الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

بعضها تجاوز 196 مليون مُشاهدة.. هل أغنيات الراب ظاهرة في 2021؟

انتهى عام 2021 وهلَّ عام جديد، لكن تظل بعض الظواهر مُرتبطة بالعام الماضي بحاجة لتفسير، ومن تلك الظواهر موسيقياً زيادة نسبة الاستماع والمُشاهدة لأغاني الراب، وهو الأمر الذي يدعو للسؤال: لماذا زاد انتشار تلك الموسيقى دون غيرها، ما تفسير ذلك موسيقياً؟ هل تغيرت ذائقة الجمهور ناحية اختيارهم للأغنيات التي يسمعونها، وهل للحياة الاقتصادية والاجتماعية تأثير على اختيار تلك الموسيقى؟

عبر منصة «يوتيوب» حصدت أغنية «لوجه تاني» لسعد لمجرد المركز الأول، ووصلت نسبة مشاهدتها حتى الآن إلى 196 مليون مشاهدة.

كما تصدرت أغنية حمزة نمرة «فاضي شوية» قائمة الأكثر مُشاهدة بنسبة 193 مليون مُشاهدة، وأيضاً تصدرت أغنية «حتة تانية» لروبي بنسبة مُشاهدة 144 مليون مُشاهدة.

وتنضم إليهم أغنية «حبيبتي» والتي قدمها حسن شاكوش مع الفنانة ياسمين رئيس، ووصلت نسبة مشاهدتها حتى الآن إلى 133 مليون مشاهدة.

تصدرت أغنية «غابة» لمُطرب «الراب» مروان بابلو «التريند» والأكثر استماعاً عبر تطبيق spotify، وهي الأغنية التي كان قد أعلن عن عودته بها مجدداً بعد غياب شهور بعدما أعلن اعتزاله في وقت سابق.

وعبر التطبيق نفسه احتل مُطرب «الراب» «ويجز» المركز الثالث بأغنية «أسياد الصوت»، وفي المركز الرابع جاء مروان بابلو بأغنيته «كنترول» والتي كانت قد حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً.

وعلى التطبيق نفسه وفي المركزين الخامس والسادس احتلت أغنية (مش بالحظوظ) لمطرب الراب عفروتو المركز الخامس، أما السادس فصدته أغنية «سيري» لشاهين.

التواصل الاجتماعي

يرفض الناقد المُوسيقي محمد شميس إطلاق وصف «ظاهرة» على انتشار أغاني «الراب» خلال عام 2021، وقال شميس في حديثه مع «الرؤية» إن الراب مُنتشر مُنذ أكثر من 10 سنوات، لكن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تعريف الناس على هذا النوع المُوسيقي وتعريف الناس عليه.

ويُتابع: «الراب فن له جماهيره وقواعده، مثل المدفعجية وشحتة كاريكا وأوكا وأورتيجا، وغيرهم، وبعض الأغنيات لمحمد منير وعمرو دياب، ثم امتد هذا اللون الموسيقي لبعض المُحافظات كُلٌ يغني حسب لهجته وطريقة كلامه ولبسه، وبالطريقة التي يستطيعون من خلالها مُناقشة مُشكلاتهم وهو ما ضمنته لهم أغاني (الراب)، ثم انتشر بشكل أكبر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي».

واستطرد: «سبب آخر من أسباب انتشاره هي شركات الإعلانات الكبرى التي بدأت في الاستعانة بتلك المُوسيقى للترويج لمُنتجاتها، بالإضافة لأن تلك الأغنيات تُعبر بكلماتها عن أحوال الشباب وقضاياهم المُختلفة مثل البطالة والهجرة غير الشرعية وتأثير المخدرات عليهم، وسواء اتفقنا عن طريقتهم في الغناء أم اختلفنا حولها إلّا أنها صادقة تُعبر عن الشارع ولذا وصلت لفئة الشباب تحت الـ30 عاماً».

ولفت: «الجيل الجديد من 18 سنة حتى 30 سنة بحاجة لمن يُعبر عنه غنائياً فليست كل المُشكلات التي يريدون سماعها عن الحب والغرام كما في أغنيات محمد حماقي وتامر حسني، فهم لا يعبرون عنهم كما تُعبر أغنيات الراب لويجز ومروان بابلو وغيرهم من مُطربي هذا التيار الغنائي في جميع العالم العربي».

ويُشير الناقد الفني في حديثه مع «الرؤية» إلى أن عام 2021 من الناحية الموسيقية يعتبر متميزاً لأنه لم يشهد أي تفوق لأي شكل موسيقي على آخر، بل على العكس تماماً هناك حالة من التنوع الموسيقي بين الأشكال المختلفة، حيث هناك اختيارات عديدة للمُستمع وبأكثر من شكل غنائي.

ويلفت شميس إلى أن الراب ربما قد يكون انتشر في الفترة الأخيرة بسبب حفل ويجز بالتجمع الخامس والذي شهد حضور أكثر من 40 ألف شخص، واضطر الأمن للتدخل لتفريق التجمهر الشديد خارج المساحة المخصصة الحفل، ومع انتشار صورة حفله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حدثت حالة الصدمة على الجمهور غير المهتم بسماع «المزيكا» ولم يكن يعلم من هو «ويجز»، وما هو الراب أساساً، إلا بعد الحديث عن الصورة والنقاش حول أغاني الراب.

انتشار صور الحفل جعلت البعض يتساءل عن هذا اللون الموسيقي لاستكشاف ما يجهلونه عنه.

وتابع الناقد المُوسيقي أن ألبوم «كنترول» لمروان بابلو هو الأفضل خلال 2021، وعن سر انحيازه لهذا الألبوم تحديداً يقول شميس: «انحيازي لألبوم بابلو يأتي من كونه يقوم بالكتابة والتلحين لنفسه، وحتى الهندسة الصوتية، وصناعة التوزيعات المُوسيقية، بل صنعها في أغلب الأغاني».

وختم: «خلال الألبوم قام بابلو بغناء تجربته الشخصية، وحكى عن وقائع عاشها بنفسه في الإسكندرية، داخل بيئة فاسدة وملوثة، مليئة بالأحقاد والنفاق والكذب والفقر، واستطاع أن يحول كل هذه الأدوات إلى منتج غنائي راقص يستمع إليه الشباب في السيارات وفي التجمعات بسبب إحساسهم بصدق الكلمات التي يسمعونها في أغاني الراب».