الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مثقفون بمناسبة يوم الشعر: القصيدة العربية خطت خُطى واسعة نحو العالمية

أكد عدد من الشعراء بمناسبة اليوم العالمي للشعر، الذي يوافق 21 مارس من كل عام، أن الشعر العربي الفصيح بكل أشكاله وأنواعه خطا خُطى واسعة نحو العالمية، بل وأصبح له حضور على المنصات الثقافية والفكرية، لافتين إلى المسافات التي يقطعها الشعر العربي بالتحديد حول العالم بما فيه من رسائل وقيم ثقافية ومعرفية وجمالية.

وتحتفي مؤسسات الدولة الثقافية باليوم العالمي للشعر والذي يعد مناسبة تجمع الشعراء والمبدعين والمثقفين والمفكرين في حب اللغة العربية والانتماء إلى الثقافة العربية وتراثها الشعري العظيم.

وتعزز دولة الإمارات دورها في هذا المجال عبر دعم المشاريع الثقافية والشعرية إيماناً منها بأن الشعر إحدى ركائز ترسيخ الهوية الثقافية والتراث. وتعمل الإمارات على تشجيع أنشطة بيوت الشعر فضلاً عن كونها نافذة مفتوحة على آفاق الامتداد الثقافي للحوار بين الشعوب والثقافات لإسماع أصوات شعرائها لأصوات تشاركهم اللسان لتبقى منارة في تعزيز الحراك الثقافي العربي.

خصوصية عربية



في البداية قال الشاعر نبيل عماد: "في هذا الصدد يمثل موضوع الترجمة الشعرية أبرز القضايا المتعلقة بالترجمة وأكثرها إثارة للنقاش بين أطراف متعددة من شعراء ونقاد ومترجمين وقراء وقد ناقشها في الماضي هوراس والجاحظ، ومؤخراً اهتم بها جاكبسون وميشونيك ودارت حولها مجموعة من الأحكام المسبقة قسمت المهتمين إلى قسمين اثنين".

ونوه إلى إمكانية ترجمة الشعر وهذا أمر قائم في الواقع ولا يحتاج إلى دليل عليه ويكفي برهاناً عليه ذلك الكم الهائل من القصائد التي تترجم إلى عدد من اللغات العالمية الحية.

وأكد أن للشعر العربي خصوصية تختلف كثيراً عن آداب الأمم الأخرى، فهو يمتاز بنظام إيقاعي وموسيقي فريد فلا نكاد نجد شعراً يعول على الموسيقى كما عول الشعر العربي، إضافة إلى طبيعة بنائه وتراكيبه التي تجعل من هذا الشعر شعراً محلياً لا يكاد ينفذ إلى غير الناطقين بالعربية، على الرغم من بعض التجارب التي حققت عالمية مثل الشاعر الكبير بدر شاكر السياب حين نقل تجربته إلى فضاء عالمي، ولا تزال قصائده ميداناً فسيحاً للدراسات النقدية والترجمة.

وأشار إلى أنه وبسبب نظمنا الشعري الدقيق جداً لا نجد شاعراً عربياً حصل على جائزة نوبل في العصر الحديث.. وليس السبب في قلة التراجم أو قصورها، إنما الأمر عائد إلى طبيعة الشعر العربي التي تستعصي على الترجمة بمعناها الحرفي، فإذا نجحت الترجمة في نقل المعنى، كيف ستحافظ على الإيقاع، وإذا حافظت على الإيقاع، كيف تحتفظ بالمعنى.

غياب عربي



غير أن الشاعر وليد الصراف قال إن الشعر لا يترجم بل هو نار تنطفئ في الطريق بين لغتين، وأوضح أنه مع ذلك نجد العالم كله يعرف طاغو، راينر ماريا ريلكه، وجاك بريفير، وقبلهم شكسبير وقبله هوميروس ولا يعرف شاعراً عربياً واحداً.

وقال: "نعم ترجم للبياتي وأدونيس وشعراء آخرين وأصبحت الترجمة من السهولة بمكان لكن في حقيقة الأمر ما من مثقف في العالم قرأ المتنبي نفسه وهو حتى اللحظة أشعر شعرائنا".

صعوبة النقل

وقال الشاعر حسن عامر إن الكثير من النصوص الشعرية العربية وغير العربية سيصبح من الصعب جداً نقلها إلى لغة وسيطة أخرى إذا كانت معتمدة فقط على التصوير اللفظي لأن ما ينتقل من الشعر معناه ورؤيته التي يستطيع أن يبثها خلالك لترى الأشياء بعين الشعر والشاعر.

وتابع: في الشعر العربي المعاصر وغير المعاصر كثير من هذه المعاني والرؤى الشعرية التي تجعل من نصوص شعرية عربية نصوصاً عالمية بامتياز، تصلح للإنسان في كل زمان ومكان إذا وجدت طبعاً من يتعامل معها بحساسية مفرطة وفهم سليم.

عالمية عربية



في حين قال الشاعر ناصر الكلباني إن الشعر العربي الفصيح ذلك الوهج السماوي الذي ما زال يملأ كون العروبة والعالم وفي اليوم العالمي للشعر يمكنني القول إن الشعر العربي الفصيح بكل أشكاله وأنواعه قد خطا خُطى واسعة نحو العالمية، بل وأصبح له حضوره على المنصات الثقافية والفكرية.

وأضاف الكلباني: "الشعر العربي حظي بالكثير من الاهتمام العالمي لا سيما المترجم منه حيث نجده في العديد من الجامعات الآسيوية والأوروبية والأفريقية غير الناطقة بالعربية حاضراً وبقوة كبيرة.. كما أن الكثير من الدارسين غير الناطقين بالعربية من أول اهتماماتهم هو الشعر العربي، حيث يدرسون ما فيه من كل النواحي الكلامية والبلاغية والوزنية والأسلوبية وغيرها، وهذا دليل على وصول الشعر العربي إلى تلك المناطق البعيدة فكراً وإقليماً، بل إن المهتمين باللغة العربية ودراستها يكون أول اهتماماتهم الشعر العربي".

وقال الكلباني إنه ومن هذا المنطلق يمكنني الجزم بأن الشعر العربي أصبح عالمياً في وصوله إلى الكثير من تلك البلدان والحضارات والأمم التي لم تكن تعرفه بل وصار في مناهجها وثقافتها، وصار الكثير من المغنين مثلاً يتغنون باللغة العربية الفصحى وشعرها العربي الفصيح الذي وصل للآفاق.

ونوه الكلباني إلى أن هناك نشاطاً لعملية الترجمة التي ازدهرت في الوقت الحالي وصار هناك العديد من المترجمين والمترجمات الذين كرسوا حياتهم في ترجمة الآداب العربية لا سيما الشعر العربي منها وقد أسهمت في وصوله إلى العالمية وليس أدل من ذلك تلك الدواوين للكثير من الشعراء العرب التي ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية وأوصلت صوت الشعر العربي إلى العالم.

وقال: «لو حاولنا ذكر الكثير من الكتاب والشعراء العرب الذين أوصلوا صوت الشعر إلى العالمية لذكرنا منهم الكثير، كالشاعر سيف الرحبي من سلطنة عمان وليس أدل أيضا من ذلك العمل (أنشودة الصحراء الأخيرة) الذي صدر عن جامعة زايد، ويضم نصوصاً لـ20 شاعراً وشاعرة من الإمارات نقلتها المترجمة أمنية أمين من العربية إلى اللغة الإنجليزية وهذا في حد ذاته وصول إلى العالمية».