يودع الجمهور اليوم الاثنين فعاليات النسخة الـ53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وسط حضور جماهيري كبير أوشك على كسر حاجز الـ2 مليون زائر.
وتنافس العارضون ودور النشر على تقديم أفضل أسعار الكتب والمطبوعات بأسعار رخيصة.
وقدمت مبادرة «ثقافتك كتابك» مجموعة متميزة من إصدارات قطاعات وزارة الثقافة المصرية المختلفة، بأسعار منافسة، حيث لم يتجاوز سعر الكتاب فيها 20 جنيهاً.
بالإضافة للكتب التي قدمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة والتي بدأت من جنيه واحد حتى 30 جنيهاً.
دعم صناعة النشر
ويعتبر المعرض فرصة لعدد كبير من الشباب والأسر المصرية لشراء الكتب التي يحتاجون إلى قراءتها طوال العام، حيث يكون آخر أيام المعرض فرصة أخيرة لشراء الكتب، والتعرف على حصيلة ما قاموا بشرائه.
وهو فرصة أيضاً لإنعاش صناعة الكتب بعد تراجع الشراء والخسائر الفادحة التي كبدتها جائحة كورونا للنشر الورقي، بحسب دراسة حديثة صدرت عن اتحاد الناشرين العرب، عن أهم تداعيات أزمة «كورونا» على حال النشر العربي، وجاءت نتائجها مؤلمة، وعلى رأسها تراجع مبيعات دور النشر بنسبة 74%، وتراجع إنتاج دور النشر من الكتب بنسبة 50% بالنسبة لكتب الكبار، و35% لكتب الأطفال.
ويساهم معرض الكتاب في زيادة حركة بيع الكتب، وهو الحدث الذي ينتظره الجميع من ناشرين وكتاب وقراء ممن ينتظرون شراء الكتب بأسعار معقولة.
ادخار المال
تحدثت «الرؤية» مع عدد من الشباب حول أسباب انتظارهم معرض الكتاب وحصيلة ما اشتروه، وما هي الميزانيات المخصصة لشراء الكُتب، وقال بعضهم إنهم ادخروا المال طوال العام لشراء الكتب بأسعار مخفضة من معرض الكتاب، لافتين إلى أن معدل الميزانيات التي خصصوها لذلك تراوحت بين 1000 إلى 7000 جنيه.
ويقول الشاب زياد شُعيب إنه ينتظر معرض الكتاب من العام للعام، وهو أمر يعود لعدة أسباب، أهمها وجود خصومات على الكتب تكون الأفضل، إلى جانب أن الشراء من معرض الكتاب له بُعد نفسي وهو الفرح بشراء الكتب، وكأنها الكتب التي استلمتها لأول مرة في عام دراسي جديد.
ويتابع: "الفرحة بشراء الكتب من خلال المعرض تكون أكثر، حيث أكون محاطاً بالكتب من كل جانب، وهو إحساس رائع لا يُضاهيه أي إحساس آخر."
ويستطرد زياد: "أشتري الكتب طوال العام، لكن ليس بنفس المقدار الذي أشتري به الكتب في معرض الكتاب فمثلاً اشتريت من المعرض نحو 35 كتاباً بكلفة 1200 جنيه، وطوال العام وقبل المعرض اشتريت 6 كتب فقط."
ويختم: «كل عام أقوم بالادخار قبل بدء المعرض بشهرين، وأحاول أن ألتزم بها وألا أتجاوزها».
اقتناء كتب عربية
أكد الكاتب محمد عبدالقادر حرصه كل عام على شراء الكتب من معرض الكتاب دون غيره، ليس بسبب رخص الثمن وتقديم دور النشر للخصومات عليها فقط، ولكن لأن المعرض هو الأساس بالنسبة له لشراء الكتب، وعادة يحرص عليها كل عام.
