الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

عبدالرزاق قرنح: نبأ فوزي بـ«نوبل» اعتقدته مزحة

عبدالرزاق قرنح: نبأ فوزي بـ«نوبل» اعتقدته مزحة

حدد الكاتب العالمي عبدالرزاق قرنح، الفائز بجائزة نوبل للآداب، الكاتب الناجح فيمن يستطيع الوصول إلى الفكرة ويكتبها بشكلٍ صادق وبدقة، مشيراً إلى أنَّه عندما تلقى خبر فوزه بجائزة نوبل توقع أنَّها مزحة.

وأضاف قرنح، في ندوة ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في مركز «إكسبو الشّارقة»، إنَّه قال للمتصل به هل هذه مزحة؟ وكان سيغلق الخط، لولا وصول رسالة على بريده الإلكتروني فتأكد من الخبر، فكانت مفاجأة بالنسبة له، موضحاً أنَّ ما أسعده رؤية السعادة في عيون من يعرفه، ومن لا يعرفه أيضاً عن قرب، معرباً عن سعادته بكونه من أصول عربية، ويحصل على هذه الجائزة العريقة.

وعن مصدر إلهامه، قال عبدالرزاق، إنّه الهواء، مشيراً إلى أن له طقوساً في الكتابة بسيطة للغاية وهي جلوسه على الطاولة، وحينها يبدأ في الكتابة، مشيراً إلى أنّ أول عمل كتبه أرسله إلى 15 دار نشر، وقال في ذهنه إذ لم يتم نشر ذلك العمل في دار واحدة فسيضع العمل أسفل السرير ويتركه، فعمله الأول أخذ من الوقت سنوات طويلة حتى يرى النور.

وشبه الفائز بجائزة نوبل للآداب (2021) الكاتب والروائي التنزاني من أصول عربية عبدالرزاق قرنح، الكتابة بالقطعة الموسيقية، التي نسمعها ولا نعرف سر جمالها، لافتاً إلى أنه عمل في سنوات حياته الأدبية على إبراز معاناة المهاجرين الذين أفضت بهم الحياة إلى ركوب المخاطر والسفر خلف حياة أفضل.



مشاعر صادقة



وقال عبدالرزاق: «إن الجميل في حصولي على الجائزة أنني رأيت السعادة على وجوه أشخاص بعثت الجائزة في أنفسهم رسائل إيجابية، وحملت لهم مشاعر صادقة عن إنسان عمل قدر الإمكان ليجعل حياتهم أفضل مما هي عليه من خلال كتبه ورواياته»، مشيراً إلى أنه لا يستطيع تغيير حياة الآخرين بالكتابة، وإن كان يتمنى ذلك.

وأضاف قرنح: «أكتب للوصول إلى حياة أكثر تعبيراً عن أعماق الناس الذين أتحدث عنهم بكل صدق، بحيث أنقل الصورة الحقيقية عن معاناة المهاجرين، ولا أكذب، وأنا أعبر عن تجاربهم لصالح الحبكة، وبالتالي فإنه ينبغي أن ننظر بأعين ثاقبة إلى ما نحاول أن نكتب عنه، دون مغالاة أو مزايدة على الواقع».

عناصر الكتابة

وحول رحلته إلى جائزة نوبل للآداب، أشار عبدالرزاق قرنح إلى أنه لم يكن يمتلك العناصر التي تجعله يتوقع أن يصبح كاتباً محترفاً في يوم ما، وأنه كتب العديد من القصاصات التي جمعها خلال رحلته مع الكتابة بعد أن حط رحاله في بريطانيا مهاجراً عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، ومرت تلك القصاصات على الكثير من دور النشر، التي كان يحاول أن ينشر لديها، إلى أن شاءت الظروف أن تقبل إحدى دور النشر بروايته التي أصبحت نافذته نحو عالم القُراء.

شرف المحاولة



وحول المحاولة وأثرها في دخول عوالم الكتابة، قال عبدالرزاق قرنح: «إن المحاولة عنصر مهم من عناصر دخول عالم الكتابة، وإن الفشل والإخفاق في إيصال الرسالة التي يسعى الكاتب إلى إيصالها ينبغي ألّا تجره إلى الخلف، بل ينبغي له أن يتمسك بالمحاولة مراراً وتكراراً، وبعد ذلك لا بد من أن يصل إلى مرحلة من المراحل التي تتوج فيها كل محاولاته بالنجاح والتفوق»، مشيراً إلى أن الكتابة التي دخل عبرها إلى القراء كان سيمثل رفضها رسالة انتحار بالنسبة له، لأنها جاءت بعد محاولات وتجارب كثيرة في الكتابة.

وحول عناصر العمل الأدبي الناجح، أوضح قرنح أن الكتابة الإبداعية كقطعة موسيقية، نسمعها ولا نعرف سبب جمالها، وذلك أنه وإن لم تكن مألوفة لدينا، إلا أن فيها من عناصر الجمال ما يدفع مستمعها إلى الإعجاب بها وإن لم يكن عارفاً أو ناقداً أو خبيراً في شأن الموسيقى، وكذلك الكتابة، فإن القارئ يستحسن الكتابة مع أنه قد لا يستطيع معرفة عناصرها أو أسرار جمالياتها.

مبدعون أفارقة

وعن رأيه بالكتَّاب الأفارقة، وأسباب عدم انتشار أعمالهم في الوسط العالمي، أوضح عبدالرزاق أن القارة السمراء تحفل بالكثير من المبدعين الذين برزت أعمالهم على الساحة الأدبية في السنوات الأخيرة وما قبلها أيضاً، وأن لديهم تجارب ثرية يمكن أن تدهش القراء في مختلف بلدان العالم، مؤكداً أن عدم انتشار تلك الإبداعات خارج أفريقيا لا يقلل من شأنها، خاصة أن هناك تفضيلات عديدة من القراء والناشرين بدؤوا بالالتفات إلى الأدب الأفريقي، الذي يترشح العديد من رواده لجوائز مرموقة في كل عام.