الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

ناشرون: «المستقلون» أبطال مجهولون واجهوا الجائحة بأفكار مبتكرة

وصف خبراء في قطاع النشر، الناشرين المستقلين بالأبطال المجهولين أثناء فترة الوباء، مشيرين إلى أنهم ابتكروا طرقاً جديدة للوصول إلى القارئ، الأمر الذي ساعدهم على رفع مبيعات الكتب الخاصة بهم.



وقال ناشرون مستقلون إنهم يتعاملون مع الكتاب على أنه سلعة ثقافية واجتماعية في المقام الأول، محاولين الوقوف أمام ممارسات الشركات متعددة الجنسيات، وعمالقة الإنترنت، التي تسعى إلى إبراز البعد التجاري للكتاب ودفعه بحسب منطق رأس المال الضخم نحو أكثر الحدود تطرفاً.



قوة الأدب



قال ميشيل موشابك، مؤسس إنترلينك للنشر «الولايات المتحدة»، خلال جلسة ضمن فعاليات مؤتمر الناشرين الذي ينطلق على هامش فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2021، إننا في الشارقة للاحتفاء بقوة الأدب في اختراق الحواجز وتحدي كل الصعوبات؛ لأن الثقافة هي من تضيء الطريق للجميع وتساهم في جعل عالمنا أفضل من خلال الكتابة والقراءة، خاصة في الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم.

وأشار إلى أنهم كناشرين مستقلين خلال جائحة كورونا، كان شهر مارس 2020 أكثر وقت مرعب بالنسبة لهم، حيث أغلقت المكاتب والمتاحف والمدارس، كل شيء في الحياة توقف.

وأضاف أنّ الأمور كانت صعبة، فلم يعرفوا ماذا يفعلون، أو يجتمعون، لكن كانت الجائحة فرصة كبيرة بالنسبة لهم للتكيف مع الواقع الجديد، والبحث عن الحلول وتغيير نماذج وأسلوب عملهم من أجل النجاح، مؤكداً أنهم نجحوا في تحدي الصعوبات، واستخدام التقنية الحديثة في نشر أعمالهم، لافتاً إلى أن عام 2021، شهد 8% زيادة في نسبة المبيعات.

وأكد عدد من الناشرين والمتخصصين بقطاع النشر، في جلسات اليوم الثاني من أعمال الدورة 11 من مؤتمر الناشرين، الذي يقام بالتعاون مع الاتحاد الدولي للناشرين، الذي انطلقت فعالياته أمس الأحد، أهمية ابتكار طرق جديدة للوصول إلى القارئ لتعزيز مبيعات الكتب واستكشاف أسواق جديدة، من خلال تناول تجارب عدد من الناشرين المستقلين وعرض أسرار نجاحهم خلال فترة الوباء.

وانطلقت أعمال اليوم الثاني بحضور كل من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، وأحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، والفائز بجائزة نوبل، الكاتب والروائي التنزاني عبد الرزاق قرنح، وعدد من الخبراء المحليين والدوليين المعنيين بقطاع النشر.

تغيير استراتيجية



ترى إيمانويل كولاس، ناشرة من فرنسا، أن الأحداث في عام 2020 كانت صعبة للغاية، ولم يكن أحد يتوقع هذه الأحداث أو يتخيلها، فكلهم كانوا يستعدون لمشروعات أدبية كثيرة، وفجأة بدأت الجائحة وتوقف كل شيء في الحياة، وكانوا جميعاً في مرحلة انتظار ماذا يحدث؟ لكن عندما جاء الإغلاق الثاني في فرنسا، كان الوضع مخيفاً جداً، فكل الناس تعمل من المنازل.

وأوضحت أنها تمتلك دار نشر صغيرة، لذلك كانت لا تعرف ماذا ستفعل، فقد كان الوقت صعباً، لكنها قبلت التحدي بالعزيمة القوية والصبر، ونجحت في هذه الأوضاع الصعبة.

وأشارت إلى أنه كان الاختيار الوحيد المتاح أمامها وغيرها من الناشرين المستقلين، وبالفعل نجحت من خلال الكفاح في إثبات نفسها بالرغم من الإغلاق التام وإصدار الكثير من الكتب التي حققت نسبة مبيعات عالية جداً، وغير متوقعة بالمرة من خلال تغيير الاستراتيجية الخاصة بها في اختيار الكتب والتسويق.

تقنيات حديثة



أكد صامويل كولاوني، المدير العام لمطبعة الجامعة في نيجيريا، أن النشر في نيجيريا وبعض الدول الأفارقة يهيمن عليه الناشرون المستقلون، لذلك عندما جاءت الجائحة كان الوضع صعباً بالنسبة لهم، ماذا يفعلون؟ وكيف سيواجهون هذه الأزمة الحقيقية؟ خاصة أنهم لم يكونوا مستعدين للعمل من المنازل.

ويتابع: لكن خلال الجائحة الحياة توقفت، فبدأ الكثير من الناشرين التوجه نحو استخدام التقنيات الحديثة والاستفادة من المواقع الإلكترونية للوصول إلى المتعاملين، وأن يحسنوا من أدائهم، واستكشاف مجالات جديدة يشاركون بها من خلال ثقافتهم، وألا يقتصر توزيع الكتب على الداخل فقط، لكن يجب أن تنتشر الثقافة بالخارج، وبالفعل نجحوا في إنتاج الكثير من الكتب.

شغف الكتب



أكد خالد الناصري، مؤسس ورئيس المتوسط للكتب، أنهم تعرضوا لصدمة وقت انتشار جائحة، حيث لم تكن هناك حلول أمامهم بعد إغلاق كل الأنشطة والمكتبات، وقلق الناس من الإمساك بالكتب أو السلام حتى بالأيدي، لم يعلموا ماذا يفعلون؟ هل يتوقفون أم يستمرون في أعمالهم، مشيراً إلى أنهم قرروا الاستمرار.

وقال إنهم كانوا يصدرون بعض الكتب ويعملون على تسويقها رغم معرفتهم أن هذه الكتب ستظل في المخازن، لكن كان بهدف توصيل رسالة إلى القارئ أن الكتب ما زالت موجودة والحياة في الكتب ما زالت متاحة، وبالفعل أصدروا الكتب، وبدؤوا في استخدام المنصات الرقمية والسوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية للتسويق لأعمالهم، وبالفعل نجحوا عندما وجدوا شغف وإقبال الناس مرة أخرى على الكتب، لكن بنسبة أكبر مما سبق.