ويشرح: "السبب ليس رخص أسعار الكتاب بالعكس، فالكتب التي اشتريتها كلفتها 2000 جنيه، وهو مبلغ ليس قليلاً، لكن المعرض أساس شراء الكتب لأنه فرصة مهمة جداً لتواجد دور النشر العربية التي لا نستطيع شراء كُتبها طوال العام، لأن شحن الكتب من خلالها لمصر يكون غالياً بشكل كبير، وهو ما يحرمنا من مُتابعة إصداراتها، وبالتالي وجود دور النشر تلك في المعرض فرصة ممتازة لنا كقراء على الحصول على إصداراتها بأسعار معقولة".
ميزانيات متغيرة
ويرصد عبدالقادر ميزانيات مُختلفة لشراء الكتب كل عام تختلف باختلاف ظروفه المادية من عام لآخر، وعن ذلك يقول: "أحاول أن أجمع مبلغاً شهرياً أدخره لحين قدوم ميعاد المعرض، وبذلك أكون قد استطعت جمع مبلغ أستطيع أن أشتري به ما أريد من كتب خلال أيام المعرض."
وعن حصيلة ما قام بشرائه يقول: "أغلب ما قمت بشرائه روايات لأنني حالياً أكتب في فرع الرواية، وبالتالي أكثر الكتب التي أقرأها تكون الرواية."
ميزانيات منخفضة
تحرص الشابة بيري أحمد على التمتع بالخصومات التي تقدمها دور النشر المختلفة باعتبارها طالبة، حيث يمكنها الحصول على خصم 50% للكتب التي تقوم بشرائها من بعض دور النشر، وتقول: "اشتريت مجموعة من الكتب تكلفت نحو 500 إلى 600 جنيه بعد الخصم، 3 كتب منها حصلت عليها كهدية.
في حين يحرص الشاب إسلام السيد أيضاً على شراء الكتب بأسعار مخفضة، حيث يزور فرع الهيئة العامة لقصور الثقافة التي تُقدم كُتباً بأسعار مخفضة.
ويشرح: «مثلاً كتاب أصل الشيوعية الروسية اشتريته بـ7 جنيهات ونصف، أما الروايات تراوح أسعارها من 5 إلى 7 جنيهات، وبعض الكتب اشتريتها نظير جنيهين فقط، وأغلى كتاب قمت بشرائه بلغت قيمته 65 جنيهاً».
وكما فعل الثنائي بيري وإسلام فإن الطالبة إسراء مروان اتبعت نفس نهجيهما في شراء الكتب من منافذ وزارة الثقافة، إلا أن الشراء من بعض دور النشر الخاصة زاد من ميزانية شرائها هذا العام لتبلغ 3000 جنيه.
وتقول: "طلبة الجامعة يتم منحهم خصماً خاصاً على شراء الكتب، لكن دار نشر واحدة هي التي قامت بهذا الخصم معي، وليس جميع الدور، وربما كان سبباً في زيادة كلفة شرائي للكتب هذا العام."
اختيارات بلا حدود
حاولت الشابة ياسمين عادل أن تخفف من وقت زيارتها للمعرض بشراء الكتب «أونلاين» بكلفة 1500 جنيه، وهي الميزانية التي كانت قد خصصتها لشراء الكتب، إلا أنها لم تستطع منع نفسها من زيارة معرض الكتاب أكثر من مرة.
وتقول: "المعرض له سحر خاص وعندما زرته اشتريت كتباً بتكلفة 1700 جنيه، بسبب كثرة الاختيارات المتاحة وخوفاً من ألا أجد تلك الكتب باقي العام."
بخلاف شراء الكتب فالشابة نجوان ماهر ترى أن زيارة المعرض تشعرها بالسعادة الكبيرة، خصوصاً أنها تقابل أصدقاءها الذين يشتركون معها في محبة القراءة والكتب، ووسط كل هذا الكم الكبير من الكتب يكون لقاؤها بهم، في أجواء ترفيهية وثقافية في آن واحد.
وتوضح: "في الحقيقة أنا سعيدة بمعرض الكتاب، قابلت أشخاصاً كثيرين تجمعنا محبة الكتب."
وتستطرد: "اللف والمجهود الكبير في البحث عن الكتب مُتعة لا تضاهيها متعة، عناوين كثيرة لكتب من بلاد مُتعددة بلا حدود، وقد زرت المعرض 6 مرات من خلالها اشتريت عشرات الكتب."