بداية القصة
يحكي جنيدي "25 سنة" لـ «الرؤية»، قصته مع الرسم بالملح، قائلاً: «منذ 4 سنوات، كنت أتابع موقع الفيسبوك، وحينها كنت أرسم بالرصاص، وكنت موهوباً في ذلك، وبالصدفة وجدت مقطع فيديو يعرض عدداً من الرسومات بالملح منشورة لفنان كرواتي، وكان يجلس معي أحد أصدقائي، الذي رأى مدى انجذابي لهذه الرسومات، فقال لي: لن تستطيع تقديم مثل ما يقدمه الكرواتي، ومن هنا بدأت التحدي لإثبات قدرتي على تقديم مثل هذا النوع من الرسم».
ويتابع: أحضرت الملح، وحاولت، وبعد ساعتين لم تسفر المحاولات عن أي شيء، ولم أعرف كيفية تحريك الملح، حاولت أكثر من مرة وأنا أشاهد فيديو للرسام الكرواتي، وبعد ساعة خرجت الرسمة بنسبة 25% كانت سيئة، لكن كانت بها ملامح، واحتفظت بها على الموبايل، وقررت وضعها على الفيسبوك، على سبيل الفكاهة.
وأضاف: توقعت أن تقابل محاولتي بسخرية كبيرة، ومن ثم سأتراجع،، لكني وجدت تشجيعاً كبيراً من الناس، وبدأوا يتساءلون عن معنى الرسم بالملح؟، وكان هذا المنشور هو أكثر منشور لي يحظى بتفاعل كبير، وتشجيع كبير.
نجوم بالملح
وبعد هذه المحاولة غير المكتملة، واصل جنيدي محاولاته مع تحريك الملح والرسم به، فرسم أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، واستمر في الرسم بالملح، وتطوير نفسه بنفسه، لعدم وجود مرجع في هذا النوع من الرسم، فلا تتوفر فيديوهات الرسم بالملح، لذا كان الاستمرار والتكرار، هو وسيلته في التعلم والتطوير.
ويعد الرسم بالملح من أصعب أنواع الرسم، حيث يوضح جنيدي، أن استخدام الملح في الرسم صعب للغاية، بالمقارنة باستخدام مواد أخرى، فالرسم بالملح به الكثير من التفاصيل، وتحريك ذرات الملح منفردة حتى يمكن صنع تفاصيل للشكل المرسوم أمر ليس هيناً، ويرهق العين، لأن الملح غير ثابت، ويحتاج إلى مزيد من الدقة، حتى لا يهتز، مشيراً إلى أنه وصل مؤخراً إلى مادة للتثبيت، لاستخدامها في الرسم.
ويستغرق جنيدي في رسم لوحة بالملح، مدة تتراوح بين 7 دقائق، و24 ساعة وهناك لوحات ترسم في 3 أيام، موضحاً أن تلك التي استغرقت 7 دقائق كانت بورتريه لأحد الشخصيات وهو الداعية المعروف متولي الشعراوي، والأخرى كانت لوحة للكعبة المشرفة.
بدأ هاني الرسم منذ ما يزيد على 14 عاماً، مستخدماً القلم الرصاص، لكن اتجاهه للرسم بمواد أخرى في مقدمتها الملح، بدأ منذ حوالي 5 سنوات فقط، مشيراً إلى أن الرسم ليس هوايته وكل ما يمتعه في الحياة فقط بحسب قوله، وإنما هو أيضاً مصدر دخله،، حيث يرسم على الحوائط، وفي المولات، والكمبوندات، وفي الوحدات السكنية، والكافيهات، كما يرسم بورتريهات للناس، كنوع من الهدايا.
الرسم بالمايونير
الرسم بالملح هو سبب شهرة «جنيدي»، لكنه ليس المادة الوحيدة التي يستخدمها في رسوماته ولوحاته، فهو يرسم بمواد كثيرة للغاية، وأفكار مختلفة، فقد رسم بالمياه، ورسم به بورتريه لأم كلثوم، كما رسم بمواد أخرى غريبة ومختلفة، فقد رسم بالشعر والمسامير، وورق الشجر، والرمل الملون، بالرصاص والجاف، الألوان، وبالشاي، وبالأوكسي، والبسكويت، بالمايونيز، والزلط، والكاتشب، وأغطية المواد الغازية.
أكثر شي يشجع جنيدي هو إعجاب وثناء الناس وتشجيعهم، وسعادتهم بما يرونه، هذا يحمسه كثيراً بحسب قوله، لافتاً إلى أنه اكتشف أن أي شيء مختلف يجذب الناس، فما بال إذا كان مختلفاً ولطيفاً.
ولفت الفنان الشاب إلى أن أهم مشاريعه المستقبلية هو إنشاء أكاديمية للرسم، وقد بدأ خطوات إنشائها بالفعل، وسيكون أول فرع لها في محافظة الشرقية - مسقط رأسه وسيعمل على نقل موهبته لغيره من الراغبين، ويعلمهم ما اكتسبه من الخبرات في الرسم، فهو لم يدرسه أو يتعلمه وإنما كان موهوباً فيه، فقام بتنمية موهبته، وعلم نفسه بنفسه.