السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

مبدعون: توظيف الاستدامة في الفن يمنح البيئة جمالاً خاصاً

وصف فنانون مفهوم الاستدامة وتوظيف تقنية إعادة التدوير في الفن، بالفن يحمي البيئة من الخطر ويمنحها جمالاً خاصاً، مشيرين إلى أن هذا المفهوم أصبح جزءاً مهماً من الفنون الحديثة والمعاصرة، إلا أنه لا يزال في بداياته بالعالم العربي.

ودعا فنانون عبر «الرؤية»، نظرائهم الشغوفين بالعمل على استدامة البيئة، إلى تقديم أعمال فنية سهلة الفهم، حتى يستطيع الجمهور التماهي معها بشكل مباشر، آخذين على بعض المبدعين تعمدهم تقديم أعمال مستدامة عصية على الفهم.

ولفتوا إلى أن لهذه الفنون القائمة على إعادة تدوير الأشياء جمهورها الخاص الذي يهتم بالقصص التي يحملها العمل الفني وقيمته المعنوية والجمالية.

إضافة جمالية



ترى مديرة ستانس غاليري في بروسيلز بلجيكا ماريون دونية أن الأعمال الفنية القائمة على إعادة التدوير تعتمد على إيمان المقتنين بمفهوم الاستدامة وأهميته للمجتمع، كما تعتمد على ذائقتهم في جمع الأعمال الفنية المعاصرة لما تقدمه من إضافة جمالية تمنحها للمكان من خلال طبيعة المواد المستعملة ودلالاتها المعنوية والمادية، منوهة بأن هناك مقتنين يحرصون على اقتناء عمل يحمل قصة وراء إنجازه، أو لمجرد المظهر الجمالي له.

عصية على الفهم



لا تستهوي المقتنية الأعمال الفنية السودانية ريم الروبي، الأعمال الفنية القائمة على إعادة التدوير، على الرغم من حبها لانتقاء الأعمال الفنية بأنواع عدة، مبررة ذلك بأنها لا تجيد فهمها وفهم المعنى المنشود منها.

إلا أنها اعترفت بأنها تستمع برؤيتها في المعارض الفنية والأماكن العامة، واعتبرتها إضافة جميلة ومميزة، مشيرة إلى أن لكل نوع من أنواع الفنون جمهوره، منوهة بأن هذا النوع من الفن الحديث والمعاصر القائم على إعادة التدوير يفهمه الشباب بصورة أكبر ويقبلون عليه لأنه يناسبهم أكثر.

علاقة قوية

أكدت الفنانة الكازاخستانية ساولي سوليمينوفا، والمتخصصة في فنون إعادة تدوير البلاستيك منذ 5 سنوات، أن هناك علاقة عميقة بين البلاستيك الذي تستعمله ومفاهيم الجمال والحياة والقيم، منوهة بأنه من المخيف أن هذه المواد البلاستيكية لا يمكن التخلص منها لا بالبر ولا بالبحر.

وتعمل ساولي على تدوير الحقائب البلاستيكية وإعادة تشكيلها في لوحات فنية، على ألواح البوليتيلين، وتؤمن بأن الإعجاب بهذه اللوحات غير مقتصر على شريحة معينة من جمهور الفن، فهي تحمل العديد من المعاني والقيم.

وأشارت إلى أن إعادة التدوير تقنية فنية يمكن للفنان توظيفها بطرق مبتكرة، الأمر الذي يمنحنا نتيجة نهائية للعمل تبدو مختلفة، لافتةً إلى أن هناك آلاف الزوار الذين أعجبوا بأعمالها، التي يمكن القول إنها فن يحمي البيئة من خطر البلاستيك ويمنح البقايا جمالاً خاصاً.

رسالة سلسلة



دعا الفنان العراقي معتصم الكبيسي، الفنانين الذين يتجهون نحو توظيف تقنية إعادة التدوير في أعمالهم، إلى الحفاظ على مبدأ تحقيق رسالة مفهومة من العمل الفني بعيداً عن رغبة تشكيل مجسم ما بعدد هائل من الطلقات أو أي وحدة فنية أخرى.

ولفت إلى أن جزءاً كبيراً من جمهور الفن للأسف يصنف هذا النوع من الأعمال على أنه خردة بعيداً عن تقييم جهد الفنان وفكره. وهذا تقييم غير صحيح.

وعي الجمهور



تميل النحاتة والفنانة التونسية أسماء العريض، إلى إعادة استعمال الطين أكثر من مرة في أعمالها النحتية، لافتةً إلى أن مفهوم الاستدامة وإعادة التدوير يلائم فنون البوب والنصب التذكارية الموجودة بالشوارع والمتاحف.

وأشارت إلى أن وعي الجمهور بضرورة استعمال الأواني والأطباق العضوية والصديقة للبيئة بسبب جائحة كورونا، ساهم في زيادة إقبال الجمهور على ما تصنعه من الطين.

جمهور ذواق



يعمل نحات الشمع والرسام هيثم عبايدي، على إعادة استخدام الشمع في أعماله الفنية النحتية القائمة على البرافين النباتي بالتحديد على عكس البرافين الكيميائي.

وأكد أن الفن المستدام القائم على إعادة التدوير له جمهور في الإمارات، حيث إن جمهور الفن بالإمارات متنوع الثقافات، على عكس بقية بلدان العالم.