الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

بعد نجاح نقل مركب خوفو الأولى للمتحف المصري الكبير.. مساعد وزير السياحة: «التحرير» سيظل أساس المتاحف المصرية



أكد الدكتور الطيب عباس مساعد وزير السياحة والآثار للشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، لـ«الرؤية» أنه جرى تثبيت مركب خوفو الأولى في مكان عرضها في المتحف المصري الكبير والاطمئنان على حالتها من قبل فريق المُرممين، مشيراً إلى أنها في حالة مُمتازة.

واستطرد: «تم نقل المركب في حالتها الكاملة وكانت موجودة في متحف مراكب خوفو بجوار أهرامات الجيزة، أما مركب خوفو الثانية فقد تم نقل أجزائها للمتحف المصري الكبير أيضاً، تمهيداً لإعادة تجميعها وترميمها وعرضها في متحف خاص مع المركب الأولى داخل المتحف».

وقبعت المركب الأولى والتي تم نقلها أخيراً لمدة 20 عاماً داخل متحف مراكب خوفو بجوار أهرامات الجيزة، ويبلغ طولها 43.4 متر، وأقصى عرض لها 5.9 متر وعمقها 1.78 متر، وارتفاع مقدمتها 6 أمتار، وارتفاع مؤخرتها 7 أمتار، وتحوي 10 مجاديف 5 منها على كل جانب تُراوح أطوالها ما بين 6.5 و8.5 متر، وتتقدمها مقصورة الربان، أما الدفة فهي عبارة عن مجدافين كبيرين.



وبوسط المركب توجد حجرة كبيرة يحمل سقفها 3 أعمدة من الخشب وتزن المركب نحو 45 طناً، وأبرزت صناعة المركب مهارة المصري القديم الذي استخدم طريقة «التعشيق» والحبال لتجميع أجزاء المركب ولم يستخدم مسماراً واحداً.

وقد تم استخراج المركب وإعادة تركيبها بشكلها النهائي على يد المُرمم أحمد يوسف عام 1961، وتم نقلها رسمياً إلى متحف مراكب خوفو عام 1982، لتستقر مؤخراً في مكانها بالمتحف المصري الكبير.

أما المركب الثاني فقد تم نقل أجزائها بالفعل بعد أن تم استخراجها من حفرة بجوار هرم خوفو، وما زال فريق علمي يعمل على تجميع أجزائها المُكونة من نحو 1260 قطعة وترميمها داخل المتحف المصري الكبير تمهيداً لعرضها المتحفي أيضاً بجوار المركب الأولى.





وعن ذلك يقول الطيب عباس مستشار وزير السياحة المصرية للشؤون الأثرية في حديثه مع «الرؤية»: «أخشاب المركب الثانية تم نقلها وهي مُستقرة حالياً داخل مخازن المتحف المصري الكبير تمهيداً لإعادة ترميمها وتجميعها بشكلها الكامل، وكان التحدي بالنسبة لنا هو نقل المركب الأولى الكاملة ووصولها كما هي قطعة واحدة».

واستطرد مساعد وزير السياحة المصري: "نسعى في عملية الترميم إلى الحفاظ على المركبين الأولى والثانية كأكبر أثر عضوي موجود في التاريخ حتى الآن، وهي العملية التي تطلبت دقة فائقة في عملية نقل مركب خوفو الأولى، فتم مثلاً عمل مسح للأرض التي كان من المُفترض أن يمر عليها موكب المركب التي بلغت 100 طن للتأكد من عدم وجود مقابر فرعونية أو آثار قد تتضرر من الحجم الكبير للموكب أو أي مُشكلات في التربة قد تؤدي لأية أضرار للأثر مع مسح كامل لكل أجزاء المركب وكشف بحالتها قبل النقل وأثناء النقل وبعده للتأكد من عدم حدوث أي ضرر".



ومن الإعدادات الأخرى لعملية النقل بحسب مساعد وزير السياحة المصري، عمل ترميم مبدئي للأثر للحفاظ عليه قبل نقله وترميمه بشكل كامل عند وجوده بمكانه، وقد تم وضع نظام تحكم بيئي مُحكم داخل الهيكل الذي وُضعت به المركب لمراقبة درجات الحرارة ونسبة الرطوبة بها والتأكد من الحفاظ على النسب الصحيحة الملائمة للحفاظ على المركب.

ويُشدد: «لم يكن لدينا أي احتمال للخطأ في عملية النقل، ولذا استغرقت عملية نقل المركب والإعداد لها أكثر من عام لمنع حدوث أية مخاطر، وسنكمل ترميم المركب داخل المتحف المصري الكبير».



ونفى الطيب عباس في حديثه مع «الرؤية» عن المتحف الكبير ما يتداول عن استحواذه على أكبر كم من الآثار المصرية القديمة مقارنة بالمتحف المصري بالتحرير، ونوه إلى أن المتحف المصري الكبير هو التطور الطبيعي لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في عرض الآثار بشكل لائق مع استغلال أحدث الطرق العلمية في حفظ الآثار والتي لم تكن موجودة داخل متحف التحرير.

وتابع: «متحف التحرير سيظل المتحف الأم في مصر وأساس المتاحف المصرية، إذ يحوي معظم الآثار النادرة التي لا يمكن نقلها منه، مثل لوحة نارمر والتماثيل الضخمة لملوك مصر القديمة ومنها تمثال خوفو والملوك يويا وتويا».