشائية به بنسبة 90% وخلال أسابيع سيتم الانتهاء من نقل المركب الأول إليه بحالته الكاملة ومجمعة، ثم المركب الثاني فعقب إكمال استخراجه وتأهيله وإعادة تجميعه وترميمه بعد 4 سنوات.