السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

أدباء: تدريب المبدعين وترسيخ ثقافة النقد وصفتنا لإيصال المنجز الأدبي المحلي للقرّاء عربياً

طالب عدد من الكتاب والأدباء الإماراتيين بضرورة إيجاد مؤسسات لتدريب ورعاية المبدعين، تسهم في توجيههم لتقديم مضامين تربط القارئ بثقافته ومحيطه، وتعزز فكره.

وأشاروا إلى ضرورة ترسيخ ثقافة النقد الأدبي للأعمال ومتابعتها بعين الناقد قبل توزيعها للقرّاء، وأهمية وضع آلية تسويق ناجحة تضمن التعريف بالمنجز المحلي وإيصاله للقرّاء عربياً وعالمياً.

استراتيجية متكاملة

قالت الكاتبة فاطمة المعمري، إن هناك نقطة مضيئة وإيجابية جداً وهي دخول الكثير من الشباب إلى المجال الأدبي، ومجال الكتابة، وهذا الجانب جميل جداً؛ لأن الشخص أصبح لديه رغبة في الدخول لهذا الجانب، ومن ثم أصبح لديه رغبة حقيقية في التطوير.

وأضافت المعمري، أنه كي نصل بالكاتب الإماراتي إلى منصات التتويج العالمية، لا بدَّ أن يكون لدينا استراتيجية واضحة ومتكاملة بين المؤسسات الثقافية تحت مظلة وزارة الثقافة والشباب لتمكين الكاتب الإماراتي ثقافياً، مشيرة إلى أنّ الاستراتيجية هي مجموعة من البرامج التي يجب تنفيذها من خلال ورش العمل.

وأكدت أنه يجب تدريب الشباب على أساسيات الكتابة وكيفية الكتابة وأنواعها، وتعريف الكاتب الشاب بأنواع النقد، وكيفية تقبل النقد حتى يستفيد منه في تطوير المنتج الذي يقدم إلى القارئ المحلي والخارجي، وأن يكون هناك تبادل ثقافي مع الآخر في الدول العربية والأجنبية.

وطالبت بإتاحة الفرص للكتاب في كل المجالات الأدبية للمشاركة في المحافل الثقافية العالمية، موضحة أنّ عملية الترجمة للكتب لا بدّ وأن تكون مدروسة، بمعنى أن يتم دراسة الكتاب الذي يترجم وإلى أي ذائقة سوف يترجم، فلا يصح أن يتم ترجمة كتب الروايات وتوجيهها إلى دولة أغلب سكانها يعشقون قراءة الشعر والعكس، فلا بدّ أن يتم دراسة الترجمة دراسة واقعية.

وأشارت إلى أنه يجب أن يكون لدينا خطة لتسويق الكاتب الإماراتي عربياً وعالمياً، فلدينا نماذج كثيرة من كتاب إماراتيين على مستوى عالٍ جداً، لكن لا أحد يعرفهم عالمياً، لأنه لا يوجد تسويق جيد لهؤلاء الكتاب، لذا نحتاج إلى تسويق جيد للكاتب الإماراتي، ما يحفّز الكتّاب على زيادة إبداعاتهم من أجل الوصول إلى منصات التكريم.

احتكاك بأصحاب الخبرات

وقالت الكاتبة سميرة خليفة، إنه يجب في البداية أن نهيّئ الكاتب الإماراتي الشاب من خلال مشاركته في المواضيع التي تطرح عالمياً، وكيفية المشاركة فيها وإبداء الرأي، ويجب أن يشارك الكتاب الشباب في المعارض الدولية والعربية للاحتكاك بالكتاب الخارجين، والاطلاع على كل ما هو جديد، وكيفية تطوير نفسه للوصول إلى أن يصبح كاتباً معروفاً عربياً وعالمياً.

وأضافت أنه يجب تطوير الكاتب من مهارته وأدواته وأن يكون بداخله الاستعداد النفسي؛ للوصول إلى هذا المستوى، وهو المستوى العالمي والعربي، كما يجب أن يكون لدى الكاتب الإماراتي احتكاك بأصحاب الخبرات، والاطلاع على تجربتهم في مجال العمل الأدبي، وكيف وصلوا إلى هذا المستوى؟ كما يجب على الكاتب الاستماع إلى النقد البناء من أصحاب الخبرات؛ لأن هذا النقد البناء هو الذي يساعده على تطوير نفسه وتطوير أدواته الأدبية.

ورش تدريب

من جهته أوضح الكاتب فهد المعمري، أنه لدينا عدة قنوات مباشرة وقنوات ميدانية لتطوير الكاتب الإماراتي، والوصول به إلى منصات التتويج العالمية، فالقنوات المباشرة هي المؤسسات والهيئات والدوائر الثقافية، التي تكون تحت مظلة وزارة الثقافة من خلال التكامل بين هذه المؤسسات في البرامج الثقافية على ربوع الدولة، والتي تسعى إلى تطوير الكاتب الإماراتي واكتشاف المواهب الشابة في مجال الكتابة.

وتابع أن القنوات الميدانية هي ورش التدريب ومعاهد التدريب في مجال العمل الأدبي، وتقديم ورش تدريبية مختلفة في كيفية الكتابة وأنواع الكتابة، والفرق بين المقال والقصة والرواية، فمن خلال هذه الورش نستطيع تطوير أداء الكاتب الإماراتي الشاب، ونضعه على الطريق الصحيح بأن يكون الكاتب بالفعل جهز للانطلاق في هذه المحافل العربية والدولية.

وقال إنه يجب أن يكون هناك دعم من الإعلام بتسليط الضوء على الكاتب الإماراتي وإصداراته، ومحاولة تشجيع المواهب الشابة؛ لأن الإعلام له الجانب الأكبر في تسويق الكاتب الإماراتي، وتعريف العالم الخارجي به.

عمل فردي

وأشارت الكاتبة آمنة الظنحاني إلى أنّ الكاتب الإماراتي مبدع في الكتابة بكل مواضيعها، وهذا ملاحظ من خلال النتاجات الأدبية المتابعة، مشيرة إلى أن الموهبة موجودة، وبدأت تظهر دور نشر إماراتية جديدة على الساحة، تعمل على رفد الكتاب بمميزات وخدماتها كما هو واضح في دور النشر.

وتابعت: «أنها كاتبة صدر لها 4 إصدارات لكن تشعر وكأنها مهمشة، نحن نريد مؤسسة تحتضن كتاب الإمارات تابعة لوزارة معنية، تتم من خلالها لقاءات ومبادرات تشجع على الكتابة، إضافة إلى وجود مجلة خاصة بكتاب الإمارات، وكذا الدعم المالي لأنه غير متوفر للكتاب، نحن ندفع مبالغ لطباعة إصداراتنا لكن للأسف العائد غير مجزٍ لأنه عمل فردي، لذلك من الأفضل لرعاية كتابنا وجود منصة خاصة بهم تعتني بهم قلباً وقالباً من تسويق لإصداراتهم وتسهيلات، كما ينقصنا التعاون بين الكتاب والتواصل، وهذا يتسنى من خلال معارض ومؤتمرات خاصة بالكاتب الإماراتي».