الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

بالفيديو.. الروح تدب في مكتبة مركزية بالموصل بعد شفائها من دمار الحرب

فتحت المكتبة المركزية لجامعة الموصل بالعراق أبوابها مرة أخرى للجمهور يوم أمس السبت بعد سنوات من الترميم والإصلاحات لعلاجها من آثار هجوم شنه تنظيم داعش الإرهابي على المبنى في عام 2016.

سراء الدباغ، ناشطة مجتمعية، تحكي عن المأساة التي تعرضت لها المكتبة وقت المعارك «للأسف قبل خمس سنوات، قام تنظيم داعش الإرهابي بارتكاب مجزرة ثقافية بحق هذه المكتبة. وراح ضحيتها عشرات وآلاف وصل إلى المليون.. ما يقارب المليون كتاب على مصدر ثقافي علمي ينتهجه الباحثون الأكاديميون».

وعلى مدى السنوات، تطوع العديد من سكان المدينة للمساعدة في إعادة المكتبة للعمل، إذ تعد من أهم المكتبات في المنطقة بما كانت تحويه من مخطوطات نادرة وسجلات حكومية تعود للعصر العثماني.

وقبل الهجوم، كانت مكتبة جامعة الموصل المركزية تضم أكثر من مليون إصدار بما يشمل كتباً بخط يد باحثين من المنطقة ونسخاً باللهجة الموصلية المميزة لبقعة كانت في يوم من الأيام مركزاً ثقافياً وفخراً للكثيرين بمساجدها العتيقة وكنائسها التاريخية ومعمارها المميز في القلب القديم الأثري للمدينة.

لكن آلاف النسخ والإصدارات احترقت ودُمّرت خلال الحرب على يد متشددي التنظيم الإرهابي والمعارك الشرسة التي تلت طردهم.. وعلى الرغم من أن مبنى المكتبة كان من مناطق ارتكاز مسلحي التنظيم وقت الحرب، فلقد كان من بين البنايات القليلة التي نجت.

وخلال عمليات الترميم والإصلاح، أطلق متطوعون حملة دولية لجمع الكتب لتعويض مئات الآلاف من الكتب المفقودة والمحروقة بسبب ما عانت منه المكتبة وقت المعارك.

وعن الطريق الذي قطعته عدة جهات لحين فتح المكتبة أبوابها من جديد يقول حسان كلاوي طالب الإعلام في جامعة الموصل: «ساهمت جهات عديدة في إعادة إحياء الكتاب، وإعادة إحياء جامعة الموصل أو المكتبة المركزية في جامعة الموصل. أولها طبعاً (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي) بالتعاون مع وزارة التعليم العالي وبالتعاون مع جامعة الموصل وقسم المشاريع في جامعة الموصل، وطبعاً المنح المقدمة من المنظمات الألمانية والفرنسية».

وتابع قائلاً عن مخزون المكتبة الحالي: «حالياً جامعة الموصل بعد إعادة تأهيلها تضم نحو مئة ألف كتاب ومخطوطات قد انتشلت من الركام ومن الحرائق التي كانت في المكتبة المركزية بعد تحرير مدينة الموصل. وحالياً تضم مئة ألف كتاب من متبرعين من مكتبات دولية ومكتبات من داخل أو من أبناء جامعة الموصل وأبناء مدينة الموصل».

وتقول الناشطة المجتمعية سراء عن حلمها بالمزيد من الدعم: «نتمنى من الجامعات العربية والعالمية أن ترفد (تزود) المكتبة المركزية بما تم فقده خلال هذه المدة وما تم حرقه من قبل التنظيم وحتى سرقته.. بما فيها كتب أثرية وتاريخية قيمة لهذه المدينة».