الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«الشارقة للراوي».. رحلة في عقول حكائين من 38 دولة

افتتح سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، صباح اليوم الأربعاء فعاليات النسخة الـ21 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث تحت شعار «قصص الحيوان»، وذلك في مركز إكسبو الشارقة.

وجال سموه في مختلف أرجاء الملتقى الذي يستمر حتى الثلاثين من الشهر الجاري، بمشاركة أكثر من 38 دولة من مختلف أنحاء العالم.





واطلع سموه على المشهد الإبداعي للكنوز البشرية الحية، واستمع إلى شروحات حول الملتقى وأهميته ومسيرته على مدار 21 عاماً، وما حققه من أجل استمرار ترسيخ وتعزيز دور ومكانة الراوي في المجتمع.

والتقى سموه الضيوف والمشاركين وتبادل معهم أطراف الحديث عن الراوي ومكانته وأهمية الاستمرار في نهج الحفاظ على الرواة ككنوز بشرية حية، تحمل على كاهلها وروحها كل القصص والحكايات والأحلام والآمال التي تشكل زاداً معرفياً وفكرياً وثقافياً ملهماً تحتاجه البشرية جمعاء في كل مكان وزمان.

وتضمنت فعاليات الافتتاح عرضاً بتقنية الهولوغرام حول شعار الملتقى بالإضافة إلى أغنية حول أهمية الملتقى ودور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في دعم الثقافة والتراث واستمرارية الملتقى وتطوره.

معارف جديدة



اعتبر رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى الدكتور عبدالعزيز المسلم، الملتقى رحلة ثقافية تراثية معرفية مميزة، تتجدد كل عام في رحاب التراث الثقافي، نستكشف من خلالها معارف عديدة وأسماء جديدة في حقل التراث الثقافي من مختلف أنحاء العالم.

ولفت إلى أن فعاليات الملتقى هذا العام تعد إضافة جديدة ونقلة مهمة تضاف إلى سيرته الثرية ومسيرته الزاخرة بالنجاح والتقدم والازدهار، فقد تحول شهر سبتمبر كاملاً إلى شهر الراوي والملتقى.

وشدد المسلم على استمرار سعي المعهد إلى تطوير هذه الفعالية التراثية في مختلف المجالات، خصوصاً أن الملتقى يسعى دوماً إلى لفت الأنظار لأهمية الموروث الشفاهي، وضرورة الاهتمام بحملته من الكنوز البشرية الحية، كما أنه أصبح تقليداً تراثياً راسخاً ضمن مناسبة تتجدد سنوياً حافلة بتشكيلة مبتكرة من الفعاليات التراثية المهمة، ومحتفية بالكنوز البشرية الثمينة التي تعتبر مصادر مهمة للتراث والتاريخ.

السودان ضيفاً

وتفضل سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي بتكريم الشخصية المكرمة لهذا العام ومجموعة من الرواة بالإضافة إلى الراوي الصغير.

ويحتفي الملتقى في نسخة هذا العام بجمهورية السودان كضيف شرف، ممثلةً في الدكتور أحمد عبدالرحيم نصر، الشخصية الفخرية المكرّمة هذا العام، تقديراً لإسهاماته في مجال التراث الثقافي، كما يحتفي الملتقى بالحكواتي التونسي عبدالعزيز العروي، بوصفه الشخصية الاعتبارية احتفاءً بما تركه من موروث حكائي زاخر.

برنامج فكري



وأوضحت مديرة مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث، المنسق العام للملتقى عائشة الحصان الشامسي لـ«الرؤية» أنَّ اختيار الدكتور أحمد عبدالرحيم نصر الشخصية الفخرية المكرمة هذا العام تقديراً لإسهاماته في مجال التراث الثقافية، لافتة إلى تكريم الحكواتي التونسي عبدالعزيز العروي بوصفه الشخصية الاعتبارية احتفاءً بما تركه من موروث حكائي زاخر.

وأضافت: "تتضمن النسخة الجديدة من الملتقى ندوات ومحاضرات وجلسات تستعرض العديد من المقاربات العلمية المهمة حول قصص الحيوان بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين والكتاب من أكثر من 38 دولة، أما البرنامج الفكري المصاحب للملتقى فيشمل محاضرات متنوعة وندوات مختصة وجلسات حوارية ومقهى ثقافياً وركناً خاصاً بتوقيع إصدارات الملتقى".

وتابعت بأنَّ هذه النسخة من المهرجان يصاحبها معرض خاص بقصص الحيوان في التراث الإماراتي والعربي والعالمي، إضافة إلى أكثر من 30 عنواناً متنوعاً من أحداث إصدارات معهد الشارقة للتراث، تُسلط الضوء على شعار النسخة، وما تشتمل عليه من ثراء وتنوع، سيتم توقيعها ضمن إصدارات الملتقى، إضافة إلى 16 ورشة منها ورش استباقية عُقدت قبل انطلاق الملتقى ولقيت إقبالاً وتفاعلاً كبيرين.

تعميق الوعي



وعبر الدكتور أحمد عبدالرحيم نصر، الشخصية الفخرية المكرَمة، لـ«الرؤية» عن أسمى الامتنان والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لاهتمامه بالتراث الإماراتي والعربي، مشيداً بمبادرات سموه بشأن التراث الثقافي في الوطن العربي لتعميق الوعي الوطني بأهمية التراث الثقافي في حضارة الأمة ونقله للأجيال القادمة، وتعزيز الهوية الثقافية العربية والإسلامية.

وأضاف أنّ تكريمه، اليوم، في ملتقى الشارقة الدولي للراوي بدورته الـ21، يُعد تكريماً لكل العاملين في مجال التراث العربي، فالشارقة تعيد للتراث أهميته فمن ليس له ماضٍ ليس له حاضر.

حفظ الموروث



وأكد الباحث الإماراتي فهد المعمري، لـ«الرؤية» أنَّ الملتقى أصبح على مدار دوراته السابقة حدثاً عالمياً يستقطب الرواة من جميع أنحاء العالم، ليسردوا قصصهم على أرض الشارقة، التي تتخذ من رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نهجاً لها في الحفاظ على الموروث بشتى أنواعه، خاصة التراث غير المادي.

وأشار إلى أنَّ هذا الملتقى يُعتبر إحياءً للتراث القديم، حيث يعرف الأجيال الجديدة كيف عاش أجدادنا؟ وما أمثالهم الشعبية؟ مثمناً فكرة عقد الملتقى بشكلٍ سنوي، للمساهمة في رفد المؤسسات المختلفة بما في صدور هذه الكنوز البشرية، وتدوين هذا الأثر.