الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

بائعو كتب على أرصفة نهر السين يواصلون العمل رغم الجائحة

بائعو كتب على أرصفة نهر السين يواصلون العمل رغم الجائحة

كان الفضوليون وعشاق المطالعة من كل أنحاء العالم يغرقون في أكشاك باعة الكتب على ضفاف نهر السين في باريس منذ قرون، ويجدون فيها نوادر وطبعات قديمة غير متوافرة، غير أن جائحة كوفيد-19 باتت تُهدّد وجود هذا المعلم الثقافي في العاصمة الفرنسية.

ويقول رئيس الجمعية الثقافية لباعة الكتب في باريس جيروم كاليه «لدينا إطار عمل رائع»، بعدما أمضى 30 عاماً على رصيف كونتي، هو و220 بائع كتب آخرين يبحثون عن كتب قديمة لعرضها للبيع.



ويتابع كاليه «أن نكون بائعي كتب يعني أنها عادةً وظيفتنا الأخيرة»، مضيفاً "شغلنا وظائف أخرى، لكن عندما نبدأ (بيع الكتب)، لا يسعنا التوقف".

ويؤيّد جان بيار ماتياس (74 عاماً) الذي يجلس أمام تمثال كوندورسيه منذ 30 عاماً، فكرة كاليه.

ويقول "أكشاكي عمرها 100 عام، تُفتح دائماً، تسمح لي بأن أبقى بصحة جيّدة، وبائع الكتب لا يتوقّف إلّا عندما لا يعود بإمكانه فتحها".

غير أن ماتياس لا يُخفي كون المهنة تواجه أزمة، فالعديد من زملائه "لم يعودوا يفتحون كثيراً واستسلموا قليلاً في مواجهة الوضع الحالي".

واعتاد على استقبال طلاب علم نفس باحثين عن كُتب لا يجدونها إلّا بين رفوف كتبه.



ولم يكن عامل سوء الأحوال الجوية هو ما أثّر فقط على سير عمل المكتبات على ضفاف نهر السين في يناير، فقبالة متحف اللوفر مكتبتان فقط تستقبلان الزبائن على رصيف كونتي حيث تأثّر سير العمل بعد تحرّك «السترات الصفر» وتداعياته، بالإضافة إلى جائحة كوفيد-19 التي أرغمت بائعي الكتب على الإغلاق.

ويؤكّد كاليه «نقوم بالكثير من الخطط، يجب أن نصمد لنفتح» في حين أن السيّاح نادرون.

ويلفت إلى أن «25% فقط من زبائننا يأتون من إيل-دو-فرانس»، أي أن 75% من الزبائن يأتون من خارج باريس وضواحيها.