الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

الأرشيف الوطني يسلط الضوء على أثر عرب الخليج في مجاهل أفريقيا

الأرشيف الوطني يسلط الضوء على أثر عرب الخليج في مجاهل أفريقيا

من محاضرة الدور العربي في اكتشاف مجاهل القارة الأفريقية

استعرض الأرشيف الوطني صفحة مهمة في تاريخ الوجود العربي في شرق أفريقيا، والعوامل التي ساعدت على اكتشاف مجاهل القارة السمراء، وذلك في محاضرة بعنوان: «الدور العربي في اكتشاف مجاهل القارة الأفريقية» كشفت فيها عن دور العرب والسبق الذي حققوه بوصولهم إلى قارة أفريقيا، وأثر عرب دول الخليج ودورهم الكبير في حضارة شرق أفريقيا، وازدهار التجارة.

وأبرزت المحاضرة الدور العربي الذي أسفر عنه وجود كبار التجار والعائلات المهمة التي قدمت من منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية إلى سواحل أفريقيا وكان لهم الفضل الكبير في ازدهار تلك المناطق، وتشييد المناطق المهمة والمزدهرة هناك.

ناقشت المحاضرة التي قدمتها الدكتورة هدى الزدجالي عدداً من المحاور أهمها: علاقة العرب بشرق أفريقيا، ومجاهلها، والعوامل التي ساعدت على اكتشاف مجاهل القارة الأفريقية، والآثار التي ترتبت على وصول العرب إلى مجاهل أفريقيا، وسبب قلة الكتابات والبحوث حول وصول العرب إلى هناك، ركزت المحاضرة في تساؤل مهم: هل كان السبق التاريخي والحضاري في اكتشاف مجاهل أفريقيا للعرب أم للغرب؟

اعتمدت المحاضرة على مخطوطات كتبها ملاحون عرب بارعون؛ تتحدث عن سفر العرب بالسفن الشراعية إلى السواحل والمحطات التجارية، وبينت المحاضرة أن العوامل التي ساعدت العرب على السفر إلى هناك تنوعت، وأهمها: العوامل الاقتصادية والجغرافية، أو الثقافية والسياسية، وكان الهدف إما التجارة أو الهجرة، فالعرب كانوا بحاجة ماسة إلى السلع التي تجلب من أفريقيا، فكان التجار يؤدون دور الوسيط التجاري؛ فيأخذون معهم السلع الآسيوية، ويأتون بالسلع الأفريقية ويوزعونها.

وأكدت الزدجالي أن العرب قد عرفوا في رحلاتهم البحرية أرض السواحل (سواحل شرق أفريقيا) منذ العصور القديمة والطرق القديمة المؤدية لها، ومواسم السفر إليها وتجارتها، وأقاموا هناك المستوطنات وكانوا يتاجرون مع سكان البر الداخلي والساحل الأفريقي.

وكان تطور صناعة السفن والملاحة، وقرب المسافة، ووجود الموانئ؛ مما شجع التجارة إلى السواحل، وأسفرت الحركة التجارية عن تشييد مدن صارت حواضر عصرها، مثل: مدينة تابورا، ومدينة أوجيجي، ووصلوا إلى أوغندا واستقروا فيها، وصار للتجار في أفريقيا نفوذ وزعامات.

وتطرقت المحاضرة إلى وصول الرحالة والمبشرين من أوروبا إلى أفريقيا، وكانت الوثائق التي اعتمدتها المحاضرة والصور التاريخية الموغلة في القدم تثبت أن العرب القادمين من الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية كانت لهم السيطرة والنفوذ والزعامة هناك.