الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

رماد حرائق الأمازون يتحول إلى جدارية عملاقة في ساو باولو

رماد حرائق الأمازون يتحول إلى جدارية عملاقة في ساو باولو

ينساب رماد داخل غربال إلى مستوعب مليء بالألوان.. بهذه البقايا المتفحمة من الثروة الزراعية في الأمازون ومناطق برازيلية أخرى أقيمت جدارية عملاقة على واجهة أحد مباني ساو باولو.

وتحمل هذه الجدارية التي دُشنت رسمياً أخيراً توقيع الفنان والناشط البرازيلي موندانو، وهي بعنوان «إطفائي الغابة»، وتمثل عنصراً في فرق الإطفاء يجسد في آن معاً البطولة والعجز بمواجهة حريق.





وبعد جمع 200 كلغ من الرماد في مواطن بيئية عدة استعرت فيها النيران، أنشأ الفنان جدارية عملاقة ممتدة على ألف متر مربع على مبنى قريب من حي أفينيدا باوليستا في قلب المدينة البرازيلية الكبرى.

ولا يأتي الرماد من أدغال الأمازون حصراً، بل أيضاً من بانتانال وغابة ماتا أتلانتيكا على المناطق الساحلية البرازيلية، وسافانا سيرادو.



ويقول الفنان والناشط موندانو البالغ 36 عاماً لوكالة فرانس برس: «راودتني هذه الفكرة من شعور بالعجز. نرى منذ عقد الغابات تحترق، وبصورة متزايدة في السنوات الأخيرة مع مستويات قياسية».

وفي مطلع 2020، رسم موندانو (وهو الاسم الذي يعرّف به عن نفسه)، جدارية عملاقة أخرى من خلال استخدام بقايا من الوحل السام مصدرها سد برومادينيو المنجمي الذي تسبب انهياره المأسوي في يناير 2019 بمقتل 270 شخصاً.

ويسعى موندانو من خلال الرماد إلى توعية سكان ساو باولو على الحرائق التي تستعر سنوياً في المناطق النائية في البرازيل، البلد العملاق الأشبه بقارة بحد ذاته.



ويوضح «حرائق الغابات في الأمازون تبدو بعيدة جداً، لا أحد يراها حقاً. الفكرة تكمن في إحضار الرماد إلى هنا لإثارة تعاطف».

وفي يونيو ويوليو الفائتين، خلال رحلاته لجمع الرماد، شعر موندانو بلهيب الحرائق وأيضاً بالمشقات التي يقاسيها الإطفائيون الذين يكافحون بلا كلل حرائق ضخمة تقضي على الثروة الحيوانية والنباتية.



وعلى جداريته، يظهر الإطفائي بشكل رجل أسود صاحب نظرة ثاقبة، بجانب هيكل عظمي لتمساح استوائي أمريكي (كيمن).



ويختلف توزيع اللونين الأسود والرمادي تبعاً لكمية المياه المستخدمة، وأيضاً بحسب مصدر الرماد المحفوظ داخل علب كبيرة شفافة عليها ملصقات تعريف دقيقة. وتتباين الجدارية بالأبيض والأسود مع الألوان الزاهية للجداريات المنتشرة في ساو باولو.

ويقول موندانو «المدينة رمادية، مع الأسفلت والتلوث. كلنا بتنا نصبح رماديين».



وقد بدأ موندانو رسم الجداريات منذ سنوات المراهقة، وهو عُرف خصوصاً سنة 2012 بتزيينه عربات جامعي الخردة بألوان ورسائل من قبيل «مركبتي لا تسبب التلوث».