الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

جداريات تحول مدناً مغربية إلى متحف مفتوح

جداريات تحول مدناً مغربية إلى متحف مفتوح

يشبّه رسام الجداريات عمر الهمزي الرسم في الفضاء العمومي «برياضة تعلم الإنصات للناس»، وهو واحد من الفنانين الذين اختاروا جدران المباني للتعبير عن أنفسهم، ما غير وجه مدن مغربية عدة كالرباط والدار البيضاء في السنوات الأخيرة.

ترافق هذه اللوحات الضخمة المنتصبة على الجدران المارة في عدد من شوارع العاصمة وأزقتها، وتتنوع مضامينها بين تصوير مشاهد من الحياة اليومية أو مخلوقات عجائبية من وحي الخيال.



احتضنت الرباط أخيراً فنانين مغاربة وأجانب من مبدعي الجداريات شاركوا في الدورة السادسة لمهرجان «جدار»، المتخصص في هذا النوع من فنون الشارع.

يجهز عمر الملقب بـ«بعبع» أدواته من فرش الصباغة ويختار ألوانه بحماسة في الصباح الباكر ليغطي بياض جدار أحد مباني حي يعقوب المنصور الشعبي بالرباط، ببزة رياضية وصدرية صفراء.



ويقول الفنان الشاب (25 عاماً) «لم أكن أتخيل نفسي أرسم جداريات في الفضاء العمومي عندما تخرجت في المدرسة الوطنية للفنون الجميلة» الذائعة الصيت بمدينة تطوان (شمال) في 2018.

وكان بدأ رسم أولى الجداريات في مدينة أكادير مسقط رأسه (جنوب) قبل أربعة أعوام.

في حي آخر بالرباط تواصل الفنانة إيمان دروبي مغطية رأسها بقبعة رسم بورتريه واقعي لصانعة تقليدية، على جدار مدرسة عمومية.

وتقول الشابة البالغة 36 عاماً، التي دخلت هي الأخرى عالم الجداريات من طريق المصادفة، إن "تحويل حائط أبيض إلى لوحة فنية أمر مثير".



لكنها تنوه بأن التعبير في الفضاء العمومي "يظل صعباً خصوصاً بالنسبة للنساء، اللواتي يضطررن إلى بذل مجهود مضاعف لفرض أنفسهن".

بدأت بوادر هذا الفن الحضري في المغرب مطلع سنوات الألفين بالدار البيضاء، وفي عام 2013 أطلقت جمعية «التربية الفنية والثقافية» مهرجان «صباغة باغة» (الصباغة تريد) المتخصص في فن الجداريات.



ويقول مديره الفني صلاح ملولي "كان الأمر صعباً جداً في البداية، إذ يتطلب الرسم على الجدران تنظيماً خاصاً بخلاف الغرافيتي مثلاً".



ويضيف ملولي الذي يتولى أيضاً الإدارة الفنية لمهرجان «جدار» بالرباط "لم يكن رسم الجداريات في الفضاء العمومي أمراً مريحاً في البداية حيث كان الفنانون يواجهون مخاوف، لكنها تلاشت الآن".

أثار المشروع اهتمام مؤسسات ثقافية عامة وخاصة عملت على نقل التجربة إلى مدن أخرى كالرباط ومراكش وأكادير، أو مناطق نائية.