الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

نور.. فتاة عشرينية تغمر شوارع منطقتها الشعبية بألوان البهجة

شوارع رمادية مُتراصة لا يفصلها سوى شوارع ضيقة تكاد لا تفصل المنازل عن بعضها الآخر، مشهد يومي مُتكرر تمر عليه الفتاة العشرينية نور السيد التي جذبتها الألوان مُنذ صغرها لتُلون على كل ما تطاله يداها، ملابسها، ملابس أشقائها، مدخل منزلها الذي جعلته ككراس رسم كبير ترسم وتُشخبط بفرشاتها ثم تعود لتُزيل كل ذلك وتُعيد رسمه من جديد.



بقيت رسومات نور بألوانها المُبهجة داخل حدود منزلها إلى أن قررت في أحد الأيام الانتقال لخارجه لرسم الجدران وتلوينها، وهي الخطوة التي استنكرتها والدتها في بادئ الأمر ثم ما لبثت أن شجعتها عليها لتُزين نور شارعها بألوان الفرح والبهجة وتضع جزءاً من روحها على كل جزء من جدرانه.



وتقول نور لـ«الرؤية» «أحب الرسم منذ صغري وكنت أتمنى تنمية موهبتي أكاديمياً لكن مجموعي لم يؤهلني للالتحاق بإحدى كليات الفنون الجميلة، والتحقت بكلية التجارة وظل شغفي بالرسم يلازمني، كانت بدايتي للشخبطة على كراسات المدرسة ثم الجامعة ثم امتد الأمر للرسم على حوائط المنزل، وانتقلت لتلوين مدخل منزلي والمصعد وباب المنزل ثم كانت النقلة خارج المنزل بتلوين حوائط منزلي الخارجية ثم الانتقال للمنازل المُجاورة».



بضعة جنيهات تدخرها الفتاة من مصروفها اليومي لتعود وتشتري جالوناً من الطلاء لتلون به حوائط شارعها، كان الأمر في البداية مُستغرباً من جانب أهل الحي الذي تسكنه بمنطقة المرج الشعبية ثم سرعان ما تحول الأمر لإعجاب بما تقدمه من مبادرة فردية وبدافع من حب لأهل شارعها، لتنتهي مُهمتها بعد شهرين ونصف.



وتلفت «أول لوحة رسمتها كانت داخل جدران منزلي وعندما أُعجب بها أهلي شجعوني على النزول للشارع للرسم على الحوائط دون الخوف من التعرض للانتقاد فقد نجحت في الاختبار الأول بالرسم داخل حدود عائلتي».



وتتابع نور «وجدت دعماً كبيراً من أهل الشارع عندما انتهيت من تلوين معظم الحوائط، وكان البعض منهم يمدونني بجالونات الطلاء، وأصبح الجميع يطلقون على شارعنا شارع الألوان، وهو ما أسعدني كثيراً».



تم تكريم نور من محافظ القاهرة الذي أثنى على همتها في تغيير شكل شارعها، وأبدت الشابة استعدادها لتلوين كل شوارع المنطقة التي تسكنها وحتى كل شوارع مصر دون أي مُقابل مادي، فقط كل ما تتمناه أن تشع الحوائط ببهجة الألوان.